بالأمس لا أعرف كيف تذكرت تلك الحكاية القديمة عن قدماء الصينين الذين حكموا الأرض بالعدل والنور والحب ، تذكرت هذه القصة التى كانت تحكى عن ملك من ملوك " التبت " الذى أنتصر ( بالصدى) والصدى .. هو رجع الصوت وتكراره ... والحكاية القديمة تقول أنه كان فى الأرض جباراً من فئة الجبارين المسيطرين الذين يحكمون فى الأرض بالفساد والقوة والجلد .. ولماَ أصبح هذا الحاكم كهلاُ وأصبح لا يقوى على البطش أراد أن يدرب خليفة له من بعده .. يحكم كما كان يحكم بالنار والقوة والحديد وكان فى تلك القرية صياداً ماهراً يعرف بالمدن والقرى بأنه أشد الرجال وأفتاهم وأحسنهم أصابناً للأهداف بالرمح والقوس والسهام ... نما إلى علم هذا الملك مما سمع عنه من القوة والعظمة فأراد أن يتبناه لكى يجعله تحت عرشه وليحكم بعده ولماَ استمد هذا الفتى فروسته وعظمته أحس الملك بأن نهايته قد اقتربت وأنه أن الأوان لكى يتولى الحكم .... ومات ولا يزال يردد له ( أضرب بسوط من حديد ..... ولا تخشى أحداً ) وعلق بذهن هذا الفتى قسوة تلك الكلمات فأجتمع بالكهان والعرفين وقادة الجيش لكى يسمع نصيحتهم ...... الكل يتحدث بنفس المنطلق أن القوة هى خير الوسائل لردع هؤلاء الرعاع العبيد المستأنسون ..... إلامن رجل لم ينطق بكلمة طوال الحوار .. وأنتهى الحوار وهموا بالانصراف فأوقف الملك الجديد هذا الرجل ثم أخبره بأنه لم ينطق بأى كلمة .. فأخرج الرجل جلوداً من جيبه مكتوبا عليه .. لقد قطع الملك السابق لسانى لأنى نطقت بكلمة حق. فأراد أن يخرسنى طول عمري ويجعلنى عبرة لمن بعدى ..فلم يقتلني ثم أمر بقطع لساني حتى يجعلنى عبرة طول عمرى. فأحس هذا الملك الشاب الذى أخذته الدنيا مثل الرياح الجارفة وتذكر كلمات الملك السابق ( إضرب بسوط من حديد) تذَكر أن الذى أعطاه القوة ..... قادر على أن يجعل غيره أقوى منه ، وأن الملك الذى مات وسخط الناس عليه لم يكن ليسخطوا إلا لقساوته وجبروته وعظمته . فكان ما كان ..... أن أصدر أول قرار فى حياته أن يهدم كل سجن فى البلاد ويوضع بدلاً منه دوراً للتعبد و يمنح عوناً يسيراًمن المال من بيت الملك حتى يزرع أرضه ويعيش حياة كريمة . وأن يمنح كل شاب بيتاً لكي يتزوج فيه ويكون له ذريه ويعفى أبناء الملك القادمين من ركوب الدواب أسوة بأهل القرية . لقد تذكر قبل أن يكون ملكاً أنه كان صياداً فقيراً وأن العظمة التى به الأن لابد لها من نهاية ولذلك تمنى أن تكون نهايته بين أبناء تلك القرية الطيبة وأن يتداول قصصه بين الأجيال بأن الملك الصالح أنتصر بالعقل والحكمة إلا بالسوط والنار صدى طلقات المسدس رواية فرنسية شهيرة تحكى نفس المضمون ..رواية قديمة لكنها تصلح أن تكون تذكره لكل الحاكمين