بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    صفاقس تُكرّم إبنها الاعلامي المُتميّز إلياس الجراية    سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ    مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تختتم مسابقات صنفي الاصاغر والصغريات بحصيلة 15 ميدالية منها 3 ذهبيات    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في الذكرى الثامنة عشر لحادث طائرة البوينج (727)
نشر في الحوار نت يوم 14 - 05 - 2011

نص ندوة حادث الطائرة الليبية - 1103 - تاريخ - 1992 ميلادي
في الذكرى الثامنة عشر لحادث طائرة البوينج (727)
الرحلة (1103) التابعة لشركة الخطوط الجوية العربية الليبية
طيار – صلاح عبد العزيز
قمت بتقديم نص هذه الندوة الصوتية .. بالتعاون مع مدير صفحة ( ليبيا المستقبل ) الأستاذ حسن الأمين ..و ذلك في نهاية شهر ديسمبر من العام الماضي ..لم أتعرض لأسماء الأبطال الذين ساهموا بشهاداتهم ..لكن وبعد إنتفاضة الشعب الليبي المباركة منتصف شهر فبراير من هذا العام – 2011 ميلادي...أستطيع أن اذكر أسماء هم .. أولائك الأبطال الذين أثبتوا لنا .. ..أن أرواحهم و دماءهم ترخص في سبيل الصدع بكلمة الحق.. و أن كتمان الشهادة ليست من شيم الأحرار..
الطيار –إبراهيم الحاراثي – هو قائد طائرة – توين أوتر – الذي يعتبر الشاهد الوحيد في الجو ساعة الكارثة.
الطيار – أحمد جاد الله الزوي – قام بالواجب الوطني و الديني ..و سلمني شهادة الطيار إبراهيم الحاراثي شخصياً.
المهندس – فوزي بالتمر - قام بتزويدي بأهم و أخطر معلومات تخص الطائرة من الناحية الفنية..و أسرار نقل الطائرة ليلاً في مطار طرابلس إلى مستودع الصيانة !! بطريقة مريبة تثير الكثير من الشكوك.
ساهم بعض الحضور من الشرفاء الليبيين في هذه الندوة ..ساهموا بتزويدي بمعلومات و أسماء تخص ضباطاً أشرفوا على التسفير العسكري في مطار بنغازي..كذلك ببعض خفايا التغيرات في الركاب في آخر لحظة قبيل إقلاع الطائرة.
وزير الداخلية – إبراهيم بكار – الذي تعرض لحادث سير مفتعل ..نتيجة إصراره على كشف حقيقة هذا الحادث المُريب .

بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر أخي العزيز الأستاذ – حسن الأمين..على جهوده الوطنية المضنية التي يضطلع بها.. وأُحَّيِّ كل الإخوة الحضور الذين استجابوا لنداء وطن خذله العاقون من أبنائه.. و هم كُثر .. و لبى البارون أمثالكم .. فقد عز الناصر و الصديق في هذا الزمان .. و كل شيء أصبح للبيع سلعة ..حتى أنت يا وطن.. تعلو أسهمك و تهبط في سوق النخاسة.. و لكني ..أقول في لقائنا الميمون هذا بإذن الله تعالى.. لمن رضي أن يشتري أو يبيع باسم الوطن.. الوطن هو خطنا الأحمر بعد الله و رسوله.. فكيف نتجاوز حرماته إذاً .. و سلامة الوطن هي من أهم خطوطه الحمراء.. أما سياسة الوطن ..فإنها يجب أن تكون خاضعة لسلامته.. و لقد علمونا في علم الطيران عبارة ( السلامة أولا ) ( safety first ) .. سلامة الوطن على جميع أصعدته مقدمة في العالم المتحضر على سياسة الوطن.. و مهيمنة عليها .. أما في وطني .. فالعكس صحيح ..
هذا.. و لقد نزلت عند طلب الأخ - حسن الأمين - لي بالمشاركة في إحياء هذه الذكرى الأليمة.. موقناً أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.. و لقد رأيت من إحسان العمل أن ألبي هذه الدعوة المباركة بإذن الله..مباركة ..لأنها تُعظم حُرُمات الله ( حرمة دم المسلم و الإنسان بعامة )
و موضوعنا في هذه الندوة الهامة .. يخص سلامة الوطن .. و أرواح المواطنين و المسافرين ..
و قبل أن ألج إلى صلب الموضوع.. أحب أن أنوه إلى نقطة غاية في الأهمية.. إذا تكلم أحدنا في قضية تخص الشأن الليبي و المواطن الليبي.. سارعت أبواق الإعلام الحكومية الرسمية بمهاجمته و اتهامه بتسييس القضية .. إذا كتب أحدنا في قضايا حقوق الإنسان الليبي .. قالوا هذه سياسة و هذا تسييس للملف .. إذا انتقد أحدنا تردي مستوى التعليم ..جاءته السهام عن اليمن و عن الشمال .. إذا نوقشت ملفات الفساد .. قالوا ..هذه سياسة
إنه سلاح إعلامي من أسلحة الدمار الشامل المعنوية ..هدفه تكميم الأفواه و تجفيف الأقلام .. و هو حرب نفسية خسيسة أدعو الإعلام الحكومي أن يترفع عنها.
و على العكس تماماً .. أقدم بين يديكم برهانين يؤكدان على أن النظام قد جعل سياسة الوطن تهيمن على سلامته .. و نحن هنا بصدد الحديث عن السلامة الجوية كجزء من منظومة السلامة الكلية لوطننا.
البرهان الأول – حادث سقوط طائرة الخطوط الجوية العربية الليبية – رحلة رقم – 114 – من بنغازي إلى القاهرة – بتاريخ 21 -02- 1973 -و على متنها – 113 ً مائة و ثلاثةُ عشر راكباً.. و التي سقطت في صحراء سيناء بسبب اعتراض طائرات السلاح الجوي الصهيوني للطائرة الليبية المدنية.. ثم إسقاطها بإطلاق النار الصواريخ تجاهها ..
فلقد تجمهر أهالي مدينة بنغازي عندما شاع الخبر بساحة نادي الهلال.. و كنت ضمن الحاضرين ..ألمح العقيد القذافي من تريبونة نادي الهلال ..و هو ينزل من سيارة الجيب العسكرية ..و بعد أن ترَّجل ..وقف متسمراً يرقُبُ غليان الجمهور الغاضب من بعيد .. انتظرنا حتى يقوم بمخاطبة الجمهور ..لكنه آثر الصمت ..ثم أقحم السيد – عبد الوهاب الزنتاني – عميد بلدية بنغازي آنذاك في خطبة (متفق عليها ) أثنى فيها على دور الفلاح المصري في برامج التنمية الوطنية .. و إذا به أراد أن يكحلها..لكنه ..أعماها ..فخرج الجمهور الذي جاء ليعرف حقيقة ما جرى.. و كيف يأخذ ثأره من العدو الصهيوني المعتدي ..خرج مهرولاً ليرجم كل فلاح مصري يعترضه في طريقه و ليبطش به.. صاباً جام غضبه على كل عامل مصري في الطرقات.
هذا الموقف من النظام – هو تسييس لملف يخص السلامة الجوية و أرواح مواطنين أبرياء .. وظفه للأسف لينتقم من النظام المصري بسبب العداوة بينه و بين السادات حاكم مصر آنذاك.

البرهان الثاني - وهو عنوان ندوتنا الليلة.. بعد أن سقطت طائرة الخطوط الجوية العربية الليبية – رحلة رقم – 1103 – والمتجهة من بنغازي إلى طرابلس بتاريخ الثلاثاء 22-12-1992 – بالقرب من مطار طرابلس.. خرج علينا العقيد القذافي..بعد أسبوع واحد من وقوعها بكلمات أكثر غموضاَ في حديث عرضي أثناء تجوله بمدينة (سبها) و لقائه طلبة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية يوم 31\12\ 1992م.

(سقطت طائرات كثيرة، وبالأمس سقطت طائرة ليبية، والتحقيق جاري، وهذه الطائرة لا تخرج عن هذه العملية...

