أمين عام الاتحاد الطلبة : مواقف الحكومة متذبذبة ... والمنظمة الطلابية من اجل بديل مجتمع حداثي حاوره : اسكندر العلواني
عانت المنظمة الطلابية الاتحاد العام لطلبة تونس سنوات من التهميش والابتزاز ساهم في تقليص دوره الفعال في تأطير الطلبة , الأمين العام " عز الدين زعتور " في حوار صريح وجريء مع جريدة " الوطن " يجيب على بعض التساؤلات : حاوره اسكندر العلواني .
مرّ الاتحاد العام لطلبة تونس بصعوبات منذ أكثر من 5 سنوات حال دون انجاز مؤتمره لو تحدثنا على تلك الفترة ؟ - في الحقيقة الاتحاد العام لطلبة تونس منذ عودته للعمل القانوني عانى الكثير من الإقصاء والمنع الممنهج من النشاط وقدّم تضحيات كبيرة من أجل الحفاظ على استقلالية قرارات هيأته هذا بصورة عامة لكن بشكل خاص خلال 5 سنوات الأخيرة فان الاتحاد العام لطلبة تونس تعرض لهجمة استهدفت وجوده حيث تمّ طرد العشرات من مناضليه وإطاراته عبر مجالس تأديب كيدية ومحاكمة أكثر من 20 مناضل وإطار وفي صلبه يتّهم مفتعله وسجن ما يقارب عن 30 مناضل . واغلب هذه الممارسات القمعية اقتربت بمنع النشاط النقابي داخل الجامعة هذا إلى جانب هرسلة عديد العائلات بسبب نشاط أبنائها في صلب الاتحاد العام لطلبة تونس . كما أن الاتحاد تم حرمانه من التمويل العمومي ومنعه من عدة انتخابات داخل الفضاءات الجامعية كما تعرض مناضليه إلى عمليات عنيفة من قبل طلبة الحزب البائد كل هذه الظروف لم تمنع مناضلي الاتحاد من مواصلة دوره داخل الجامعة في فضح هذه الممارسات التعسفية وكشف واقع التعليم في تونس والدفاع على عموم الطلبة ومواصلة الإعداد للمؤتمر الوطني الموحد الذي منع بقوة البوليس حيث تمّ منع المؤتمرين من التحوّل من الجهات الداخلية لبنزرت وتونس وتم تطويق المقر المركزي ومتابعة الأمين العام وحرمانه من التواجد في الأماكن العامة وتواصل هذا السلوك القمعي إلى حدود 14 جانفي 2011 . خاضت المنظمة صراعات في داخلها باختلاف ألوانها السياسية لو تبيّنتم أهمّ الاختلافات وانعكاساتها على المنظّمة الطلاّبية ؟ - الاتحاد العام لطلبة تونس يعاني منذ دعوته للعمل القانوني من الصراعات والاختلافات وان كانت هذه الاحتجاجات والاختلافات في ظاهرها ظاهرة صحيّة تميّز النّضال الشبابي المتعلّم الحالم والمطّلع على تجارب متنوعة لكن في الحقيقة الأمر إنّ هذه الصراعات كانت خارج الجامعة التي سرعان ما تنعكس مباشرة على هياكل الاتحاد كما أنّ هذه الصراعات في اغلبها لم تكن حول برامج نقابية أو حتّى سياسية وإنما كانت صراعات حول مواقع داخل هياكل الحزب وخاصة داخل المكتب التنفيذي وخصوصا من يتحكم في الاتحاد العام لطلبة تونس وبالتالي تتعلق باستقلالية المنظمة على الأحزاب السياسية وخلاصة القول وان نجحت مختلف الأجيال في تحقيق استقلالية الاتحاد عن السلطة فإنّها فشلت فشلا ذريعا في تحقيق هذه الاستقلالية عن الأحزاب السياسية . تروج أنباء عن محاولات لمّ شمل مناضلي الاتحاد من اجل مؤتمر موحّد ؟ - إنّ محاولات لمّ شمل مناضلي الاتحاد من اجل مؤتمر موحّد هي قناعة جازمة ومنهج متمسّكون به منذ دخولنا في مشروع المؤتمر الموحّد ولحدود هذه اللحظة أيادينا مفتوحة لكلّ من يروم النضال داخل هياكل الاتحاد ويجب إنارة الرأي العام حول مسالة رئيسيّة أن اغلب الأطراف الطلابية داخل الجامعة يناضلون منذ سنوات بشكل مشترك ومتمسكون بخيار المؤتمر الموحّد وانّ الذين اختاروا البقاء خارج هياكل الاتحاد هي نتاج قرارات انفعالية ذاتية لا تمتّ بصلة لواقع الجامعة والتحدّيات المطروحة على المنظمة الطلابية في المستقبل من ناحية ثانية فانه اليوم على الاتحاد التوجه لعموم الطلبة وتمكينهم من أداة نقابية تؤطر تحركاتهم وتدعّم وحدتهم وتكرّس السلوك المدني وتحافظ على مكاسب الجامعة وتساهم في بناء البلاد . كيف تقيّم دور الاتحاد العام لطلبة تونس في هذه المرحلة ؟ - دور الاتحاد العام لطلبة تونس في هذه المرحلة دور دقيق ومتنوع . يتمثل في دقة تاريخية المرحلة حيث أن كلّ المبرّرات السابقة التي تفسّر عدم انتشار المنظمة في مختلف المؤسسات الجامعية قد زالت وعليه الالتصاق بالطلبة ودعم التمثيل الطلابي ضرورة ملحّة. وإرساء التعايش الديمقراطي داخل الفضاء الجامعي موكول إلى المنظمة. من ناحية أخرى فانّ للاتحاد دور متقدم في المساهمة في التحول الديمقراطي الذي تعيشه البلاد حيث أن فئة من الطلبة تمثل قاعدة انتخابية هامة عليها الإسهام الايجابي في هذه المرحلة التاريخية إلى جانب ذلك فانّ الاتحاد العام لطلبة تونس يجب عليه تطوير آلياته في العمل النقابي وعليه إرساء بدائل بخصوص منظومة التعليم العالي والخدمات الجامعية كما يجب عليه الابتعاد على الشعارات الفوقية التي تنفّر الطلبة وتلهيهم عن مشاغلهم الحقيقية . الاتحاد العام لطلبة تونس في مجلس حماية الثورة وسط تباين الآراء داخل هياكله كيف ذلك ؟
- الاتحاد العام لطلبة تونس في مجلس حماية الثورة هو أمر طبيعي وواجب نضالي وتكريس لما جاء في قوانينه وتوجهاته فهذا المجلس مجمّع لأغلب منظمات المجتمع المدني والسياسي وهو فضاء يمكننا من خلاله للتعبير عن آرانا وتصوّراتنا في المخارج الضرورية لبلادنا اثر ثورة 14 جانفي وقد أثبتت الأيام والأشهر فاعليّة هذا المجلس في الواقع ولعلّ هذه المكاسب تؤكد صحّة التمشّي وخيار قيادة الاتحاد أما الذين يقفون على الربوة ويمرّرون عداءهم لمجلس حماية الثورة تحت عناوين انتهت . وان المجتمع المدني ليس من حقه الانتماء لمجالس وهيئات تعنى بالشأن السياسي وهذا توظيف للاتحاد هي مسائل مغلوطة فالمرحلة التي تمرّ بها البلاد هي مرحلة انتقالية استثنائية تستدعي من كل المنظّمات والأحزاب الإسهام في إيصال هذا الوطن العزيز إلى تحقيق الانتقال الديمقراطي الفعلي والى رسم بدائل اجتماعية تدعم مكتسباتها وتطورها . ما هو موقفكم من الحكومة الحالية ؟
- الحكومة الحالية لا زالت في ممارسة مهامها متذبذبة وغير فاعلة كما إنها لم تقدم إجابات واضحة وصارمة في عديد المسائل كما أنها ظلت متردّدة في مسالة المشاورات مع المجتمع المدني والسياسي على غرار الاتحاد العام لطلبة تونس. أما في المسائل الاقتصادية والاجتماعية لم تحرك ساكنا تجاه الجهات المنكوبة والمتضررة خاصة تجاه عائلات الشهداء حيث أنّ العديد من الجهات في تونس أضحت تتمنّى زيارة مسؤول من هذه الحكومة ...؟ هل سيكون الاتحاد طرفا فاعلا في انتخابات المجلس التأسيسي ؟
- انطلاقا من وعينا بدور الاتحاد في تأطير ما يقارب عن 380 ألف طالب بالجامعة التونسية ووعيا منا أننا قوة من قوى المجتمع المدني وسلطة مضادّة فانه سيكون دورنا يرتكز على تشجيع الطلبة على الانخراط في العملية الانتخابية كما أننا ندرس تقديم مبادرة لتكوين الطلبة في مراقبة الانتخابات هذا من ناحية تقنية . وعلى مستوى التوجهات العامة فان الاتحاد العام لطلبة تونس بمناضليه وهياكله وأنصاره سيكون إلى جانب الديمقراطيين والتقدميين الذين يناضلون من اجل بديل مجتمع حداثي يدعم مكتسبات تونس من اجل بناء تعددية ديمقراطية تتسع لكل التونسيين .