وصلت الاحتجاجات السورية التي اندلعت في مدينة درعا الجنوبية قبل نحو ثلاثة أسابيع الى احدى الضواحي القريبة من العاصمة دمشق حيث يتجمع الآلاف كل ليلة لتشييع متظاهرين قتلتهم قوات الأمن السورية، وبرزت ضاحية دوما القريبة من دمشق ك«عاصمة» جديدة للمعارضة التي تستعد لتنظيم مظاهرات في «جمعة الصمود». وقال شهود عيان إنّ آلاف الأشخاص تجمّعوا الليلة قبل الماضية أمام الجامع الكبير في دوما الواقعة على بعد أميال قليلة الى الشمال من دمشق لتأبين عشرة متظاهرين قتلتهم قوات الأمن بالرصاص خلال مظاهرات الجمعة الماضي. مطالب ومن أبرز مطالب هؤلاء المعتصمين انهاء حالة الطوارئ المفروضة منذ عقود، والتي يقول محامون ونشطاء إنّ السلطات تستخدمها لكبح المعارضة وتبرير الاعتقالات العشوائية واطلاق يد الشرطة السرية في البلد. وقال أحد السكان «نشعر دوما كما لو كانت مدينة محرّرة، لكننا نتوقع أن هذه مظاهر خادعة مؤقتة وأن الشرطة السرية انسحبت الى مراكزها فقط لامتصاص الغضب في الشارع». وقال آخر إن «مذبحة الجمعة الماضي لا تُنسى، الناس خائفون من تكرار الأمر هذه الجمعة». وكانت الحكومة السورية قد وضعت لافتات خارج دوما في الشوارع المؤدية الى دمشق تحمل شعار «حاصروا الفتنة الطائفية واعزلوا رموزها.. الطريق الوحيد الى الاصلاح هو بشار الأسد». وكشفت السلطات السورية أمس الأول عن عدد من الخطوات الاصلاحية المتسارعة من بينها إعادة السماح للمعلمات المنتقبات بالعودة الى عملهن وإغلاق «كازينو» دمشق. وجاء ذلك في وقت أعلن فيه الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي إمام الجامع الأموي بدمشق وأشهر علماء سوريا أن الرئيس بشار الأسد أخبره بأنه سيتوجه الى السوريين بخطاب آخر «بعد أن بدا أن رسالة الاصلاح شابها بعض الغموض»، حسب قوله. وفي مؤشر على غضب السوريين وخيبة أملهم من خطاب الأسد السابق أقدم محتجون على إحراق منزل نائب في درعا وطالبوا بطرده من المحافظة بسبب مدحه الأسد خلال الخطاب الماضي. هبّة كردية في الأثناء دعت ثلاثة أحزاب كردية سكان مدينة القامشلي، والمدن ذات الغالبية الكردية الأخرى الى المشاركة في مظاهرات حاشدة اليوم وذلك في أول إعلان من نوعه لهذه الأحزاب التي التزمت الصمت منذ بداية الحركة الاحتجاجية في سوريا منتصف الشهر الماضي. وأعلنت أحزاب «يكيتيي» و«الوفاق الديمقراطي» و«الاتحاد الديمقراطي» مشاركتها في المظاهرات المزمع تنظيمها اليوم ودعت إليها عبر صفحة «ثورة الشباب الكردي» على ال«فايس بوك». وقالت «العربية نت» إن مؤيدي وأنصار الأحزاب الكردية الأخرى التي أعلن مسؤولوها «عدم انحيازهم» سينضمون الى المظاهرات التي يتوقع أن تشمل مدن ديريك وتربة سبي والقامشلي وعامودا في أقصى شمال شرق سوريا. وأضافت «العربية نت» أن السلطات السورية اعتقلت أمس مراسلها في دمشق محمد زيد مستو. ولم تقدم الشبكة الاخبارية أية تفاصيل عن أسباب اعتقاله التي تبدو حتى الساعة غامضة.