القاهرة, (يو بي أي) -- قضت محكمة مصرية امس بسجن ضابط مصري لثبوت ادانته في تهمة استعمال العنف المفرط ضد مواطن معوق ذهنيا ما تسبب بإصابته بعاهة مستديمة. وقالت مصادر قضائية ان محكمة جنايات الاسكندرية قضت بسجن العقيد اكرم سليمان لمدة خمس سنوات. وقال محامي المجني عليه محمد عبد العزيز ان المتهم ادين بتهمة استخدام القسوة المفرطة واحداث عاهة مستديمة بالمجني عليه رجائي منير سلطان (46 عاما) المعوق ذهنيا. واضاف عبد العزيز، الذي يمثل مركز النديم الحقوقي لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، ان المحكمة قضت بالسجن المشدد خمس سنوات مع التعويض على المتهم.
وكانت المحكمة استمعت على مدار 12 جلسة، إلى شهادة الشهود والطبيب الشرعي الذين أكدوا صحة واقعة الاعتداء على رجائى منير سلطان المعاق ذهنيا واحتجازه داخل مديرية أمن الإسكندرية وتعذيبه بواسطة عصا خشبية. وكانت عائلة المجني عليه اتَّهمت العقيد أكرم سليمان بتعذيب سلطان خلال فترة احتجاز غير مبررة، ابتداءً من يوم 21 يوليو الماضي، وحتى اغسطس الماضي. وأشارت التقارير الطبية إلى أن المجني عليه دخل المستشفى الرئيسي الجامعي "الميري" بالاسكندرية مصابًا بنزيف في الفص الأمامي الجانبي من المخ بالجهة اليمنى، بالإضافة إلى ارتجاج وتورم بالمخ، وكسر بعظمة العضد الأيسر. وأكد تقرير الطب الشرعي ان المجني عليه فقد جزءا من عظام الجمجمة تسبب في جعل المخ عرضة للعوامل الخارجية والتقلبات الجوية، علاوة على ما قد يتعرض له المجني عليه من مضاعفات خطيرة مستقبلا.
واشار التقرير الى ان كسور عظام الجمجمة سببت للمجني عليه عاهة مستديمة تقدر ب 50 %، كما تسبب الكسر في كتفه الايسر بعاهة مستديمة تقدر ب 15 %. وتقول منظمات لمراقبة حقوق الانسان ان هناك تعذيبا منظما في السجون ومراكز الحجز في أقسام الشرطة المصرية لكن الحكومة تقول انها تعارض التعذيب وتحاكم ضباط الشرطة الذين تقوم أدلة على ارتكابهم جريمة التعذيب.
ورصدت المنظمة المصرية لحقوق الانسان في تقريرها لها هذا العام خلال الفترة من العام 2000 حتى ابريل 2009 ما يقرب من نحو 285 حالة تعذيب، و 118 حالة وفاة نتيجة التعذيب.