ما أعظمك يا شعب تونس وما أحكمك ,نسأل الله أن يرزقك الصبر الجميل ومواصلة النضال, فالخطب جلل بتكالب الملل والتي بيديها الحلّ, فهي لا تكلّ ولا تملّ,,لكنّني اذكر كلمة لأبي تفليقة, الجار الذي كان أوّل المهنئين والمباركين للمبزّع ,ولا يزال الشعب يرابط للخلاص من ذيول النظام البائد, طبعا يريد الجماعة من هذا الصنف,الذين يقبلون الإملاءات سيما بعد كلمة العقيد وتوجيهه المرفوض,قال بوتفليقة يوما للهادي البكوش, في جلسة مع الجالية الجزائرية في تونس ,كان يومها يلقي كلمة ,جاء فيها (ما أحكمك يا شعب تونس) ,كلمة لا تزال عالقة في الذهن, والجزائر يومها لا تزال تعاني من الترويع والترهيب الإجرامي, الذي نشره أذناب فرنسا ,وصقور جبهة التحرير,وقد الصقوا الإرهاب يومئذ بجبهة الانقاض الإسلامية ظلما وعدوانا,حيث قال رئيس فرنسا الاشتراكي ,واحد وزرائه من اليمين , لن نقبل بدولة إسلامية على حدودنا,وكذلك قول مهري واحد نواب مجلس الشعب ,سوف ينتقل الرعب إلى الجانب الآخر, فكانت المفاجئة كبيرة ,مذبحة بن طلحة ,و رؤوس تطير بالفؤوس, كما تطايرت بانفجار في الحافلة ليلة صيام شهر رمضان المبارك,والله شيء مرعب وصاعق ,قفزت من فوق الأريكة ,وبكيت على إخوتي ,وأنا التونسي الذي يبكيني حال الأمة جمعاء ,فكيف بأقرب إخوتي الذين يربطني بهم تاريخ و مصير واحد, والعائلات منقسمة منذ دخول الإمبراطور ناپوليون الثالث,وقد هنّأه المشير احمد باي على ذلك قبل أن يتظلّم يومها من خسارة الجباية التي كان ينعم بها,وهكذا كانت الإيالة يومها على حرف بين بين,لاهي تحت الباب العالي ,ولا هي محترمة من طرف الجار الجديد ,(فرنسا) انقسمت قبيلة نهد وقبائل أخرى مثلها, شمال البلاد وجنوبها وغربها, ثمّ شرقها بعد حوزتها في مؤتمر برلين أيام بزمارك, ووضع الحدود بعد الاحتلال الايطالي لطرابلس الغرب بموافقة الخليفة الضعيف بالآستانة,وذلك قبل تقسيم سايكس- پيكو للمشرق العربي,هكذا لو لم أختصر القول , لصار المقال كتابا لما جرى عبر التاريخ ,ولكن سأختصر بالقول ,أنّ كلمة أو اسم (غيرة ) في تونس ,هي اسم المادة اللاصقة ,التي نستعملها لإلصاق الأشياء بعضها ببعض,هكذا يفعل الغرب الأمپر يالي المتغطرس ,برجال الحكم لدينا منذ قصة شريف مكة مع لورنس العرب,ذاك الجاسوس البريطاني الذي قاد مع فيصل الجيش العربي ,وكان ذلك طمعا في خلافة عربية,نحن لا زلنا إذا لا نقرأ التاريخ,إن كان بوتفليقة استحسن حكاما ضعفاء جيرانا له, فأمريكا وفرنسا لم يغب عنهما ذلك,حيث فهمت أمريكا اللعبة قبل فرنسا,فطار ساركوزي الى واشنطن للاستدراك , وزار أبا متعب ملك السعودية والرئيس أوباما طبعا, ليشمل العمل بلاد الأرز وأرض الزيتونة, وهكذا يضرب عصفورين بحجر واحد,فاتفق الثلاثة على كيفية العمل , قبول الجزار الهارب لجدة ,والحفاظ على الغنوشي المطيع ,الذي اعترف بعجزه أمام سيّده وحاكمة قرطاج,وهكذا يستلم الأوامر بندا ببند, منذ مجيء (فيلتمان) مساعد وزيرة الخارجية كلنتون,وأبدل ساركوزي سفيره بآخر مقربا منه ,وهكذا بدأت اللعبة والمراوغة ,والإلتفاف على ثورة الأحرار بتونس, تغيّر الرئيس مرّتين بعد الطاغية والحكومة أيضا مرّتين, فهاجم وزير الداخلية الجديد المعتصمين قبل أدائه اليمين الدستورية ,هجمة النظام المتوحش البائد , وفرّق الشباب بالغاز المسيل للدموع والهراوات ,وهناك أنباء عن استشهاد ثلاثة معتصمين امام قصر الحكومة بالقصبة ورفضوا تركيبتها الجديدة,التي لصق بكرسيّها زعيمان معارضين , هما محمد نجيب الشابي واحمد إبراهيم الشيوعي,فالقصة إذا قصة موالاة لفرنسا ,وذلك واضح وضوح الشمس لمن يتابعون الأمور, ويرون خيوط اللعبة, وقد صارا يتحدثان بلسان الحزب الطاغية المتلون كالحرباء,وهكذا فهمنا الغيرة من أين مأتاها. كتبه /أبوجعفرالعويني في 29/01/2011