وفّى حرّ ما وعد تضمن بيان "سيادة الرئيس" الانتخابي الذي أشرف على إعداده مجموعة من المختصين في مجالات مختلفة 25 نقطة، 24 نقطة منها مُدونة وأما النقطة الخامسة والعشرون، فقد نُسخ نصها وبقي حكمها! و ليس ذلك أمرا عبثيا، فالجهة المساهمة في إعداد البيان الإنتخابي والمسؤولة على تلك النقطة بالذات! تعوّد الشعب أن يرى آثاراها دون أن يراها! النقطة الخامسة والعشرون هي أهم ما جاء في البيان الإنتخابي لذلك لم يتلها الرئيس ضمن بقية النقاط وإنما أفردها بخطاب خاص بها! ... ليضعها في إطارها ويشرح ظروف تنزيلها! ... ولحكمة بالغة ترك سيادته الحديث عن كيفة تنفيذها! ... فذلك أمر موكول للتنفيذيين ذوي المهارات المتنوعة ، بما فيها من مشارب إجرامية مختلفة! ... فالسياسة العاقلة هي التي توظف قدماء المجرمين واللصوص والمنحرفين! ... لتجعل منهم عناصر "بناء"، تنفذ السياسات وتساهم في تحقيق البرامج والخطط! كما لا يفوتنا أن نبين أن التنزيل موكول أيضا إلى نوعية الأشخاص الذين سيكونون حقلا للتنفيذ! قد وفّى حرّ ما وعد! وانطلق تنفيذ نقاط البيان الإنتخابي! ... ولكن من آخر نقطة فيه! ... وبدأ الذين تجرؤوا على التشكيك في الإنتخابات وجدواها ينالون جزاءهم كما وعد السيد الرئيس وزيادة! ... فالمحبون يزيدون دائما وصلة على تعليمات سيدهم! ... فإن أحسنوا فإليه إحسانهم وإن أساؤوا فعليهم إساءاتهم ووزرها! والسيد الرئيس بريء منها! المشكلة أن هؤلاء التنفيذيين الذين أُمروا بتتبع المشككين في الإنتخابات! ... قد بالغوا "وزادوا على ما وصاهم" ولكن لم يقع وزر إساءتهم عليهم ولم ينل أحد منهم جزاءه! رغم أنهم اختطفوا خارج القانون! ... واحتجزوا خارج القانون! ... وعذبوا خارج القانون! ... ربما لأنهم غير معروفين! ... أو أن عناوينهم مجهولة! ... أو أن خبراتهم القديمة قد مكنتهم من ترك آثار تدل عليهم دون أن يتركوا البصمة التي تحدد هوياتهم! نحن متفائلون خيرا بهذه الدورة الإنتخابية! ... فقد بدأ تنفيذ الوعود مبكرا! ...ومادام التنفيذ قد بدأ بآخر نقطة منسوخ نصها! فلا بد أن بقية النقاط سيأتي عليها الدور يوما ما للتنفيذ! ربما يكون هناك تناقض ظاهر بين بعض النقاط! ... حيث تنفيذ نقطة يعني بالضرورة إلغاء الأخرى! ... من مثل أنه لا يمكن التوفيق بين فسح مجال حرية التعبير الواردة في بعض النقاط! ... وبين قطع الألسن ومحاسبة المتطاولين الواردة في النقطة 25! .... ولكن ذلك تناقض ظاهري فقط! ... وأن المختصين من رجال "التنسيق والإلتفاف" لن تعجزهم المآلفة بين النقاط جميعا! ... وسيتمكنون من ذلك بيسر كما تمكنوا من التوفيق بين إبعاد شبح الرئاسة مدى الحياة وتحقيق الرئاسة حتى يقضي الله أجله أو يعيد التاريخ نفسه.