لاشك أن الثورة التونسية تمر بتحديا ت إجتماعية وسياسية وتدخلات خارجية هدفها المعلن هو الترحيب بهذه الثورة و الرغبة في مساعدة التونسيين على تحقيق أهدافها النبيلة،إلاّ أنّ التحدي العسير لهذه الثورة يبقي بالأساس التحدي الحضاري لقد عانت تونس منذ إستقلالها الصوري سنة 1956من قوى خارجية و على رأسها فرنسا اللتي أوزعت لحزب الدستور البورقيبي إلى الأسراع في تكوين دولة علمانية فرنكفونية تقطع مع المكون العربي الأسلامي في تونس و ذلك في لعبة تقاسم الأدوار بين بورقيبة و فرنسا حيث تتحصل تونس صوريا على إستقلال ظاهري وتبقى فرنسا مسيطرة على السياسة الثقافية و الحضارية في تونس أتقن بورقيبة هذا الدور حيث قام بتصفية خصومه السياسيين اللذين كانوا يمثلون أنذاك الأتجاه العربي ألاسلامي ،ساهمت هذه العملية في إضعافهم وأطلقت يد بورقيبة في الأشتغال على المجلس التأسيسي اللذي تكون في نوفمبر 1955 علىأساس ملكية دستورية سرعان ما أنقلب عليه بورقيبة و أسس جمهورية تفتقد إلى مقومات الديمقراطية ومعادية للمكون العربي الأسلامي اللذي هو جوهر و روح الشعب التونسي اللذي عاش في ظل هذا الأنتماء منذ فتح التابعي الجليل عقبة بن نافع هذه الأرض المطلوب اليوم من الشعب التونسي هو أن يساهم بصفة فعالة في المجلس التأسيسي المزمع إنشاءه ويجعل من المكون العربي و الاسلامي العقد الاجتماعي المشترك اللذي من خلاله تساهم الفعاليات السياسية والثقافية التونسية ذات التوجه القومي العربي و الأسلامي في سحب البساط عن قوى هامشية فرنكفونية تمعشت من الحقبة البورقبية طيلة 55سنة جُربت فيها كل الافكار الدخيلة ولكنها لم تنجح في سلخ تونس عن محيطها العربي و ألاسلامي ياسر مراد ذويب ناشط سياسي وحقوقي في منظمات حقوقية كندية منتريال كندا