وار - إسلام عبد العزيز / 27-10-2009 جاب الله في هذا الحوار حديث عن مفهوم خاص للوسطية الإسلامية، في ضوء سياق أوروبي مختلف بكل تأكيد عن السياق العربي الذي تحرك فيه المفهوم شدا وجذبا، داخل إطار معرفي واجتماعي محدد. أهمية هذا الحديث ليست نابعة فقط من تنوع الرؤى المطروحة داخل مفهوم "الوسطية"، وإنما كذلك من محاولة فهم السياق الغربي وطرائق تعامل العقلية الغربية مع مفاهيم إسلامية، نبعت ربما في سياقات مختلفة عن هذا السياق الغربي، باعتباره محضنا لمواطنين مسلمين. ضيف الحوار هو الدكتور أحمد جاب الله الأمين العام المساعد للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، وهو حاصل على ماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة السوربون بفرنسا، ويعمل مديرا للمعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية بباريس، وهو معهد متخصص في دراسة العلوم الشرعية واللغة العربية، وهدفه نشر الدعاة والأئمة بين المسلمين الأوروبيين. والرجل بذلك طرف فاعل في المعادلة الإسلامية الأوروبية، كما أنه متابع جيد لما يحدث في الوطن العربي من أحداث دينية وسياسية واجتماعية، بما يؤهله للحديث عن العديد من القضايا التي تتعلق بالمفهوم وحركته داخل سياقات ربما كانت ملتبسة بعض الشيء بالنسبة للواقع الغربي.
التفاصيل يحملها نص الحوار:
* مصطلح الوسطية بدأ يستخدم كثيرا على جميع الأصعدة.. السياسية، والفقهية، والاجتماعية، وهذا المصطلح يتعرض لعملية اختطاف واستحواذ، ما مفهوم الوسطية عندكم؟ - يصعب تحديد تعريف فاصل لهذا المصطلح يجمع عليه الجميع، ولكن أعتقد أن هناك بعضا من المعاني العامة التي يمكن أن نضمنها لهذا المصطلح، وهو المصطلح القرآني في الحقيقة؛ لأن الله سبحانه وتعالى هو من أسس لهذا المصطلح؛ حيث قال تعالى في سورة البقرة {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة:143]. ويمكن أن نشير هنا إلى لطيفة من لطائف التفسير، فهذه الآية منتصف سورة البقرة تماما فهي الآية رقم 143 وسورة البقرة 286 آية! فمصطلح الوسطية -كما أسميه- هو خاصية من خصائص الإسلام، ويمكننا تعريف الإسلام على أنه مجموعة من الخصائص، وقد كتب في ذلك عدد كبير من المفكرين والعلماء، أبرزهم الشيخ القرضاوي في كتابه الخصائص العامة للإسلام؛ حيث تكلم عدد كبير من المفكرين والعلماء عن الربانية والأخلاقية والإنسانية إلى غير ذلك من خصائص الإسلام. وأنا أعتقد أن الوسطية هي المنطلق الذي من خلاله ننظر إلى الإسلام كله فهما وممارسة، وبالتالي يمكننا أن نقول إن الوسطية: هي عدسة نستطيع من خلالها أن ننظر إلى الإسلام ونتبع الإسلام ونطبق الإسلام. فالوسطية إذن ليست موقفا ولكنها منطلق، وأنا أعتقد أن الوسط كما فسره النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه: (وسطا أي عدلا)، وكثير من المفسرين فسروا الوسطية بمعنى العدل، والعدل هو الاعتدال، وهو يعني عدم الوقوع في التفريط أو الغلو أو المبالغة. وقد يقول قائل: ما الذي نعتبره تقصيرا أو تفريطا؟ وما الذي نعتبره غلوا وإفراطا؟ وعندي أن الحد الفاصل هنا يحتاج إلى ضوابط محددة بدوره، من هنا يجب على المسلم -كما حثنا الإسلام- ألا يقع في الإفراط أو في التفريط. وأنا أعتقد أن الوسطية لن تتضح بهذا التعريف العام، ولكن عن طريق ضرب الأمثلة العملية التي تعين على تصور هذا المصطلح، وبالتالي هناك وسطية في العقيدة والشريعة، ووسطية في الأخلاق ووسطية في الدعوة والأحكام، والوسطية في رأيي تشمل كل هذه المجالات. الوسطية شرط الشهادة!