1. إذا كان هناك خلل في التوجيه وفي البرج ونقص في المعدات بعدم القدرة على تقدير المسافة والارتفاعات والسرعة وغيرها... أو خلل في الطائرة... وهذا يرجع لقطع الغيار والتي هم منعوها عن المطارات الليبية، و جريمة هم ارتكبوها وهم يكونوا قد ردوا على – البانام – لوكربي – بهذه الطريقة، وكأنهم أصدروا حكماَ وخلاص، القضية انتهت بهذا الحادث... إنهم أصدروا حكماَ بأن ليبيا مدانة وأنهم أسقطوا لها طائرة مقابل الطائرة التي اتهموا بها ليبيا... يبقوا هكذا...

2. إذا كانت النتيجة عمل تخريبي...هو أيضاَ عمل لا ينجو منه الغرب... لأنه وقع في نفس الميعاد لطائرة – لوكربي – إما أن يكون من المخابرات الغربية مكلفة عملاءها بإحداث هذا الحادث رداَ على – لوكربي ...

3. أو إذا كان انتقاماً من الجيش الجمهوري الأيرلندي الذي تخلت عنه ليبيا و أعطت عنه معلومات للدول الغربية ولبريطانيا بالذات... يمكن أن يكون هو قام بهذا... هذا أيضاَ هم يتحملوا مسؤوليته... هذه الأسباب الثلاثة لحادث الطائرة أمتاع سيدي السايح... لا يخرج عن هذه الأسباب الثلاثة... والأسباب الثلاثة هذه تحمل الغرب المسؤولية كاملة على هذه الجريمة البشعة...

