حملة تنظيف شوارع مدن الشآم وطرقاتها من تماثيل آل أسد وأصنامهم متواصلة؛ بدأت في درعا حيث شرارة الثورة السورية الكبرى، ثورة الاستقلال والجلاء الحقيقي للمستبدين والطغاة عن شآمنا، وتتواصل في دوما وحرستا والصنمين وحماة والرستن وحمص وإدلب وحلب ودير الزور وبانياس وجبلة وغيرها.. عشنا أيام الثورة العربية في كل من تونس ومصر، ولمسنا أن الشعوب المنتفضة عادةً ما تتأخر في تحطيم أصنام الطغاة، أما الشعب السوري الذي عاش عقوداً من الكبت والإرهاب والقسوة والشدة في تعاطي قوى القمع السورية معه، بدأ أول ما بدأ بإسقاط رموز الطغيان والاستبداد من عائلة أسد بدءاً بالمؤسس المجرم حافظ أسد ومروراً بباسل وبشار حافظ أسد. لم يكن أحد يتوقع ويظن أن الشعب السوري سينتفض بهذا الشكل، لم يكن أحد يتخيل أن يكسر الشعب السوري حاجز الخوف الذي ران على القلوب والعقول لعقود رهيبة، وبدأ البعض _والعياذ بالله_ يظنون بحديث رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ الظنون حين قال: "اللهم بارك لنا في شامنا ثلاثاً ثم يمننا" وبدأ بعضهم يقول هل هذه هي الشام التي دعا رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ لها بالبركة؟! وهي ترضى بالقمع والإرهاب والكبت والسجون، وتقبل وترضى بدخول الفرس الإيرانيين عليها!! هل هذه الشام التي يحكمها آل أسد حراس لبني يهود منذ عقود؟! هل هذه الشام التي خلّفها لنا عز الدين القسام الذي استشهد في القسطل، فتولى آل أسد حماية بني صهيون؟! هل هذه الشام التي رضيت بتعاون آل أسد مع الإيرانيين في تثبيت الهوية غير العربية للشعب العراقي والسعي إلى اللعب بهوية الشعب اللبناني؟! لقد انتفضت الشام وصدقت نبوءة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ ودعوته، وهلّت البشائر من حوران معقل الإمام النووي، فاستجابت شُقحب معقل الإمام أحمد بن تيمية، ولبت النداء دمشق الإمام ابن قيم الجوزية، ثم حماة ابن كثير، فحمص خالد بن الوليد، وإدلب التي مر بها عمرو بن العاص.. تلك هي الشام التي دعا لها رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، تلكم هي الشآم التي تحدثت عنها كتب التاريخ لا الشام التي حكمها آل أسد بالحديد والنار، الشعب السوري انتفض ولا رجعة عن مطالبه برحيل النظام، فثمن دماء شهداء أكثر من ثلاثمائة من ورود سورية لن يكون أقل من رحيل هذا النظام، وإن الوفاء لهؤلاء يقضي بمواصلة المسيرة حتى رحيل هذا النظام الاستبدادي الشمولي..