الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، تحية إجلال وتقدير وإعزاز إلى الشعب التونسي العظيم الذي صنع أعظم وأنبل ثورة في عصرنا الحاضر القريب. * شكراً لشباب وفتيان تونس ورجال تونس ونساء تونس، شكراً لكبارهم وصغارهم، والحمد لله الذي حقق النصر وأزال المستبد الطاغية، وهنا وقفات أحبّ أن أتحدّث فيها للشعب التونسي العظيم. * أولاً: أناديكم وأدعوكم للوحدة والاتفاق ونبذ الفرقة والخلاف حتى لا تذهب ثمار هذه الثورة المجيدة وهذه الانتفاضة الشريفة هباءً منثوراً، فاجمعوا صفوفكم ووحّدوا أمركم واجمعوا شملكم ولا تتفرقوا أو تختلفوا خاصة أنه سرّني انعقاد لجان شعبية في كل مدن تونس، وهذا مما يحقق لكم النصر والمكاسب المنشودة إن شاء الله. * ثانياً: أرجو أن تستمروا في مطالبكم الشريفة من الحرية وتمام الاستقلال وإعطاء الحقوق ورد الأموال المنهوبة والمسلوبة ولا يتأتّى ذلك إلا بزوال أذيال وبقايا النظام البائد، فلا بد من مجلس تأسيسي ومن دستور جديد. * ثالثاً: أن لا تُستثنى طوائف من طوائف تونس وإنما يشارك الجميع في مرحلة بناء واستتباب أمن ورقيّ وازدهار وصنع حضارة وحياة كريمة. * رابعاً: تونس بلد إسلامي، فهي بلد عقبة بن نافع وابن خلدون وابن عاشور وهي بلد الزيتونة والقيروان، فنريد في تونس بقاء واستمرار الإسلام المعتدل الوسطي إسلام الرحمة والتسامح والحكمة. فأحيي في التونسيين تمسّكهم بدين الله عز وجل الخالد؛ لأن رسالتهم للعالم هي رسالة الإسلام الدين العظيم الذي قام على العدل والمحبة والسلام. * خامساً: آمل من شباب تونس وفتيات تونس أن يستمروا في مطالبتهم بحقوقهم فإنّ الحقوق تؤخذ ولا تُعطى، ولولا أنَّ الله سبحانه وتعالى ألهمهم وسدّدهم وأيّدهم لما استطاعوا إزالة هذا الطاغية الذي كبت على صدورهم أكثر من عقدين من الزمان وعطّل الحياة وأغلق منافذ الوعي ودمّر كل شيء في الذهنية التونسية. * سلامي لكم وقريباً إن شاء الله ألقاكم في تونس وأنقل لكم تحية حب وإعجاب كل من رأيته من المسلمين والمؤمنين سواء في السعودية أو دول الخليج أو كل بلد اتصلنا به؛ لأنه يعيش معكم ويحيَّيكم ويدعو لكم. فمزيداً من الصبر والاتفاق والاعتصام بحبل الله، وفّقكم الله وسدّد على طريق الحق خُطاكم، وأثابكم وبارك فيكم، مع شكري الجزيل لجريدة الشروق الجزائرية لنقلها الفكرة الصائبة والرأي السديد وبارك الله في الجميع.