* في الرؤية القرآنية التي تحدثت عنها هناك ربط بين الوسطية والشهادة على الناس، وهي ليست صفة بلا استحقاقات.. فكيف ترون العلاقة بين الوسطية والشهادة على الناس؟ - هذا الموضوع في غاية الأهمية، فحين نتأمل الآية الكريمة {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}؛ نجد أن الأمة جاءت للتعليل وجاء التعليل مشروطا بوسطية الأمة، وأن الشهادة لن تكون حقا ولن تكون حجة على الناس إلا بالتمسك بهذه الوسطية. وإذا تم التفريط في الوسطية فلن نكون بالصفة المطلوبة؛ لأننا لو تمسكنا بالغلو نكون قد ابتعدنا عن مبدأ السماحة في الإسلام والوسطية والاعتدال، كما أن التقصير والتفريط أيضا إخلال بمبادئ الإسلام وتعاليمه. هذا التعليل في غاية الأهمية، فالمقصود بالدعوة للإسلام ليس الترويج لمعتقدات وأفكار ومبادئ وأحكام، وإنما الدعوة إلى أحوال تنسحب على الأمة. إذن لابد أن تتمثل الوسطية في سلوك الأمة وفي واقعها وحياتها، وفي جميع المجالات حتى يكون ذلك مدعما لها، ولكن للأسف من الأسباب التي تعيق الدعوة للإسلام وجود انفصام شديد بين ما تحياه وما يجب أن تكون عليه من المبادئ التي دعا إليها الإسلام. وهذا يثير تساؤلا عند الآخرين حول الإسلام الذي نحدثهم عنه؛ حيث يقولون: إذا كان دينكم قد جاء بكل هذه القيم الرفيعة، فلماذا لم ينهض المسلمون؟ وهذه إشكالية حقيقية. ونحن في كثير من المؤتمرات التي تجمعنا مع العلماء المسلمين نتحاور حول حقوق الإنسان في الشريعة وفي القوانين الدولية وغيرها، وعندما يكون الإسلام به كل هذه القيم والمبادئ يأتي السؤال: أين نصيب المسلمين من ذلك؟! فهل حقوق الإنسان محترمة من واقع العلماء المسلمين؟ وكيف إذا قارنا بين قوانين المجتمع الغربي الوضعية التي تحمي الإنسان وتكفله وبين ما هو موجود في المجتمعات الإسلامية؟ لا شك أن هناك مفارقة، وهذه المفارقة تحتاج من المسلمين أن يعملوا على رفعها ويكون واقعهم مصدقا لقيمهم ومبادئهم.
* الوسطية كمفهوم هناك تقاطع بين معانيه وكثير من الأفكار والفعاليات الغربية.. فمثلا هناك تقاطع بين المشروع الأمريكي والوسطية في المنطقة، فهل يعني ذلك أن نتخلى عن المفهوم؟ - على العكس.. من الأفضل أن يكون ثمة اتساق بين ما ندعو له وما يدعو إليه غيرنا، وقد تكون الغايات والأهداف مختلفة، ولكن أنا أعتقد أن هذا لا يمنع من أن نوافق على ما نعتقد أنه صواب من حيث المبدأ، فمثلا الجهاد في الوسطية هو حق الدفاع المشروع في حال الاعتداء، وهذا ما تقوم به الدولة المسلمة. ونحن عندما نميل إلى القائلين بأن الأصل في الجهاد هو جهاد الدفع وليس الطلب، فقد يوافق رأينا هذا مفهوما غربيا عن القتال، ولكن هذا لا يضيرنا ما دمنا نبين أسسنا ومنطلقاتنا. خذ مثلا آخر: عندما ندعى إلى مراجعة بعض المناهج التي تحتاج لمراجعة وتطوير في علاقة المسلم بغيره، أنا أرى أنه إذا كان في مناهجنا ما يعمق القطيعة بيننا وبين الآخرين حقا فعلينا أن نعيد النظر في هذه المناهج، شريطة ألا يتم المساس بالثوابت، ولكننا نتحدث عن الاجتهاد والقضايا الذهنية التي بها مساحة للنظر والاجتهاد والمراجعة، فليس كل ما يدعو إليه غيرنا من منطلق آخر نرفضه لأنه لا ينطلق بنفس المنطلقات. جهاد الدفع أم جهاد الطلب؟
