منذ سقوط قذائف صاروخية من ليبيا داخل التراب التونسي : ذعر وانزعاج بين متساكني المناطق الحدودية بولاية تطاوين
منذ سقوط ثلاث قذائف هاون يوم الاثنين الماضي في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال داخل التراب التونسي على الحدود مع ليبيا على بعد 300 متر جنوب مركز الحرس الحدودي في منطقة لملس قرب قرية ذهيبة في ولاية تطاوين... لم يتوقف حديث الناس في تطاوين عن القذافي وكتائبه الوحشية على الحدود وعن الحقد الدفين الذي يكنه العقيد للثورة التونسية التي نجحت سلميا في تحقيق الحرية والكرامة للشعب التونسي حيث لم يكن شغلهم الشاغل الا الحديث عن الأوضاع في ليبيا و الحرب الدائرة بين الثوار والمرتزقة وعن رغبته الجامحة في الانتقام من الليبيين الفارين من هولات الحرب والنازحين إلى ولاية تطاوين عبر بوابة ذهيبة الحدودية ... و ممّا زاد الطين بلة سقوط قذيفة هاون رابعة في حدود الساعة السادسة والنصف مساء اليوم نفسه على مسافة 500 متر من رسم الحد موضحا ان القذائف الأربع سقطت في مناطق خالية من السكان والمباني.
إلا أن الجيش الوطني الذي ذكر الخبر استبعد أن يكون سقوط هذه القذائف متعمدا مؤكدا أنه ليس في الأمر ما يدعو للقلق مشيرا إلى أن وزارة الدفاع الوطني تولت إعلام وزارة الخارجية للقيام بالإجراءات اللازمة في هذا الشأن مع الطرف الليبي.ويبدو ان الاشتباكات غربي ليبيا كانت قوية يوم الاثنين على طول جبل نافوسه وحول مدينة نالوت والجهات السكنية المجاورة لها، وهي مناطق جد قريبة من الحدود التونسية الليبية. هذا وكان أهالي تطاوين قد شيعوا قبل هذه الحادثة بيوم واحد جثمان الشهيد علي سالم الجربي إلى مثواه الأخير بمقبرة المزطورية في موكب مهيب حضرته جماهير غفيرة تعد بالألاف مساء الأحد 17 أفريل 2011 على الساعة الثالثة بعد الزوال وضع جثمان الشهيد الليبي علي سالم الجربي في مثواه الأخير بمقبرة المزطورية ( 10 كلم جنوب شرق مدينة تطاوين ) أين أقيمت صلاة الجنازة بحضور عائلته. ويبلغ الشهيد من العمر حوالي 25 سنة وهو أصيل مدينة نالوت الليبية وقد توفي بالمستشفى الجهوي بتطاوين متأثرا بجراحه التي أصيب بها على الحدود التونسية الليبية بين منطقة وازن الليبية ومنطقة ذهيبة التونسية بعد مطاردة عنيفة من قبل كتائب القذافي التي أطلقت عليه وابل من الرصاص وهو في طريق عودته إلى تطاوين للالتحاق بعائلته بمنطقة المزطورية ... وبعد دخوله التراب التونسي أسرعت عناصر من الأمن الوطني لنجدته ونقله على وجه السرعة إلى المستشفى لكن هذه الأخيرة لم تكن على منأى من إطلاق النار عليهم حيث أصابت بعضهم بجروح متفاوتة الخطورة.