كانوا في الأمس ينتمون إلى التجمع الدستوري الديمقراطي، هؤلاء الذين ناظلوا للدكتاتورية وللسيدة الأولى وعصابتها، هؤلاء الجبناء، الهاربون، لم يتصوروا يوما أن يقفوا مثل الموقف الذي هم فيه اليوم، لم يصدقوا أن يجف الثدي الذي إرتووا منه إلى حد التخمة، كانوا يتصرفون في ميزانية الدولة وكأنها ميزانية الحزب الحاكم دون مساءلة، كانوا يحشدون العناصر بالقوة وكأنه عملية تجنيد واسعة، أنا مثلا كانت لي 3 بطاقات إنخراط من شعب مختلفة دون أن أسعى للحصول عليها، وكنا صامتين، ولست أدري لماذا كان هذا الخوف وممن، هل هؤلاء الجبناء يستحقون منا كل هذا الخوف، صح ليهم. هؤلاء لا يمكن القضاء عليهم في ليلة وضحاها، لأنهم كانوا من التجمع، واليوم أصبحوا من الشعب، يتكلمون بلسانه ويدافعون عن مطالبه، حتى نقول " غلطوهم " وهذه إستفاقة تستحق المصالحة. لست ضد المصالحة، ولكن بعد المحاسبة، والحساب يطول العشرة..
كنا بالأمس أجبن من الجبناء، منتمين إلى حزب الصمت، لذلك تجدنا اليوم الأغلبية الصامتة، لقد قررت أن لا أنتمي إلى هؤلاء الصامتين بعد اليوم، ولن أدفع بأحد ليصمت، فكفانا صمتا، وما نعانيه اليوم هو نتيجة الصمت، لذلك، أبدا لن أناشد هؤلاء الصامتين للإستمرار في صمتهم.