سيبقى تاريخ العشرين من فبراير سنة 2011 علامة فارقة في تاريخ المغرب ، لما احدثة من نقلة نوعية في الوعي الشعبي في المجتمع المغربي ، ورغم كل محاولات المخزن واذنابه فإن الآلاف من عموم فئات الشعب المغربي خرجت عن بكرة أبيها وحدها نفس المطلب ( العيش الكريم ) سواء باعادة صياغة دستور جديد او اجتثات النظام من جذوره او باصلاحات عميقة وجوهرية ، وقد حاول المخزن المغربي استباق الحدث بمجموعة من الوسائل بلغت في مستوى من الخسة المعهودة على المخزن العتيد ، بيد أن الرسالة الحقيقية التي أراد المغاربة أن يوصلوها لمن يهمهم الأمر قد وصلت حتى قبل كتابتها بمئات الشعارات في مجموع الساحات المغربية . 1. الضربة الاستباقية للمخزن : حاول المخزن المغربي استصاص الغضبة الشعبية واستباق الهبة الجماهيرية بكل ما أوتي من قوة محاولا تفادية المواجهة التي أتبتث الأحداث في كل البلدان العربية أنها لا تخدم بأ ي حال من الأحوال النظام بل تزيد من قوة وعزيمة المتاظهرين وتصميمهم على أهدافهم وهكذا اعتمد المخزن المغربي مجموعة من الوسائل للتخفيف على الأقل من موجة الاحتجاجات بعد أن أدرك جيدا أنه لا يمكنه الوقوف في وجه الطوفان الهادر الذي صب جم غضبه على الأوضاع التي آلت غليها البلاد ، حيث نجد المخزن اعتمد على عدة آليات أذكر من بينها : · تحريك الآلة الدعائية : جاول المخزن بكل ترسانته الاعلامية سواء المكتوبة او المسموعة او المرئية او الرقمية أن يحبط ويشوش على المسير نحو العشرين من فبراير ، وهكذا ابتدأ بالدعاية إلى أن المغرب بلد استشنائي كما دأب على ذلك دائما ، لكن بسقوط فرعون مصر الذي كان نظانه دائما يتعلق بقشة الاستثنائية واننهياره في ظرف 18 يوما رغم كل آلته القمعية جعل النظام المغربي ينتقل إلى التركيز على أن الملكية هي الضمانة الحقيقية لهذا البلد – وليس بوارد عندي الآن أن أفند هذه الكذبة التي عشنا فيها منذ أمد بعيد – ولما لم يجده ذلك شيئا انتقل الى التشويه والتشهير فصار يشهر بالداعين إلى هذه الوقفات باتهامهم بالخيانة تارة وتارة اخرى بالالحاد وتارة اخرى النصرانية – هكذا يكون العايش بين الأديان عند مخزننا الحبيب !!!!!! – كما قام المخزن بقبركة مجموعة من الاعلانات والبيانات كان اخرها وهو اخر حبل تعلق به المخزن ان اصدر بيانا باسم الداعين الى التظاهر يبينون فيه حسب زعم البيان انهم الغو التظاهر ، لكن النظام المغربي لازال لم يفهم او انه أبى أن يفهم أن هذا زمن اخر تنتقل فيه المعلومة بأسرع مما يتصور ،كما عمد المخزن سواء عن عمد او من وراء حجب إلى الدفع بالبعض الى اعلانهم انهم هم من وراء هذه الاحتجاجات ن فكان ثلاثة منهم في اخر اللحظات عبروا عن تراجعهم لأسباب واهية ، وكان رابعهم أن أعلن عن نفسه ماسسا لهذه الحركة –وأظنه أراد بذلك أن يعيد تجربة وائل غنيم، لكن الفرق البسيط ان وائل غنيم خرج من السجن بعد اعتقاله ليجد الثورة التي كان سببا في اندلاعها قد حققت ما كان يصبو إليه، أما هو فقد خرج من السجن لينقلب على أفكاره – ومع ذلك حاول المخزن تسويقه على أنه ذو توجه إسلاموي وذلك ليعلق الدعوة غلى الاحتجاج على شماعة الإسلاميين " غير أن ذلك لم يفلح حيث أن التيار الإسلامي اشطر بين مأيد ومعارض للتظاهر . كما لايخفى علي الجميع الدور الطلائعي للقنوات المغربية مشكورة على أن