أصبح توغل الدبابات داخل المدن الرئيسية في سوريا أمر اعتاد السكان على رؤيته منذ بدء الانتفاضة الشعبية ضد حكم الرئيس بشار الأسد ، حيث بدت السلطات أكثر تصميما على اجهاض تلك الاحتجاجات غير المسبوقة بالقوة باعطاءها الاوامر للجيش بالتوغل في أحياء كثيرة اخرها مدينة حمص ثالث اكبر مدن سوريا. وذكرت تقارير اخبارية أن قوات الجيش السوري دخلت إلى ضاحية المعضمية بدمشق فجر الاثنين، حيث قامت بعمليات تمشيط ودهم بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية على خلفية الاحتجاجات الاخيرة في المدينة. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن مصادر وصفتها بالموثوق بها قولها: "ان الاتصالات الخلوية والارضية والكهرباء قد قطعت عن المعضمية وانه سمع صوت اطلاق نار كما انتشرت حواجز للامن والجيش في احياء المدينة". وافاد سكان في المنطقة ان قوات الامن ترابض قرب جامعي الروضة والعمري في المدينة اللذين كانا منطلقا للتظاهرات الاحتجاجية ايام الجمعة في المدينة، وان القوات تقوم بالبحث عن مطلوبين للسلطات السورية على وفق قوائم معدة مسبقا. وكان ناشطون في مجال حقوق الانسان قالوا إن اصوات اطلاق نار كثيف سمعت في احدى الضواحي الجنوبية الغربية للعاصمة السورية دمشق صباح الاثنين، وان قوات الجيش طوقت المنطقة. وكانت قوات الامن قد نشرت حواجز لها حول المعضمية للتدقيق بالهويات الشخصية للداخلين والخارجين منها منذ اسبوعي والى ذلك ، توغلت دبابات الجيش في حمص "وسط" وعدد من البلدات الجنوبية، بينها بلدة طفس قرب درعا، فيما أخذت التطورات في حمص منحى خطيرا أمس الاحد بسقوط نحو 29 قتيلا على الأقل، ودخل العسكريون الذين كانوا يتمركزون مع دباباتهم في وسط حمص، إلى عدد من الأحياء التي تشهد احتجاجات، مثل باب السباع وبابا عمرو، بعد قطع الكهرباء والاتصالات الهاتفية.
ونقلت صحيفة "الشرق الاوسط" اللندنية في عددها الصادر اليوم الاثنين عن أحد الناشطين قوله: "ان نيران رشاشات ثقيلة سمعت في هذين الحيين وبحسب شريط فيديو نشر على موقع يوتيوب تظهر شاحنات مكتظة بعسكريين متوجهة إلى باب السباع ليلا". ونقلت وكالة "رويترز" عن سكان بحمص قولهم: "انهم سمعوا صوت اطلاق نيران بنادق الية وقصف مع قيام قوات الجيش بأول توغل لها داخل المناطق السكنية بالمدينة التي يقطنها مليون نسمة وتقع على بعد 165 كيلومترا شمالي دمشق". وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان مدنيا واحدا على الاقل وهو طفل عمره 12 عاما قتل عندما دخلت الدبابات والجنود أحياء باب السباع وباب عمرو وتل الشور خلال الليل. وقال المرصد في بيان ان حصارا كاملا فرض على المناطق منذ يوم الاحد وان هناك تعتيما كاملا على عدد القتلى والجرحى فيما تتعرض الاتصالات والكهرباء للانقطاع على نحو متكرر هناك. كمين مسلح
دبابات الجيش السوري تحاصر درعا في غضون ذلك ، لقي 10 سوريين حتفهم واصيب ثلاثة آخرون إثر تعرض حافلة كانوا يستقلونها إلى كمين نصبه مسلحون مجهولون بعد عبورهم الحدود اللبنانية الشمالية مع سورية بالقرب من مدينة حمص السورية في الساعات الأولى من صباح الاثنين. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن القتلى والمصابين من محافظتي حماة وإدلب السوريتين وأنهم تعرضوا لكمين مسلح نصبته إحدى المجموعات الإرهابية المسلحة خلال طريق العودة من لبنان عند تحويلة حمص دمشق. وقال الدكتور غسان طنوس، مدير المستشفى الوطني بحمص: "إن المشفى استقبل صباح أمس 10 جثامين لمواطنين مدنيين وثلاثة جرحى مصابين بأعيرة نارية مختلفة في أماكن متفرقة من أجسادهم"، موضحا أنه تم تقديم الإسعافات اللازمة للمصابين وأجريت لهم عمليات جراحية لإنقاذ حياتهم. واتهمت السلطات السورية عصابة مسلحة تعمل لصالح حكومات أجنبية لإثارة الاحتجاجات التي بدأت في منتصف مارس/آذار الماضي ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ومن جانبه، ألقي معارض سوري بارز في بيروت، اشترط عدم ذكر اسمه، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية بشكوك على الرواية الرسمية للحادث من أن عصابة مسلحة هي التي نفذت الهجوم بالقرب من حمص، حيث ينتشر الجيش والقوات الأمنية بصورة مكثفة منذ أول أمس السبت. وتساءل المعارض السوري قائلا "من لديه الشجاعة ليطلق النار على حافلة في ظل تمركز مئات من القوات السورية في كل شارع بحمص؟". وذكر أن الجيش قطع الكهرباء والاتصالات خلال الليل قبل أن ينتشر في كل شارع في عدة ضواحي من المدينة الواقعة غربي البلاد استعدادا لما وصفه بأنه "عملية اعتقال". وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "السلطات تبحث عن مئات الأشخاص يرغبون في اعتقالهم في حمص". وذكرت جماعات حقوقية أن أكثر من 600 شخص قتلوا واعتقل ثمانية آلاف آخرون أو فقدوا في عملية قمع استهدفت المتظاهرين منذ آذار/ مارس الماضي. وقالت "لجنة شهداء ثورة 15 آذار" إن حصيلة القتلى بلغت 708 قتلي. كارثة انسانية
احتجاجات في سوريا ومع تواصل الحملات العسكرية في بانياس شمال غرب ، تتصاعد المخاوف من وقوع كارثة إنسانية فيها ، حيث أكد نشطاء ان قوات الأمن اعتقلت أكثر من 200 في بانياس، بينهم طفل في العاشرة من عمره. من جهته قال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان: "إن المياه والكهرباء قد تم قطعهما إضافة إلى جميع أشكال الاتصالات في مدينة بانياس". وحذر عبد الرحمن من "كارثة إنسانية في الأحياء الجنوبية". وفي مناطق اخرى قال شاهد "ان قوات الامن قتلت اثنين على الاقل من المتظاهرين العزل يوم الاحد حين فتحت النار على مظاهرة ليلية في مدينة دير الزور الشرقية". النصر أو الموت وفي أول ظهور علني له منذ أن ترك منصبه قبل ثلاثة أشهر ونصف، علق رئيس الموساد السابق، مئير دغان عن الاحداث في سوريا قائلا "إنه سيكون من الأفضل أن يتم إبعاد الرئيس السوري بشار الأسد عن الحكم، لأن ذلك سيوقف المساعدات عن حزب الله، ويضعف نفوذ إيران، ويعزز المعسكر السني في سورية وفي العالم العربي، وأن في ذلك مصلحة لإسرائيل من الناحية الإستراتيجية"، بحسب تعبيره. وبحسبه فإن الرئيس السوري سوف يحارب حتى النهاية، لأنه لا توجد بدائل، فإما النصر أو الموت.
وبدأت الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في سوريا في مدينة درعا يوم 18 مارس/ اذار وانتشرت في أنحاء منطقة حوران يوم الجمعة وهي منطقة زراعية استراتيجية متاخمة للاردن من الجنوب وهضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل من الغرب. مصدر الخبر : محيط a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=17700&t=الدبابات تتوغل في مدن سوريا الرئيسية ومخاوف من "كارثة إنسانية" ببانياس&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"