عندما عم الظلم والجهل والفساد والفقر أرجاء اليمن في عهد الإمامية , قام أبوالأحرار ورفع عقيرته , وصاح في اليمانيين من أجل الثورة على هذا الظلم والاستبداء , والفقر والفساد , وجمع الناس حواله والأخيار والوطنيين,, فسجلوا لنا دروسا خالدة , وعلمونا كيف يتم أخذ الحقوق ,صاح في الناس ليسجلو مكانهم ويعيدوا بعث الأمة والمكانة من جديد سجل مكانك في التاريخ يا قلم *** فهاهنا تبعث الأجيال والامم هنا البراكين هبت من مضاجعها *** تطغى وتلتهم الطاغي وتنتقم شعب تفلت من أغلال قاهره *** حرا فأجفل عنه الظلم والظلم فقامت الثورة التي أودت بنظام الإمامة ,ونقلت الحكم من الملك الى الجمهورية ,ومن حكم الفرد الى حكم الجماعة , ثورة عصفت بالظلم والقيود , والفساد والجهل ,, والاستبداد والقهر ,, فأصبحت تدرس لنا في المدارس ,وتعلم الأجيال كيف يكون أخذ المظالم من الظالم ,وكيف تنتزع الحقوق انتزاعا إن لم تأتي بطريقة حضارية ديمقراطية. أصبح الزبيري أباً للأحرار ,وأصبح التاريخ ينحني لهؤلاء الأبطال إجلالا على كفاحهم النبيل , وأهدافهم الصادقة , التي أرادت للبلاد الخلاص من ألون الظلم والفساد. واليوم يقف اليمن وأبناءه ,, على أشبكال من الظلم والاستبداء , وألوان من الفساد والانحلال , وأصناف من الجهل والقمع والتخلف , عادت الإمامية لتحكم اليمن بطريقة مغلفة بالديمقراطية التي يحكم فيها فرد أكثر من ثلاثين عاما , وحزب يحتكر خيرات البلاد , ويحظى بمميزات الرفاهية والعيش الرغيد ,, بينما الملايين يعيشون مسحوقين لا يملكون قوت يومهم , فضلا عن حقوقهم الانسانية . يعيش أكثر من 60% من اليمنيين الأحرار تحت خط الفقر , وأكثر من 50% من اليمنيين الأحرار لا ينتظمون في وظائف , وإنما يغاالبون الحياة الصعبة القاسية من أجل قوت يومهم , وأكثر من ثلثي الشعب جاهل , والفساد ينخر المؤسسات والوزارات , والبر والبحر والجو , لا تكاد تلتفت لمكان الا والفساد المالي , أو الإداري , والرشى والاحتيال , والاختلاس والعمل غير القانوني يدهشك , كل ذلك يكلل بمصادرة الحريات وكبت الأصوات وتكميم الأفواه , بالإضافة إلى تزوير الإنتخابات , والكذب على الشعوب , والمتاجرة باسمهم , وغيرهم من الأمور التي تشيب الرأس وتصيب بخيبات الأمال. كل ذلك يراه اليمنيون الأحرار , ويعيشونه واقعا معاشا , فكثير من أبناء وطننا الفذ انتقل من مواطن متحرم عاقل , إلى مواطن إما متسول في الإشارات والجولات , أو في الأسواق والتجمعات ,, , أو أصبح مجنونا أو في حالة نفسية أودت به إلى الإنعزال أو الانتحار, أو أصبح مغتربا يغامر بحياته , ويهاجر من بلاده ويعيش أزهى فترات عمره , وأجمل سني عمره في الغربة والشقاء. واليوم فجميع اليمنيون الأحرار مدعون لصناعة مجدهم , وانتزاع حقوقهم , والانتقال ببلدهم من هذه الماساة السحيقة التي يعيشون فيها , إلى مدنية الدولة , ورخاء العيش , وديمقراطية الحكم , وسعادة الحياة وراحتها. إن شعوب تونس قالت كلمتها وسمعت واستمعت لشاعرها الشابي عندما دعاها لتعود للحياة وتكسر القيد وتجلي الليل ,هتف فيهم قائلا: إذا الشعب يوما أراد الحياة *** فلابد أن يستجيب القدر ولابد لليل أن ينجلي*** ولابد للقيد أن ينكسر وإن مصر استجابت لشاعرها شوقي , عندما اعلن عن نهاية حكم الفرد , وبداية حكم الرعية والشعب , فقال : زمان الفرد يافرعون ولى *** ودالت دولة المستكبرينا وأصبحت الرعاة بكل أرض*** على حكم الرعية نازلين. فزلزلو عرش الظلم , وكبحو جماح الفساد , والان هم يصيغون لأنفسهم حياة أفضل , وعالما أجمل . فهل يستمع اليمانيون لشاعرهم , ويصبح الشعب الذي يصنع المجد ويعيد الحضارة والريادة لليمن من جديد؟!!!!! كلنا أمل أن يحصل ذلك.