إذا كانت نتيجة قطع الغيار... هم الذين ارتكبوا هذه الجريمة، لأنهم هم الذين منعوا قطع الغيار من الطائرات المدنية وسبق تنبيههم أن الطيران الليبي معرض لكارثة إذا أستمر الحظر)... انتهى كلام القذافي.
أنظروا معي .. يا رعاكم الله .. ما دخل السياسة في حادث طائرة مدنية .. من الذي سيس ملفاً يخص السلامة الجوية .. وأرادها أن تكون بكل وضوح ( تسوية سياسية ) و أقوى دليل هو قوله (إنهم أصدروا حكماَ بأن ليبيا مدانة.. وأنهم أسقطوا لها طائرة.. مقابل الطائرة التي اتهموا بها ليبيا... يبقوا هكذا... ).
هذا الاختزال المخل للمتعارف عليه دولياً عند وقوع كوارث جوية.. و اتهام الغرب بعد أسبوع واحد من الحادث دونما أدلة فنية و علمية .. جعل الطيارين الليبيين في حيرة من أمرهم .. لأننا اعتبرنا هذا التصريح السياسي وأداً للقضية في مهدها.. و طياً لملف يخص أرواح أبرياء أسلموا أنفسهم لشركة وطنية ناقلة.. أتسمت سيرتها بالنزاهة و السلامة و الحرص على أمان مسافريها.
أعود فأقول .. إن مُهَجَ أرواحنا و دمائنا و أموالنا و أوقاتنا.. كل هذا يهون في سبيل سلامتك يا وطني .. فوطن بلا سلامة .. طائرة بلا أجنحة.. و سفينة دونما قبطان .. و سيارة لا كوابح فيها.
إذاً.. و قبل أن نحكم على مستوى الملاحة الجوية في ليبيا من حيث الأمان والسلامة.. أقول.. لقد أصيبت السلامة الملاحية الجوية في سماء ليبيا و مطاراتها .. حينما خضعت لسياسة الدولة و توجهاتها.
خذوا هذه الشهادة التي وصلتني من مهندس في مصلحة الطيران المدني –
منذ ثلاث سنوات كانت هناك شركة تود تركيب (ILS) أي جهاز هبوط آلي للمدرج الشرقي الذي وقعت فيه كارثة الأفريقية ..ولكن المسئول عن العقد ولكي يكون مرضياً عنه من جهات عليا....، قام بتحويل المشروع إلى مطار الأبرق حتى يضمن سلامة الأسرة الحاكمة عند زيارة الأنساب هناك.
شهادة أخرى - أما قسم الاتصالات فهو أكبر الكوارث فهناك كان مجموعة هوائيات للطيران المدني وهي مهمة جدا كانت في مساحة 100 هكتار في منطقة الحازمية وبجوار مزرعة علي الكيلاني وفي يوم من الأيام دخلت أبل الكيلاني للمنطقة الخاصة بالهوائيات وقامت بإتلاف الهوائيات فقال علي الكيلاني " توه بعد خشت الأبل والله ماهي طالعة" وأخد مساحة 50هكتار والمهندس المشرف قام بإعداد تقرير وعندما عرض علي الإدارة كنت موجود في الإجتماع فقال المدير " أنت مالك وماله فلوسهم وأرضهم وهم حرين فيها" والله لم يحرك أحد ساكنا...
شهادة ثالثة – أما الرادار فللعلم أن ليبيا تملك رادار واحد فوق فندق بن فرناس والرادار منذ سنة1978 وتم تركيبه من قبل شركة تومسون الفرنسية وهو موديل 1963 وفي يوم من الأيام كنت جالسا في مكتب مدير إدارة الرادار فجاء مراقب جوي وقال لا توجد إشارة فذهب المدير وقال لي سايرني فذهبنا للفندق ووالله لا يوجد من يقول لك أين ذاهب او شن تبي ، عموما كشفنا عن الرادار فوجد أن المحول قد توقف فقلت له عندكم قطع غيار ، فقال لي " هذا موديل 1963 معاش يصنعوا فيه" فصعقت.
هذه ثلاث شهادات و غيرها كثير.. لا يسع الوقت لسردها .. لكني أختصر التوصيف ..هناك في مصطلح الفقه ..عبارة – العورة المخففة و العورة المغلظة .. و سلامة الطرقات و شبكات الكهرباء و المياه و البنى التحتية الأخرى إن تدنت مستوياتها ..فإن عوراتها المخففة ستظهر للعيان ..أما سلامة الملاحة الجوية و المهابط.. فإن أي خرق لها..إنما هو كشف للعورة المغلظة.
مطاراتنا كلها داخل الوطن بحاجة إلى مراجعات فنية للرفع من مستوى الأداء و تحقيق سلامة عالية تضمن نجاة أرواح المسافرين أي عملية ( updating ) مطاراتنا هي خارج نطاق الزمن ( out of date ).
كتب لي أحد الذين يهتمون بشئون السلامة العامة في ليبيا وهو الأستاذ الكاتب } فرج الترهوني {:(من المفترض أن تغرق لنا سفينة وتتحطم لنا طيارة في كل يوم ) ثم بعد أن تأوه قال : ( إن الأمور تجري في بلدي بأكثر الطرق غرائبية! ودائما ما كنت أقول إن العناية الإلهية تشملنا برعاية استثنائية ) .


