فتحت المضادات الارضية الليبية أمس نيرانها ضد الطائرات الغربية التي شنّت طيلة الليلة قبل الماضية ويوم امس الجمعة غاراتها على أهداف عسكرية ومدنية في طرابلس وسرت فيما شرع «الحلف الاطلسي» في قيادة التحالف الغربي ضد ليبيا. ورحبت واشنطن أمس بمشاركة الإمارات في تطبيق القرار الدولي 1973 وسط أنباء عن سماح الخرطوم باستخدام مجالها الجوي لفرض الحظر. وأعلنت مصادر ليبية رسمية عن سماع دوي انفجارات عنيفة في مدينة «تاجوراء» الضاحية الكبرى للعاصمة طرابلس حيث تصاعدت أعمدة الدخان، مضيفة ان القصف تمّ بصواريخ بعيدة المدى وشمل القصف مدينة سرت مسقط رأس العقيد معمّر القذافي وطرابلس وتاجوراء. كما بث التلفزيون الرسمي صور ضحايا هذا القصف. وفي ذات السياق، أعلن مسؤول أمريكي رفيع المستوى انه تم التوصل الى اتفاق سياسي بين الدول ال 28 الأعضاء في الحلف الأطلسي حتى يتولى الحلف في غضون أيام قليلة قيادة كل العمليات العسكرية في ليبيا وليس فقط منطقة الحظر الجوي. كما قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن ان الحلف وافق على الشروع في عملية فرض حظر الطيران ذاكرا ان هذه الاجراءات تتخذ في سياق الجهود الدولية لحماية المدنيين من نظام القذافي، وفق قوله. وأضاف ان الحلف يواصل مشاوراته لمنح دور أكبر لقواته في ليبيا مشيرا الى أن التفويت الممنوح ل «الناتو» لا يشمل الا تطبيق حظر الطيران فوق ليبيا وأن «الأطلسي» سيردّ على العمليات العسكرية لقوات القذافي. وقال مسؤول في «الأطلسي» إن مهمة الحظر الجوي على ليبيا ستستمر ثلاثة أشهر. وفي الإطار ذاته رحبت واشنطن بمشاركة الإمارات العربية المتحدة في تطبيق قرار 1973. وأعلنت الإمارات الليلة قبل الماضية عن مشاركتها ب 12 طائرة قتالية لتصبح ثاني دولة عربية عقب قطر تشارك بقوات عسكرية في العمليات الجارية حاليا ضد قوات القذافي. وأكد وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد مشاركة 6 مقاتلات من طراز «إف 16» وعدد مماثل من طراز «ميراج». وفي باريس صرّح قائد الاركان الفرنسي الأميرال إدوارد غيبو أمس ان العمليات العسكرية ضد ليبيا ستستغرق أسابيع معربا عن أمله في أنها لن تدوم أشهرا. وأضاف انه لن يكون هناك مستنقع عسكري في ليبيا بالمعنى الحرفي للكلمة لأن الحل سياسي وسيبقى كذلك دائما. وفي تطوّر جديد، قالت مصادر ديبلوماسية أممية إن الخرطوم وافقت على استخدام الإئتلاف الغربي ضد ليبيا المجال الجوي السوداني لفرض حظر الطيران مشيرة إلى أن السودان هي احدى الدول التي تتعاون سرّا مع التحالف للمساعدة في قرار 1973. وامتنع سفير السودان لدى الأممالمتحدة دفع الله علي عثمان عن تأكيد او نفي هذا الخبر. واعتبر ، من جهته، رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن إشراف «الناتو» على العمليات يعني استبعادا لفرنسا واصفا الأمر بالتطوّر الايجابي.