سامح الله اخى محمد نجاح اخطا فى حقنا مرارا ولو لم يتبين لى ذلك بالدليل الواضح لما اضطررت للرد عليه بعدما سكتت ألسن حق عليها الكلام وصمت اذان زورا وبهتانا، ولولم يكن بهتانك علنا وعلى صفحة الاعلام الذى فى الواقع لم يتحرى الصدق والمهنية لان بيانك خال من حقيقة رغم علم أصحاب موقع تونس أونلاين بذلك، لما كان ردّى هكذا رغم موقفى تجاه الحركة التى ذكرت لكن قول الزور لابد من التصدى له مهما كان قائله. لذا ارجو ان يتسع صدرك لملاحظات من يعرفك وعاشرك جيدا كما اتسع افق خيالك للحديث على حركة لم تنتمى لها قط وترجيتها كثيرا لغياية معلومة وهاك البيان. 1. حتى يرتفع اللبس لديك وللقارء الكريم اشهد الله اننى لست الان من انصار حركة النهضة وان كنت قديما من ابنائها، وأنا الان ممن يدعم الصلح مع الدولة تحت مقولة عفى الله عما سلف رغم سجن اخوانى واعتقال امى وابى فى محلات الداخلية التونسية فى مرحلة التسعينات واعلم انه ليس من العيب ان يغير الانسان مواقفه وانتمائته عدى الثوابت من الدين المعلومة بالضرورة، لكن من العيب ان نقول ما ليس حقا وان ننكر معروف الاخرين.
2.
اذكرك اخى فى الله انك لم تكن يوما ما من حركة النهضة بل كنت منذ قدومك لبراون شفايك ناشطا دعويا فى زوايا الجماعة الاسلامية بالمانيا فى مدينة التجمع الاسلامى حاليا ولما انتهيت من الدراسة وانتهى مبرر اقامتك بالمانيا وكنت حينها متزوج واب لطفلين حاولت جاهدا ربط صلاتك بابناء حركة النهضة الوافدين حديثا حينها لالمانيا حتى تتمكن من شهادة تمنع النظام التونسى منك الذى وللحقيقة لم يكن سيغفل عنك حينها لوعدت لتونس لانه كان يتعقب كل من كانت له صلة بالدعوة والمساجد والتدين وهذا ليس سرا ، كما نعلم ان حركة النهضة كانت تسعى جاهدة لحماية اى شخص يمكن ان تطاله يد البوليس التونيسى حينها، كما لا انسى ان حضورك المتميز لدى الجماعة الاسلامية جعل شخصيات كثيرة منها تتوسط لدى قيادات النهضة ومنهم خاصة الشيخ راشد الغنوشى حتى يمكنك من شهادة خطية تعينك على فى مطلب اللجوء. بصراحة اتحداك ان تذكر ثلاثة اشخاص يشهدون انك كنت يوما من حركة النهضة.
3. انه من الظلم القول ان ماوقع لابناء حركة النهضة من سجن وقتل وتهجير وموت بطيء وتظرر عائلاتهم وابائهم وماوقع لهم من اهانة وتعذيب وتجويع وهذا كله اعترفت به ضمن بيان استقالتك هو من صنيع قيادات النهضة لأنه حتى لو كانت الدولة بصدد تنفيذ الاحكام العدلية على مجرمين ثبت فعلا جرمهم فما حق لها ان تفعل ما فعلت لان العقاب يسلط على المذنب فقط وبشكل عدلى بعد ثبوت الجرم بالدليل القاطع لا عليه واهله وابيه وامه وزوجه وكل اقربائه وبمجرد الشك والتخمين، وبالمناسبة اشكرك على هذا الاعتراف وهو دليل على ان هذه المظلمة لم يعد ينكرها احد حتى نصوص الاستقالات التى طلبت الدولة من طالبى الجوزات التونسية التوقيع عليها ونشرها على اعمدت الصحافة تضمنت نفس الاعتراف الضمنى والعلنى بذلك.
4. ان ابناء حركة النهضة الذين يقفون الان موقف عفا عما سلف تجاه الدولة التونسية ويرغبون فى طي صفحة الماضى دون نسان مالاينسى من القهر ولاسى ويمدون اليوم ايديهم لابن الوطن عدوالامس هم وطنيون بامتياز لانهم سيطروا بعد هذه المحنة على رغباتهم وعلموا ان ما ستواجهه تونس الحبيبة من تحديات مستقبلية يحتاج لكل التونسين وهذا الشعور موجود حتى داخل الصف القيادى فى حرك النهضة
5. انك بصنيعك هذا ولا اعلم ان كانت الاستقالة اعدت لك سلفا اوهى من صنيع بنات افكارك فتحت الباب عليك لكى يطلب منك اعلان الاستقالة بعدها من التجمع الاسلامى ثم من المركز الاسلامى بميونخ ثم من الجمعيات الاجتماعية والتربيوية الاخرى ولا ادرى من ماذا ايضا. حرام عليكم انك وامثالك ترفعون سقف مطالب السلطة التى كانت ترغب فى غلق ملف المنفيين باى ثمن فصارت لاترضى باى سقف وتنتظر المزيد.