نأتي الآن أيها الكرام.. و باختصار إلى مناسبة هذه الندوة.. لقد نفذت الأمم المتحدة قرارها الجائر ( الحصار الاقتصادي ) بعدما اتهمت النظام الليبي عام 1990 - بأنه يقف وراء تنفيذ عملية تفجير طائرة البنام – 103 – سنة – 1988 - .
المعروف لدى الجميع .. أن تنفيذ قرار الحصار.. بدأ يوم – 15 – أبريل – سنة – 1992. تغيرت بعدها أرقام الرحلات ..فمثلاً : الليبية – 403 – أصبحت – الليبية – 1103 .
يوم الثلاثاء - 22 – ديسمبر - 1992 – كان من المفترض أن يكون قائد الرحلة الليبية – 1103 الصباحية الداخلية من مطار طرابلس إلى بنغازي هو الطيار - حمد بوخشيم – قبل الرحلة بيوم ..طلب (بوخشيم ) من الكابتن ( على الفقيه ) أن يقوم بالرحلة مكانه .. لأن الفقيه كان يطير على طراز الإيرباص .. و اشتاق للعودة للطيران على طراز البوينج 727 – وافق الفقيه و طلب من العمليات تغيير اللازم.
غادرت الطائرة صباحاً من طرابلس إلى بنغازي - رحلة رقم – 1102 - .. و وصلت بسلام عند الساعة التاسعة و الربع صباحاً و بعد التجهيزات اللازمة وفي تمام الساعة 10:10 صباحا، تحركت الطائرة من جديد متجهة إلى مطار طرابلس الدولي وعلى متنها(157) راكباً بما في ذلك أفراد طاقم الطائرة رحلة رقم(LN –1103)، من مطار بنينة بنغازي.كان على الطيار ( محمد الإسكندراني ) التوجه على متن هذه الرحلة – إلى طرابلس كأحد الركاب ..و ذلك للقيام بمهام التدريب على نظام ( الطيران التشبيهي ) بمركز ( ابن فرناس ) بالقرب من مطار طرابلس ..لكنه طلب من زميله الطيار ( نوري المزوغي ) القيام بهذه المهمة مكانه... و كان في معيته لنفس المهمة التدريبية المهندس الجوي ( عبد السلام محمد الربيعي ).
كان على الطيار ( عمر القطيط ) أن يقوم برحلة تبدأ من مطار طرابلس على طراز طائرة الفوكر - 28 - ..لكن مرضت والدته تلك الليلة و اضطر لحملها للمستشفى.. ولم يرجع للبيت حتى بزوغ فجر ذلك اليوم..فاتصل بالعمليات معتذراً عن السفر.. و سافر مساعده الطيار ( طه الغناي ) دونما قائد طائرته القطيط.
ثلاثة من الطيارين كتب الله لهم البقاء و طول العمر .. حمد بوخشيم و محمد الإسكندراني و عمر القطيط ..و اثنان حانت ساعة أجلهم ..علي الفقيه و نوري المزوغي ..أطال الله في أعمار الناجين في طاعته.. و رحم المولى من كان على متن الطائرة.
ظل الكابتن (محمد الإسكندراني ) سنة كاملة بعد الكارثة .. لا يجرؤ على الطيران.. و ذلك للصدمة التي انتابت الجميع. دخل الكابتن القطيط على إثرها المستشفى لإصابته بالصفراء من شدة الصدمة. فسبحان من يحي و يميت.
بعد الإقلاع بسلام .. حلقت الطائرة على ارتفاع وقدره (28000) قدم، استغرق الطيران المستوي حوالي 50 دقيقة، وعلى مشارف مدينة مصراتة طلب قائد الطائرة – علي الفقيه – الإذن بالهبوط كالعادة، .. كان في معيته مساعد طيار محمود عيسى - مساعد طيار متدرب عبد الجليل الزروق - مهندس جويِّ سالم محمد أبو ستة - ... أخذت الطائرة معدلا متوسطا يُقدَر بنحو ( 3000 قدم ) في الدقيقة الواحدة، وحسب توجيهات منطقة التحكم بمطار طرابلس كان الإذن بالهبوط إلى مستوى 4000 قدم، وعند وصول الطائرة إلى هذا المستوى طلبت منطقة التحكم من قائد الطائرة أن ينتقل بدوره إلى تحكم برج المراقبة التابع لمطار طرابلس.

كانت الطائرة هي الأولى في سماء المطار والرؤية واضحة والجو صحواً، وهذا يعني إعطاء الإذن لها بأولوية الهبوط على أرض المطار، ولكن على العكس من ذلك طلب برج المطار من الطائرة التحليق على ارتفاع (4000 قدم) ريثما تقوم طائرة عسكرية من طراز ميج (23UB) بالإقلاع من مطار طرابلس إلى (مطار معيتيقة) والواقع شمال شرق مطار طرابلس على بعد حوالي 30 ميلا، ومن العادة أن تستخدم الطائرات الحربية موجة تحكم لا سلكي خاصة بها مع برج المراقبة تختلف عن الموجة المعتادة لبرج المطار المدني، وذلك لأسباب عسكرية أمنية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.