* الفضاء الحاكم الآن هو فضاء الدولة القومية، وليس فضاء الخلافة الإسلامية أو الدولة الإسلامية بالمفهوم التاريخي، فهل ترى أن هذا الفضاء يتحكم في مفهوم الوسطية، ففي وقت من الأوقات كان جهاد الطلب نوعا من أنواع جهاد الوسطية، ولكن بشروط آداب الحرب كما كان يفعلها الصحابة والسلف الصالح رضوان الله عليهم، وقد انزاح هذا المفهوم قليلا وأصبح بعض المعتدلين يتحدثون عن أن جهاد الطلب لا يتماشى مع أمور المسلمين ولا حال الدولة الإسلامية الآن التي تحكمها الدولة القومية.. ما رأيك؟ - أعتقد أن المسألة أبعد وأعمق من ذلك، كما أن الأمر يحتاج إلى مناقشة من قال بجهاد الطلب، وأنا أعتقد أن جهاد الطلب كما قال العلماء والفقهاء هو جهاد متعلق بتبليغ الدعوة الإسلامية. وذلك لأن الدعوة الإسلامية في العصور الأولى كانت مرتبطة بشخص الداعي، وهو الذي يحمل الدعوة كشخص، وإذا توقف الداعي في مكان ما ومنع من التقدم إلى أماكن تبليغ الدعوة كان عليه أن يزيل العوائق والعراقيل من أجل أن يصل إلى الناس ويبلغهم الدعوة. ولم يقل أحد أن الجهاد كان وسيلة لإجبار الناس على دخول الإسلام في الدين لأنه {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة:256] وهذا مبدأ ثابت. وأعتقد أن هناك تغيرا الآن في وسائل الاتصال عبر البشر، وخصوصا في عصر العولمة الذي تحولت فيه الأرض إلى قرية صغيرة. يستطيع الآن أي أحد أن يصل إلى جميع الناس عن طريق شبكة الإنترنت، وليس هناك عقبة مادية تقف أمام التبليغ والدعوة، بل بالعكس نحن نشعر بالتقصير في توضيح صورة الإسلام والاستفادة من هذه الوسائل المتاحة الآن، وما دام الأمر كذلك فيجب علينا أن نعود إلى الأصل، والأصل في العلاقة بين المسلم وغيره هي علاقة تعارف وتعاون وتبادل للمصالح والمنافع. من هنا يجب أن نجيب على السؤال المركزي: ما هو الأصل في العلاقات بين البشر، الصراع أم التعارف؟ يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات:13]. إذن فالهدف هو التعارف والتواصل والتعاون، حتى إن كثيرا من المفسرين اعتبروا الآية الكريمة {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة:2]، دعوة عامة لكل بني البشر وليست دعوة للتعاون فقط بين المسلمين. وكذلك تحدث الله عز وجل عن مسألة التسخير بين الناس وهذا –في اعتقادي- هو أصل العلاقات بين الناس، وهو ما يتسق معه جهاد الدفع باعتباره فطرة إنسانية من أجل حماية السلام والأمن. فالجهاد هو حماية للسلم ورد المعتدي الظالم حتى لا تصبح العلاقات علاقات صراع وصدام، وأن تظل علاقات تواصل ووئام. الثابت والمتحول
* مفهوم الوسطية إذن يتغير حسب التغير في الفضاء الإسلامي؟ - قد يتأثر بالواقع المتغير، لكن أسسه تظل واحدة، فالإنسان عندما يكون في بيئة منغلقة فربما موقف التوسط نحو الانفتاح مع الآخرين يظهر وكأنه نوع من التفريط، وعلى العكس إذا كان من بيئة متسيبة فتظهر له الوسطية على أنها نوع من التشدد والتزمت، ومن هنا يجب أن يبنى المفهوم على أسس منطقية وأسس فكرية ولا ينبغي أن يؤثر الواقع على أصل المفهوم ومرتكزاته.
* الوسطية موقف بين الإفراط والتفريط، فما هو الإفراط؟ وما هو التفريط؟ - القضية مرتبطة بأحكام الإسلام وثوابته وكل تفريط في هذه الثوابت سواء من حيث الفهم أو من حيث التطبيق والالتزام فهذا نوع من التفريط. كما أن كل محاولة للزيادة على ذلك وجعل ما هو ظني في حكم القطعي والمبالغة في مسائل ربما لم تأت الشريعة فيها بواجب على المسلمين بدعوى سد الذرائع وتحويل بعض الظنيات إلى محكمات فهو من الإفراط.
