إلى الاخ المنجي بين مغالبة ومغازلة النظام المغالبة والمغازلة هو أن لا تغلق جميع الأبواب بل يجب أن تترك ولو بابا واحدا مفتوحا وأن لا تفتح أيضا جميع الأبواب بل تترك أيضا على الأقل ولو بابا واحدا مغلقا حتى لا تتهاوى لأتفه الأسباب لتجد نفسك كالريشة في مهب الريح. علق السيد منجي السلماني على كلام قلته قبلا في هذا المضمار وكان محتواه كالتالي: في هذا الصدد ما ضر حركة النهضة وما ضر الإسلاميين أن يكون من بينهم من يغازل النظام ومن بينهم من يغالبه أليست هذه هي السياسة\". ...\" نحن نحتاج حقيقة أمثال الحمدي وأمثال النجار وغيرهم أن يؤسسوا لنا الطرف الثاني الذي لا بد منه حتى لا يذهب العبعابيون بريحنا ويستغل النظام هذا الخلل الذي بدأ يسري بيننا وكأنه أمر دبر بليل فولج أخي المنجي إلى باطن هذا الكلام وترك ظاهره كما عبر هو بنفسه وللأسف كان تحليله إن لم أقل كله فجله لم أقصده ولم يكن هو الداعي كما ذكر لهذا الكلام الذي قلته. فالمغازلة التي قصدتها لم تكن قطعا هي الكذب والتطبيل والنفاق في التعامل مع نظامنا الحاكم بل هي تلك الكلمة الطيبة التي أمرنا الله أن نجادل بها من خالفنا لقوله تعالى: "وجادلهم بالتي هي أحسن" وقوله تعالى: "فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى" فمن يتأمل هاتين الآيتين ليعلم حقا أنّ في انتقاء أطيب الكلمات حتى مع أعتى عتاة البشر ما هو إلاّ باب من أوسع الأبواب في الوصول إلى المبتغى الذي يرجوه ويبغيه كل صاحب فكرة. أما المغالبة التي يتهم بها قيادة النهضة مع التحفظ على أنّ ما يصدر منهم لا يرقى إلى أن يكون مغالبة بأتم معنى الكلمة وذلك أننا أمام نظام يجلد ويستعبد أناس صباح مساء وبالتالي يصرخ هؤلاء من شدة ما يلاقونه من ألم ألمّ بهم في أنفسهم ومالهم وعرضهم فكان صراخهم هذا ومطالبتهم بحقوقهم التي كفلتها جميع الشرائع ماهي إلاّ مغالبة وكأنهم يغالبون ويطالبون بشيء ليس من حقهم مع أنّ الفطرة البشرية كفلت لهم هذا الحق وإلاّ خرجنا عن إنسانيتنا وقفزنا عن كل أحاسيسنا وأصبحنا كالجماد وأصبح الصمت والسكوت في حسابات هؤلاء هي العقلانية بعينها وتناسوا بذلك أنّ هذه من صفات الجماد وليست من صفات بني البشر. "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إنّ الله لقوي عزيز" الإزدواجية: من تأمل ما سبق لن يجد أي إزدواجية فالمسألة لا تعدو أن تكون مسألة اجتهادية يقدر فيها كل باحث عن طريقه حسب ما تيسر له من أمور تساعده على الوصول إلى النتيجة التي هي مرمى الجميع وبالتالي يتفاعل هذا مع ذاك حتى تعم الفائدة ونستفيد من كل الطاقات مادامت الغاية واحدة والمطلوب واحد فيشترط طبعا احترام كلا الفريقين بعضهم لبعض ولا يتحول الأمر إلى مشاحنات وهدم فكل من أخرج فأسه يكون قد حاد عن الجماعة وبهذا نمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير. العبعابيون: هي نسبة للأخ لزهر عبعاب الذي ليس لي على شخصه الكريم أي كره أو عداوة وأحسبه أفضل مني والله أعلم, أما أفكاره وبياناته التي جعلتني أتهمه فهي واضحت للعيان والتي جعل منها معولا هداما سبيله في ذلك سبيل كل أخ جعل من عداواته الشخصية التي نتلمسها في بعض الكتابات والتي نحسها في كل من انتقد هذه القيادة ولو ألقوا ما ألقوا مع الحفاظ على وحدة الجماعة وجعلوا نصب أعينهم أنّ الوحدة تقتضي أحيانا أن يتنازل أحدنا عن الحق الذي يراه في سبيل المعنى الأسمى والأهم الذي هو يد الله مع الجماعة لكنا استفدنا حقا ولكان لحقهم صدى أكبر فلا أحد يعتقد أنّ الغنوشي أو غيره من الملائكة أو من المعصومين مع العلم أنّ الغنوشي يتمثل فيه قول القائل إنّ القرب حجاب. التزكية: اعترض أخي المنجي علي ذكري الأساتذة عبدالحميد حمدي وعبد المجيد النجار وكأني زكيتهما لهذه المهمة ومن أنا حتى أزكي وأنصب هذا وذاك لهذه المهمة!.. أنا رجل بسيط يا أخي الكريم متعاطف وأنتمي لهذه الحركة باسم الأخوة والدين وليس لي فيها أي نشاط أو تنظّم وإنما هو رأي شاركت به فألقِ به عرض الحائط إن لم يعجبك. والسلام مراد علي