اعلن مسؤول اميركي رفيع المستوى انه تم الخميس التوصل الى "اتفاق سياسي" بين الدول ال28 الاعضاء في الحلف الاطلسي كي يتولى الحلف في غضون (اكرر... في غضون) بضعة ايام كل العمليات العسكرية في ليبيا وليس فقط منطقة الحظر الجوي. وقال هذا المسؤول الكبير في الادراة الاميركية طالبا عدم الكشف عن هويته ان "الحلف الاطلسي توصل الى اتفاق سياسي كي تدرج ضمن مهمته وتحت قيادته جميع الجوانب الاخرى" للقرار الدولي 1973. واضاف "يجب ان نقر الخطة العملانية النهائية وهذا ما سيحصل خلال نهاية الاسبوع ثم سوف ننفذها". واوضح "لكن المسألة الرئيسية في هذه القضية هي الاتفاق السياسي". ويتعارض هذا التصريح مع التصريح الذي ادلى به الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن في وقت سابق عن "عمليتين" بحيث يتولى الحلف الاطلسي الاشراف على منطقة الحظر الجوي وتبقى الامور الاخرى وخصوصا الضربات على الارض من نصيب الائتلاف الدولي. واكد المسؤول الاميركي انه "حصل اليوم (الخميس) اتفاق بين جميع الدول ال28 الاعضاء في الحلف الاطلسي كي ينفذ الحلف هذه المهمة (...) بقيادة الحلف الاطلسي وبالعمل مع اكبر عدد من الشركاء الذين من الممكن ان نجدهم". وتابع المسؤول الاميركي قائلا "هذا هو التغير السياسي الكبير". وقال ايضا ان التقدم الحاسم حصل خلال محادثات هاتفية الخميس بين وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وثلاثة من نظرائها هم الفرنسي الان جوبيه والتركي احمد داود اوغلو والبريطاني وليام هيغ. وكان اوغلو اعلن بعد المحادثات الهاتفية ان الحلف الاطلسي سيتولى قيادة العمليات العسكرية للائتلاف الدولي في ليبيا. من جانب آخر قالت وكالة أنباء الامارات الجمعة ان دولة الامارات العربية المتحدة سترسل 12 طائرة للمشاركة في عمليات فرض حظر طيران فوق ليبيا. ونقلت الوكالة عن وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان قوله ان "القوات الجوية في الامارات خصصت ست طائرات اف 16 وست طائرات ميراج للمشاركة في هذه الدوريات التي تستهدف حماية المدنيين الليبيين". وصرح بان مشاركة الامارات في عمليات فرض الحظر الجوي فوق ليبيا ستبدأ في الايام القادمة. وجاء في تقرير الوكالة ان المشاركة بهذه الطائرات ستكون امتدادا "لمشاركة الامارات الفاعلة في عملية الاغاثة الانسانية للشعب الليبي الشقيق المستمرة على أكثر من صعيد". في غضون ذلك، أكد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون انه لا توجد أي مؤشرات على أن حكومة الزعيم الليبي معمر القذافي تمتثل لمطالب مجلس الامن الدولي بوقف فوري لاطلاق النار. وأبلغ بان مجلس الامن "لا يوجد دليل على ان السلطات الليبية اتخذت خطوات لتنفيذ التزاماتها بموجب القرارين 1970 أو 1973". وكان بان يشير الى قرارين للمجلس يطالبان بوقف فوري للاعمال العسكرية وفرض منطقة حظر للطيران على ليبيا. وقال الامين العام للامم المتحدة ان مبعوثه الخاص الى ليبيا وزير الخارجية الاردني السابق عبد الاله الخطيب حذر شخصيا حكومة القذافي من ان المجلس قد يتخذ "اجراءات اضافية" اذا لم تمتثل ليبيا لمطلب وقف اطلاق النار الذي نص عليه قرار مجلس الامن 1973 الاسبوع الماضي. وأضاف بان "أكد المبعوث الخاص انه من مصلحة ليبيا وقف الاعتداءات وتغيير اليات الازمة...اذا لم تتحرك ليبيا - بحسب ما قال المبعوث - ربما يستعد مجلس الامن لاتخاذ اجراءات اضافية." وجاءت تصريحات بان للمجلس بينما قامت الطائرات الحربية الغربية بقصف اهداف عسكرية في عمق ليبيا يوم الخميس لكنها فشلت في منع الدبابات من دخول مدينة مصراته مجددا وحصار المستشفى الرئيسي بها. وبحث أعضاء المجلس الازمة في ليبيا في جلسات مغلقة يوم الخميس لكنه لم يتخذ اي اجراء. وقال بان بعد الاجتماع ان الخطيب سيحضر اجتماعا بشأن ليبيا في اديس ابابا يقيمه الاتحاد الافريقي. وقال للصحفيين "سيحضر ممثلون عن الحكومة الليبية والمعارضة وقيل لي ايضا عن الدول الاعضاء والمنظمات الاقليمية المعنية." واضاف بان قوله ان العمليات العسكرية في ليبيا لا تهدف الى تغيير النظام انما الى حماية المدنيين. وقال بان ان منسق العمليات الانسانية التابع للامم المتحدة رشيد خليلوف وفريقه سمح لهم "بالتحرك على نطاق ضيق" لتقييم الوضع الانساني عند ذهابهم الى ليبيا. واضاف بان أمام المجلس المؤلف من 15 عضوا "لدينا بواعث قلق خطيرة... بشأن حماية المدنيين وانتهاكات حقوق الانسان وانتهاكات القانون الانساني الدولي وامكانية حصول السكان المدنيين على السلع والخدمات الاساسية في المناطق المحاصرة حاليا." وقال ان بعثة الخطيب رأت "الكثير من المؤشرات المثيرة للقلق" في ليبيا. وتابع "ينقل التلفزيون الرسمي تهديدات العقيد القذافي مرارا ... واعتقالات الصحفيين مستمرة." وقال بان ان زهاء 335658 شخصا فروا من ليبيا منذ بداية الازمة وان لدى الاممالمتحدة خطط طوارئ للتعامل مع ما يربو على 250 الفا اخرين.