* ما هي هذه الثوابت إذن؟ - ربما نختلف في تحديدها وتعريفها ولا مانع من الخلاف ما دامت هناك أسس وقواعد صلبة لهذه الثوابت نتفق عليها جميعا. فمثلا عندما نقول إن الإسلام بني على أركان الإيمان الستة فالجميع يعلم بهذا، وأن الإسلام بأركانه الخمسة وأحكامه المعروفة الواجبات والمحرمات فهذه أشياء معلومة. ولكن ستظل هناك أشياء يختلف فيها، وهذا الاختلاف الذي يكون بين أهل العلم قائم على الدليل، وليس اختلافا قائما على جهل، وهذا الأمر ينبغي أن تتسع فيه الصدور. فلو أن إنسانا ما اعتقد أن الشريعة أمرت أمرا على وجه الإلزام والوجوب، في حين يرى غيره أن الأدلة لا تنهض للقول بذلك، فينبغي أن تتسع القلوب لذلك، فالمشكلة هنا أننا نفاصل في أمر يمكن أن تتسع فيه دائرة الخلاف، ويظن هذا أن أخاه يخالف الكتاب والسنة مع أن النزاع بعيد عن حجية الكتاب في الاستدلال وحجية السنة، وإنما النزاع حول فهمنا للنص الذي نريد أن نحمل عليه الآخرين في أمر يحتمل تباين وجهات النظر. معاناة الأقليات المسلمة
* أعتقد أن الأقليات المسلمة في أوروبا هي أكثر من تعاني من هذا.. أليس كذلك؟ - بلى.. نحن نعاني من فهوم إما صادرة عن أشخاص ليس لهم فقه وعلم بالدين وبالتالي فهم أقرب لفهم ظواهر النصوص والأخذ بها دون تمعن ونظر وفهم، أو فيما ينقل أحيانا من بعض الآراء والفتاوى التي ربما تصدر عن أشخاص ذوي علم وليس لهم فهم وإدراك للواقع المختلف الذي نحياه. فتكون هذه الآراء منافية لمصالح الناس وأحيانا قد يصور الواقع لبعض المفتين تصويرا غير دقيق، فيجيبون بناء على ما عرض لهم وتكون الإجابة منافية لحقيقة الواقع.
* ماذا عن التوظيف السياسي لمصطلح الوسطية أو لمفهوم الوسطية في العالم العربي تحديدا؟ - نحن لا نحاسب الناس على نواياهم، وأتصور أن الذي يريد أن يتاجر بالدين سينكشف أمره في يوم ما، والناس في الحقيقة بطبيعتهم لا يقبلون إلا على الصادق الذي يعمل بإخلاص من أجل دينه.
* أنا أسأل هذا لأن بعض الدول العربية تذرعت بما أسموه الوسطية السياسية لتمرير مواقف متخاذلة إزاء أمريكا وإسرائيل.. - لا.. هنا تبرز ضوابط المفهوم المحددة بدقة، والتي تأبى أن تتخذ الوسطية كمطية لتبرير التهاون والتخاذل.
* إذا تحدثنا مثلا عن الاحتجاج كعمل إنساني له أصل في القرآن الكريم "لئلا يكون للناس على الله حجة" ومارسه النبي صلى الله عليه وسلم وعلمه أصحابه الكرام.. كيف نستطيع أن نأخذ موقفا وسطا من الديكتاتوريات العربية المسيطرة؟ - الوسطية يمكن أن تمارس بالشكل الصحيح في إطار ما هو ممكن بمعنى: أننا في الأحكام الشرعية المتعلقة بالأفراد إذا كان الإنسان في حالة الضرورات فإن الشريعة حددت له موقفا آخر غير الذي يكون في الحالات العادية. فالوسطية في رمضان أن تصوم وأن تفطر في وقت الإفطار، والغلو أن يواصل الإنسان الصوم، والتفريط هو ألا يحترم المسلم هذه الفريضة. لكن لو كان الإنسان مريضا أو في ظروف خاصة، فالشريعة حددت له رخصة في ذلك، فأنا أعتقد فيما يتعلق بهذا الأمر أن هناك ظروفا. فالأمة يحق لها أن تنصح أولياء الأمور، وهذا ما كان عليه المسلمون في صدر الإسلام، فماذا لو منعت الأمة هذا الحق؟ هل تصارع أم تسعى إلى تحقيق القدر المستطاع من هذه المناصحة وألا تصل إلى حد الصدام؟ لا شك أن حالات الصدام والصراع ليست هي الحالة التي جاء الإسلام ليقررها، ولكن الإنسان مطلوب منه أن يتحرك ما استطاع، وهناك قاعدة حددها العلماء ضمن القواعد الفقيهة العامة أنه "لا تكليف إلا بمقدور"؛ لأن الشريعة نفسها لا تكلف الإنسان إلا ما يقدر عليه ومصداق ذلك قوله تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا}[البقرة:286]