أعطت لنا صورة واضحة عن مدى التخلف المخزني من جديد . · سخاء مخزني لاسابق له : حيث أعلن المخزن المغربي على أنه على استعداد على احتواء كل الأفواج المعطلة عن العمل من حملة الشهادات ، وهكذا وعدت الحكومة بأن ملف الأطر العليا المعطلة سيحل بشكل نهائي ابتداءا من مارس ، كام أوعز إلى كل الولايات والعمالت باستقبال طلبات التوظيف من المجازين في سابقة تنم عن غباء مخزني حيث أن المكلف بذلك هو وزارة الشغل وليس العمالات أو الولايات مما يعني أنه مسكنات فحسب ، وآخر ماتسرب من هذا الشخاء عزم النظام زيادة ألف درهم دفعة واحدة لكل الجنود والهدف واضح كسب رضا الجيش إذا ما قدر الله أن صارت الأوضاع إلى مالاتحمد عقباه . · تجييش الأحزاب الدائرة في فلك النظام : أعلنت مجموعة من الأحزاب التي تدور في فلك النظام عزمها عدم المشاركة – عدم المشاركة يأخذ بالعزيمة في بلدنا ...- وكان من أشد الذين عبروا عن ذلك حزب العدالة والتنمية ذو التوجه الإسلامي الذي عرف تصدع واضحا في هذه المسألة حيث أعلنت شبيته نيتها المشاركة ضدا على قرار أمينة العام لكنها مالبتث أن تراجعت في خطوة غير مفهومة مبدئيا وإن كانت متوقعة ومنطقية ، غير أن هذا الحزب قد تعامل بغباء كبير مع هذه المسألة ففي الوقت الذي أيد فيه حزب الأصالة والمعاصر حق التظاهر السلمي – وهو المحسوب على أنه حزب النظام- نجد أن حزلب العدالة والتنمية المعارض لتواجهات الحكومة والمؤيد لتوجهات النظام – مفارقات غريبة الحكومة لاتملك من امرها شيئا فعلى ما المعارضة- يصددر بيانا يأكد فيه عدم دعمه لذلك ، كما أن بعض الأحزاب التي تقول عن نفسها أحزابا تاريخية قد رفضت المشاركة ، في حين تحفظ البعض الآخر ، وعلى العموم فرغم أن المخزن قد جيش هذه الأحزاب لصالحه إلا أنها لم تستطع أن تخرج بمواقف حقيقية على اعتبار أن القيادات تتغنى في واد والواعد تتغنى في واد آخر . · التهديد والوعيد : وان كان المخزن المغربي وعلى غير المعتاد لم يلجأ لهذا الأسلوب بطريقته المعتادة لكنه مع ذلك ورغم كل الظروف الحساسة جدا إلا أنه وكما يقول المغاربة " اللي فيه شي بلية معمرها تحيد منو " ، ورغم ذلك لم يفلح المخزن. · لعبة المنابر من جديد : كنت أظن شأني شأن باقي المغاربة أن المخزن سيلعب لعبة المنابر يوم الجمعة التي سبقت الاحتجاجات ويلزم الخطباء بخطبة وعظية حول حب الوطن وأواصر البيعة وغيرها من المصطلحات التي حورت عن محتواها الأصلي ، لكن المخزن فطن هذه المرة أن ذلك من شانه أن يزيد الطينة بلة وأن يضيف زخما آخر للمظاهرات ، فاكتفى فقط بخطبته عن المواطنة التي كان ألقاها خطباؤه نيابة عنه إبان أحداث مصر ، وربما أراد أن يحتفظ بهذه الورقة إذا ما قدر الله وتطورت الأحداث . كما استعمل المخزن مجموعة من الحيل الظاهرة والخفية لكن مع ذلك باءت محاولاته بالفشل . 2. ماذا بعد اذن : الأكيد أنه ما بعد 20 فبراير ليس كما قبله وإن بدا ذلك محتشما فالأيام القادمة ستحمل بين طياتها الكثير والكثير ،فشعب ماقبل 20 فبراير ليس هو مابعدها كما أن نظام ماقبل 20 فبراير ليس هو بعده . فهل سيتعظ المخزن المغربي ويتفادى الأخطاء اللتي ارتكبها قبله الأنظمة المخلوعة او اللتي هي في الطريق للحوق بمثيلاتها ، أم أن المخزن المغربي سيركب رأسه ويصدق الكذبة التي كذبها "المغرب حالة خاصة" !!!!!؟؟؟؟؟