قرأت الخبر الذي أوردته "كلمة" التونسية بتاريخ 03 ماي 2011، وقد تحدّث عن استعداد جربة لترتيبات "حجّ اليهود" إلى معبد الغريبة بها يوم 17 ماي الجاري، فقلت: ألا يمكن – وجربة ليست بعيدة عن الحدود التونسية الليبية – أن يقع إلغاء هذا "الحجّ" هذه السنة مراعاة على الأقلّ للظروف الخاصّة جدّا التي تعيشها البلاد بسبب ثورتها الدّاخلية التي لم تكتمل بنود إنجاحها وتقديرا كذلك لظروف جيراننا المقتّلين المشرّدين الهاربين من بطش الآلة القذّافية التي بيّنت وسائل الإعلام استعانتها على تقتيل النّاس بسلاح هؤلاء "الحجيج" الفتّاك... فما الذي يمنع إلغاء هذا "الحجّ" السنوي هذه السنة، وفي تونس قد مُنع الحجّ – وهو عند الله أشهر معلومات - مراعاة لظروف التونسيين وخوفا عليهم من إنفلوونزا الخنازير!... أم أنّنا نخاف الإنفلوونزا ولا نخاف خنازيرها!... ثمّ إلى متى تستمرّ هذه اللعبة وهذا التعدّي علينا وعلى مشاعرنا وديننا وروابط أخوّتنا... فقد كنّا نرحّب باليهود زائرين "حاجّين" قبل أن يتصهينوا، ولكنّهم وقد تصهينوا وشربوا من دماء أبنائنا وأهلنا في فلسطين المحتلّة، فالواجب يدعونا إلى منعهم زيارة بلادنا ناهيك بالترحيب بهم والتأمين لهم!... فقد كنّا نفرّق بين اليهودي الصديق والصهيوني العدوّ البغيض، ولكنّ الصهاينة المغتصبين أعلنوا حربهم المقدّسة باسم الدّين وأكّدوا أنّهم يهودٌ؛ فأبطلوا بذلك تصنيفاتنا!... فاليهودي صهيوني إلاّ أن يكون مسالما يعيش بيننا وعلى أرضنا... أمّا أن يحمل جواز الكيان الصهيوني اللقيط ويعيش في فلسطين المحتلّة مغتصبا الأرض والعرض محلّلا دماءنا الفلسطينية العربيّة المسلمة، فلا يمكن لتونس أبدا أن ترحّب به وتجعل من "حجّه" رحلة استجمام للتقوّي بها علينا في أرضنا الفلسطينية!... وإذا لم نع هذا فإنّنا لم نع بعد أنّ العالم قد تحرّش بنا منذ نوفمبر 1917، بل لم نع أنّنا أحرار قد طهّرت الثورة ديارنا من الأصنام!...
أقول لا بدّ أن يُبطَل هذا "الحجّ" الخبيث هذه السنة، على أن يقع التحرّي في قابل السنين لمنع كلّ صهيوني بغيض من دخول تونس... وأمّا اليهود التونسيون المقيمون في جربة وفي كلّ أرجاء البلاد التونسية، فلهم أن يحتفلوا إلاّ إذا قدّروا كتونسيين مخلصين أنّ الظرف يستدعي التوقّف هذه السنة!... ولن يجدوا منّا من يعتدي عليهم أو يستنقصهم أو يحمل عليهم إلاّ إذا أخلّوا بالمواطنة... ولست أدري في الختام كيف يمكن التصرّف مع اليهود التونسيين الذين تعاونوا مع ابن علي الفاسد لأسرألة "الحجّ"!... فقد كان منهم من فاقت خيانتهم "الطرابلسية" وغيرهم من المفسدين المطاردين اليوم في البلاد، لمّا أعانوا على استقبال رؤوس الإجرام ولمّا وفّروا المعلومات التي بها تمّ الكثير من عمليات الاغتيال، وقد كان منهم من جعلنا - ونحن أهل البلاد - غرباء عنها منبوذين!...
كتبه عبدالحميد العدّاسي الدّنمارك في 04 ماي 2011 مصدر الخبر : بريد الحوار نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=17511&t=وقفة مع "الحجّ" اليهودي&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"