قالت الشرطة وشهود عيان إن السلطات السعودية اعتقلت الجمعة في جدة عشرات المتظاهرين الذين تجمعوا للاحتجاج على سوء حالة البنية التحتية بعد ان اجتاحت سيول جارفة ثاني اكبر المدن السعودية. وظلت بعض شوارع جدة غارقة بمياه السيول الجمعة وما زالت الكهرباء مقطوعة عن المناطق المنخفضة في المدينة بعد يومين من تسبب الأمطار الغزيرة في سيول أدت إلى مقتل اربعة اشخاص على الأقل وجرف سيارات. وجاء الاحتجاج بعد أن حثت رسائل جماعية عبر هواتف بلاكبيري الخميس سكان جدة على الانضمام لمظاهرة بسبب السيول في خطوة غير معتادة في البلد الخليجي في وقت تنتشر فيه الاضطرابات المناهضة للحكومات في العالم العربي. وقال شاهد عيان يعمل في متجر قريب ل'رويترز' ان المحتجين تجمعوا لما يقرب من 15 دقيقة بعد صلاة الجمعة في شارع تجاري رئيسي في جدة وهتفوا مكبرين قبل أن تفرق السلطات الاحتجاج وتحتجز مشاركين فيه. وذكر أحد ضباط الشرطة ان حوالي 30 محتجا احتجزوا وان الشرطة تطارد آخرين فروا إلى بناية مجاورة. وقال ضابط آخر ان عدد المعتقلين حوالي 50. وقال ضابط في مركز للشرطة بالقرب من مكان الاحتجاج 'اعتقلوهم جميعا. كانوا يحتجون وكان هناك حوالي 30 شخصا. وما زال هناك اشخاص يختبئون في هذه البناية هناك. الشرطة تبحث عنهم وتحاول القبض عليهم'. وأحاطت نحو 12 عربة شرطة بالبناية التي يختبئ بها المحتجون بينما أغلقت 30 سيارة الطريق بالقرب من مكان الاحتجاج. ودعت الرسالة الجماعية التي ارسلت عبر خدمة بلاكبيري يوم الخميس سكان جدة للانضمام إلى مظاهرة يوم السبت بينما دعت رسالة أخرى كافة موظفي القطاعين الحكومي والخاص إلى إضراب عام الأسبوع الماضي. لكن احتجاج الجمعة لم يكن متوقعا. وتأتي الدعوة للاحتجاج في السعودية في وقت تنتشر فيه المظاهرات في مواجهة الحكم المطلق بالمنطقة باحتجاجات في مصر واليمن تستلهم الانتفاضة التونسية التي اطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي هذا الشهر. وحثت رسالة جماعية عبر خدمة رسائل بلاكبيري يوم الخميس سكان جدة على الانضمام لمظاهرة يوم السبت في خطوة غير معتادة في البلد الخليجي في وقت تنتشر فيه الاضطرابات المناهضة للحكومات في العالم العربي. وجاء في الرسالة 'ستنظم مظاهرة يوم السبت امام بلدية جدة...احشد اكبر قدر من الناس. نحتاج الى رجال ونساء شجعان. لا نرغب في المزيد من الاكاذيب ...علينا ان نفعل شيئا'. وظلت الشوارع في المدينة الساحلية التي تفتقر لنظام صرف سليم مغمورة جزئيا بالمياه يوم الخميس بعد يوم من اجتياح السيول للمدينة مما دفع الآلاف للفرار الى مناطق مرتفعة بينما سارعت السلطات لانقاذ سكان تقطعت بهم السبل بالمروحيات والقوارب. وحثت رسالة اخرى ارسلت ايضا عبر اجهزة بلاكبيري كل موظفي القطاع الحكومي والخاص على الاشتراك في اضراب عام الاسبوع المقبل للاحتجاج على اهمال السلطات للبنى التحتية في المدينة. ولم يعرف بعد صاحب الرسالتين. وجاء في الثانية 'لن تباشر الأعمال طوال الاسبوع حتى يجدوا حلا لشوارع جدة'.
