قال متحدث باسم الحكومة الليبية الخميس ان السلطات الليبية تحث المعارضين المسلحين على الجلوس ومناقشة احلال السلام لكنها تقوم ايضا بتسليح المدنيين للتصدي لاي هجوم بري محتمل تشنه قوات حلف شمال الاطلسي. وقال موسى ابراهيم المتحدث ياسم الحكومة الليبية للصحفيين ان سكان الكثير من المدن الليبية نظموا أنفسهم في مجموعات لمحاربة أي غزو لحلف الاطلسي مضيفا أنه جرى توزيع بنادق وأسلحة خفيفة على جميع السكان. ومضى يقول انه اذا جاءت قوات الحلف الى مصراتة أو أي مدينة ليبية أخرى فان الليبيين سيفتحون عليهم أبواب الجحيم وستكون المواجهة أسوأ عشر مرات عما يحدث في العراق. وجاءت التصريحات بعد يوم من وعد فرنسا للمعارضة الليبية بأنها ستكثف الهجمات الجوية على القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي وسترسل ضباط اتصال لمساعدة المعارضة. ولم يوضح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي قاد الجهود من أجل تدخل حلف الاطلسي الذي تؤيده الاممالمتحدة كيف ستقوم القوات التي يقودها الحلف بكسر الجمود على الارض بعد ان رفضت الولاياتالمتحدة وعدة دول اوروبية المشاركة في ضرباب برية. وقال ابراهيم ان الحكومة الليبية تسلح السكان جميعا ليس لمحاربة "المتمردين" وانما لمحاربة حلف الاطلسي. وأضاف أن القبائل الليبية والشبان رجالا ونساء وليس الجيش الليبي هم من سيواجهون قوات حلف الاطلسي اذا فكر الحلف في القدوم واحتلال أي مدينة ليبية. وقال ان القوات الحكومية تسيطر على 80 في المئة من مدينة مصراتة التي تقع في غرب ليبيا حيث يقول مقاتلو المعارضة والسكان ان القوات المؤيدة للقذافي تقصف المدينة يوميا. وأضاف ابراهيم ان مقاتلي المعارضة يسيطرون فقط على الميناء وعلى منطقة قريبة. وقال ان الحكومة قامت باجلاء عشرات الالاف من السكان من المدينة وتعمل مع الصليب الاحمر لضمان المساعدات الانسانية. وقال ان الحكومة ترحب بالمساعدة الدولية ولكنها لن تقبل اي مساعدات انسانية تأتي تحت ستار عسكري فهذا احتلال مباشر لليبيا "سنتصدى له الشعب كله وليس الجيش وحده". وقال ان المشكلة في مصراتة لا تتعلق بميزان القوة لان القبائل في مصراتة وخارجها أعلنت جميعا أنها مع الحكومة الشرعية في هذا البلد. ودعا ابراهيم المجتمع الدولي الى الضغط على المعارضين المسلحين لاعادة النظر في خطة سلام للاتحاد الافريقي رفضوها هذا الشهر أو تقديم بدائل أخرى غير القوة. وقال "نقول للجميع في الجزء الشرقي من البلاد وللجميع خارج ليبيا اننا نحتاج الى ان نجلس ونتباحث ونخرج بليبيا من هذه الازمة". وكانت الحكومة الليبية قبلت خطة سلام للاتحاد الافريقي في وقت سابق من هذا الشهر تدعو الى هدنة ومعونات انسانية وحوار وفترة انتقالية لكن المعارضين رفضوا الخطة لانها لا تضمن رحيل القذافي. وقال ابراهيم "اننا نتحدى بريطانيا وفرنسا على وجه الخصوص. ونتحدى المتمردين ان يأتوا بعملية سياسية دون شروط مسبقة. الشرط الوحيد هو ألا يفرض حل سياسي من خارج ليبيا". واضاف قوله "وزراؤنا ومسؤولونا يسافرون الى افريقيا لتنشيط خريطة الطريق هذه لكننا مستعدون ايضا للحرب واذا جاء حلف الاطلسي فسوف يفتح باب الجحيم". من جانب آخر، دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الخميس الى التحلي بالصبر حيال نتائج حملة الحلف الاطلسي في ليبيا، واجرت مقارنة بين هذه الحملة وتلك التي شهدها اقليم كوسوفو عام 1999 والتي شكلت بداية نهاية الزعيم سلوبودان ميلوسيفيتش. وقالت كلينتون للصحافيين "نحن (نعمل) منذ وقت قصير نسبيا". واضافت "اذكركم بان الولاياتالمتحدة وشركاء اخرين قصفوا اهدافا في صربيا على مدى 78 يوما". وارغمت عملية لحلف شمال الاطلسي عام 1999 القوات الموالية للرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش على الانسحاب من اقليم كوسوفو، الذي اصبح اليوم دولة مستقلة، حيث شنت بلغراد حملة على الانفصاليين الكوسوفيين الالبان. وذكرت كلينتون بان الحملة على بلغراد تأثر سلبا في تلك الفترة بفعل بقاء ميلوسيفيتش في الحكم. وقالت "الا ان دينامية انطلقت واودت به في نهاية المطاف الى لاهاي" حيث انشئت محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة. واتهمت هذه المحكمة ميلوسيفيتش بارتكاب جرائم ضد الانسانية. وردا على سؤال حول حصار مدينة مصراتة الليبية، قالت وزيرة الخارجية الاميركية انه حصار "لاانساني"، معتبرة ان النظام الليبي متورط في "انشطة مؤسفة تستهدف المدنيين مباشرة". واضافت "لكن مقاتلي المعارضة يصمدون"، وصمودهم بجزء منه يعود الى تدخل قوات الاطلسي. واشارت كليتون ايضا الى "المعلومات التي تفيد بان قوات القذافي استطاعت استخدام قنابل عنقودية ضد شعبها". ونددت منظمة هيومن رايتس ووتش في 15 نيسان/ابريل باستخدام هذه الاسلحة، الا ان النظام الليبي نفى ذلك. واوضح المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر ان كلينتون ونظيرها الهولندي يوري روزنتال ناقشا ايضا الخميس "سبل زيادة الضغط المالي على نظام القذافي". وكانت الاممالمتحدة جمدت ارصدة القذافي وعائلته. واتخذت الولاياتالمتحدة قرارا مشابها منذ 25 شباط/فبراير.