6. اعلمك ان القنصلية التونسية بميونخ لاتريد تسليم الجواز التونسى لاى منفى حتى اللذين ليسوا من النهضة ولا من انصارها ولاحتى من المقتنعبين بالعمل السياسى الذين ربما كان لهم نشاط دعوى او من رواد المساجد اوحتى شارك فى رحلة حج مع المركز الاسلامى بميونخ الذى كنت مديره ومنظم رحلات الج به وانت تعلم ذلك جيدا بل رغبتها الوحيدة ان ترى الواحد منكم يجر الاخر حتى تصبح جموع المنفين من زوار القنصلية باستمرار وللنصيحة اقول ما الفائدة فى التردد مالم يتمكن المطالبون الحاليون من جوازاتهم.
7. اليس من حق اخوانك فى الله الذين منعوك بالتزكية والشهادة انك من متضررى الحملة التونسية على المعارضة والمهاجرين وشهدوا انهم يخشون عليك الموت والتعذيب والسجن فى حال عودتك من المانيالتونس فى حقية التسعينيات حتى تمكنت من الحصول على الجوء السياسى ثم العمل ثم الجنسية اليس من حقهم عليك ان تشكرهم اولا علنا قبل ان تجرمهم وتحملهم صنيع السلطة،انه من لم يشكر الناس لا يشكر الله فعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوع ان رسول الله قال: لا يشكر الله من لا يشكر الناس إسناده صحيح رواه أحمد وأبو داود والترمذ. وعن عائشة رضي الله عنها مرفوع ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال: من أتى إليه معروف فليكافئ به فإن لم يستطع فليذكره فمن ذكره فقد شكره . رواه أحمد . 8. الكذب على الناس وقذفهم بالباطل بلا برهان من البهتان الذي حرمه الله ورسوله؛ كما قال تعالى: وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرُجُلِهِنّ [الممتحنة:12]. فدخل فيه قذف أهل الإحصان، والكذب على الناس، وقذفهم بالباطل وما ليس فيهم، وسائر ضروب الكذب. أفاده الجصاص في أحكام القرآن. ويقول الله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً [الأحزاب:58]. وإذا كان الأمر على وفق ما ورد فإنك ايها الاخ المستقيل والاخ الناشر مع العلم المسبق جمعتم هذا البهتان والنميمة، الواجبة للتوية والسعي لإصلاح ما أفسدتم، وذلك بالتكذيب العلنى والاستغفار والدعاء، أما من يعلم الحقيقة فعيك اخى ان تذب عن عرض اخوانك، وتدفع عنهم التهم الباطلة، والدعاوى الكاذبة، و أن نستعين جميعا بالله تعالى ونصبر، وأن نبتعد عن مواطن سوء الظن. ولا يشك عاقل أنّ العافية خير للإنسان, لذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال" سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة ". إن ابتعاد المؤمن عن تعريض نفسه للفتن والابتلاءات والشبهات أحسن له وأحوط وأفضل وحتى إن نقُص الأجر عند الله فإن الخاتمة والعواقب والنتائج عادة طيبة بإذن الله . وأما من فعل العكس وعرَّض نفسه للبلاء والفتنة والشبهة فإن العاقبة غالبا سيئة للأسف الشديد , قد تؤدي إلى الوقوع في صغائر وقد تؤدي في أحيان أخرى إلى كبائر والعياذ بالله.
محمد نجاح أعلن من هذا المنبر استقالتي مما يسمى بحركة النهضة، ٍ وهذا بعد تمعُّن وتروّ ودراسة لمنهجها وأساليبها وآليات تفكير قادتها، هذا المنهج الذي زجَّ بأبناء تونس في فتنة طالت أكثر من عقدين من الزمن، أدت بهم إلى هجر البلاد والأهل وإهدارِ ونفيِ طاقاتٍ كانت تونسُ أحقَّ بها وأولى. فكم من أمٍّ ثكلت بولدها أو أبٍ حُرم ممن يعوله وكم من عائلة تقطّعت أوصالها. وأُحمِّل المسؤولية في ذلك لقياداتٍ في النهضة، تعسفت وبالغت في الجفاء وحادت، فيما أظن، في منهجها عن الخطِّ الصحيح في النصح للبلاد والعباد.
ملحق : لمن لم يقرأ نص الاستقالة فهذا نصها نقلا عن موقع تونس اونلاين.