منعت قوات الاستخبارات العسكرية المصرية وسائل إعلام مختلفة من دخول ميدان التحرير لتغطية الحدث وخاصة نقل آراء المتظاهرين المعتصمين بالمكان، وكذلك إخلاء الغرف المطلة على الميدان وهو ما أدى بمتظاهرين إلى التخوف من حدوث "مجزرة" ضدهم. وقامت الاستخبارات العسكريّة المصريّة بالقبض على طاقم القناة الفرنسيّة فرنسا 24 في ميدان التحرير مساء الأربعاء2 فبراير 2011. وقادته إلى مقر الاستخبارات العسكريّة.ولم تستطع القناة الاتصال مباشرة بصحفييها أو معرفة مكان احتجازهم رغم سعيها الحثيث للاتصال بالجهات المسؤولة في مصر . وكان فريق من القناة يتقدّمه الصحفي الجزائريّ "عادل قسطل" قد تحوّل إلى القاهرة بعد أن عرفت حركة الاحتجاجات الشعبية الأخيرة تطوّرا خطيرا تمثّل في قطع السلطات المصريّة كلّ قنوات التواصل سواء أكانت هاتفا خلويّا أو "أنترنيت"، والإقدام على مهاجمة الجموع الشعبية الغاضبة بكلّ عنف مستغلّة غياب التغطية الإعلاميّة خاصّة وأنّها نجحت سابقا في غلق مكتب الجزيرة ومنع صحافييها من مباشرة عملهم . وتقوم الديبلوماسيّة الفرنسيّة بمساع حثيثة للإفراج عن الصّحفيين عبر تكثيف التفاوض مع السلطة المصريّة. وقد تم تخويف بعض المراسلين التابعين إلى مختلف وسائل الإعلام العالمية سواء بالتحذير أو افتكاك الكاميرا أو حتى إطلاق النار في الهواء. وقال إعلاميون إن ما جرى معهم يذكر بما جرى في ساحة تيانمان سكوير بالصين حين منعت السلطات الصينية وقتها مختلف وسائل الإعلام من تغطية أحداث "ربيع بيكين" ومن المعلوم أن اشتباكات عنيفة جرت في ميدان التحرير بين محتجّين على النظام وموالين له استعملت فيها الهراوات والأسلحة البيضاء ما انجرّ عنه سقوط ضحايا ،و تعرّض المئات إلى إصابات خطيرة. ويقول متظاهرون إن القوى الأمنية تسعى إلى إخراجنا بالقوة من الميدان خوفا من التحاق عشرات الآلاف الآخرين بنا الجمعة في "مظاهرة الرحيل"، في إشارة إلى رحيل الرئيس المصري حسني مبارك.