تحول الواقع الافتراضي الالكتروني السوري إلى ساحة حرب حقيقة خلال الأيام الماضي بين مؤيدي الرئيس بشار الأسد وبين ما يسمون أنفسهم افتراضياً (معارضون) من خلال الدعوة التي يطلقونها للاعتصام للمطالبة بالإصلاحات سياسية واقتصادية. وعلى ارض الواقع السوري لم يشهد وجود لهؤلاء المعارضين بينما شهدت شوارع العاصمة دمشق وعلى مدى اليومين الماضيين مسيرات شاركت بها عشرات السيارات التي تحمل علم سورية وصور الرئيس بشار الاسد يخرج من نوافذها شبان يهتفون "بروح بالدم نفديك يا بشار". ونشرت بعض مواقع المعارضة السورية ومواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) ( تويتر) - المحجوبين أصلاً في سورية - نداءات تدعو لأيام غضب ومسيرات احتجاجية في العاصمة دمشق ضد النظام. وحملت تلك الدعوات عناوين عديدة أبرزها ما سمي "يوم الغضب السوري" و"الثورة السورية" كما دعت الى الاعتصام أمام البرلمان السوري في العاصمة دمشق يوم الخميس الساعة الثالثة بعد ظهر للمطالبة بتحسين الوضع المعاشي وتخفيض تعرفة المكالمات الخلوية. وتواجد أمام البرلمان العديد من مراسلي وكالات الإنباء العالمية وبعض المحطات الفضائية العربية والدولية بينما لم يحضر أحد من مطلقي تلك الحملات. وقال محمد ابراهيم، وهو طالب جامعي ليونايتد برس انترناشونال "لن يحضر احد أمام البرلمان وهؤلاء الذين يطلقون الحملات المغرضة هم خارج الحدود بل هم داخل الكيان الصهيوني ومن بعض الدول الأخرى". واضاف إبراهيم "لقد تتبع الشباب السوريون مصادر تلك الرسالة فتبين ان بعضها موجه من إسرائيل". وتساءل زميل له "هل يهم إسرائيل الوضع المعيشي للسورين وان يتنعمون بعيش رغيد هم يحاولون بكل الطرق خلق الفوضى في البلد التي كانت عصية عليهم وعلى أسيادهم الأمريكان ولن يناولون منها عبر شبكة الانترنت كما لم ينالوا منها في الواقع". وفي الصفحات التي وضعها السوريون على شبكة الانترنت وتضم الآلف ممن غيروا صورهم ووضعوا علم سورية صوراً للرئيس بشار الاسد بدلاً عنها وكتب عبارات تعبر عن محبتهم له. وتبادل السورين رسالة عبر شبكة الهواتف النقالة تقول "الشعوب العربية تحرق انفسها لطرد الرؤساء العملاء ولينتخبوا زعماء جدد يشبهون الزعيم بشار الأسد". وكتب اخر "للنزل إلى الشارع لنبرهن للعالم بأسره حجم حبنا لبلدنا وأننا لا نعير اهتماما للدعوات المغرضة التي لم تنل من سورية سابقاً ولن تنال لاحقاً لأننا أكثر الناس حرصاً على بلدنا واستقراره". وتمكن يوم الخميس "هاكر" سوري من اختراق الموقع الالكتروني للمرصد السوري لحقوق الانسان وترك المخترقون رسالة تتضمن أحاديث نبوية مختلف على صحتها تدعو إلى طاعة ولي الأمر وهي من طاعة الله. كما تعرض موقع إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي لهجوم قراصنة أوقفوا عمله من قبل مخترقين مجهولي الهوية. واختفت الجمعة من على موقع الفيس بوك صفحة تسمى (جمعة الغضب) التي تدعو الى التظاهر في سورية كما تدعو مجموعات أخرى الى اعتصام أمام البرلمان السوري للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية. وفي سياق متصل طالبت الأمانة العامة للمجلس السياسي الكردي في سورية في بيان لها "النظام السوري أن يأخذ تطورات الساحة العربية والغليان الشعبي بعين الاعتبار فيبادر إلى مراجعة النفس والبدء بإصلاحات وإطلاق الحريات العامة والمعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي والضمير ويضع حدا للفساد ويعالج أزمة البطالة والوضع الاقتصادي المتأزم لتحسين الأحوال المعيشية للشعب".