الصباح بمناسبة اليوم العالمي لمرض السّكري نظّم المعهد الوطني للتغذية والتقنية الغذائية أمس لقاء صحفيا كشف خلاله خبراء المعهد أنهم لاحظوا خلال السنوات الأخيرة انتشار مرض السكري في صفوف الأطفال.. وفي هذا الصدد قالت الأستاذة شيراز بوزيد المساعد الإستشفائي في الطب في اختصاص مرض الغدد والسكري: "إن كان مرض السكري نوعا واحدا، أي الذي يعالج بحقن الأنسولين، هو النوع المعروف عند الأطفال.. فقد لاحظنا خلال السنوات الأخيرة ارتفاعا في عدد المصابين من الأطفال بمرض السكري من النوع 2 ويعود ذلك لانتشار ظاهرة السمنة وقلة النشاط البدني".. ويصيب مرض السكري من النوع 2 في العادة الكهول وكبار السن جراء السمنة وقلة النشاط البدني.. ولكنه - وحسب ما أكده خبراء معهد التغذية - بدأ ينتشر بوضوح لدى الأطفال جراء إتباعهم أنظمة غذائية غير صحية تقوم على الأكلات الخفيفة والمشروبات الغازية وكثرة الحلويات. وبين الخبراء أن الإشهار ساهم في تغيير العادات الغذائية لدى الأطفال.. وفي هذا الإطار عبّرت السيدة بوزيد عن استيائها الكبير من كثرة المعلقات الاشهارية للأغذية التي تساهم في انتشار مرض السمنة والسكري لدى الأطفال.. وقالت إن هذه المعلقات غزت جدران المدارس.. وذكرت أن مرض السكري ينتشر في المدن أكثر من الأرياف.. ويأتي إقليمتونس الكبرى في الصدارة وتليه بقية المدن الساحلية. وقال السيد ساسي عون اللي مدير عام معهد التغذية إنه سيتم التركيز خلال الفترة القادمة على نشر ثقافة غذائية صحية في الأوساط المدرسية وخاصة في مطاعم المؤسسات التربوية. وذكر أن نسبة المصابين بمرض السكري في تونس تعد مرتفعة فهي تتجاوز 6 بالمائة. كشف طوعي بمناسبة اليوم العالمي لمرض السكري الموافق ليوم السبت 14 نوفمبر سيفتح معهد التغذية أبوابه للعموم للقيام بالكشف الطوعي لمرض السكري.. وقالت الدكتورة آمال بن سعيد "سيتم في نفس اليوم إلقاء محاضرة حول جدوى إتباع القواعد التي تحمي الإنسان من هذا المرض أو تجعله يتعايش معه في صورة إصابته به". كما سيتم وضع خطين هاتفيين (71577533 و71577536) يمكن للمواطنين من خلالهما استفسار خبراء التغذية عن المرض إضافة إلى توزيع دليل صحي حول التعايش السليم مع مرض السكري ودليل آخر حول التثقيف الصحي والسمنة. وستقام يوم 17 نوفمبر تظاهرة بمدينة باجة بمناسبة السوق الأسبوعية لتقصي مرض السكري للعموم. قال السيد الصادق القايجي الأستاذ بكلية الطب ورئيس قسم بمعهد التغذية إن تفادي مضاعفات المرض يقتضي التركيز على التثقيف الغذائي والدعوة إلى الحركية والنشاط وإتباع تغذية سليمة ومتوازنة ومتكاملة.. وبين السيد رضا مكني الأستاذ المساعد في التعليم العالي اختصاص تغذية بشرية أنه من الضروري التركيز على سبل الوقاية من المرض.. وذكر السيد لطفي بن عبد القادر المختص في التغذية أن مريض السكري الذي يكتشف مرضه في الوقت المناسب يتكلف 11 مرة أقل من الذي يكتشف المرض بعد تعكر حالته الصحية. وعن التداوي بالأعشاب لدى مرضى السكري قالت الدكتورة سميرة بلوزة شبشوب رئيسة قسم استشفائي بالمعهد وأستاذة بكلية الطب إنه لا توجد دراسات تثبت منافع الأعشاب ولذلك لا يشجع المختصون في التغذية على استعمالها لمضاعفاتها السيئة على الكبد. وقال السيد الطاهر الغربي المختص في التغذية إن تثقيف مريض السكري هو عمل يقوم به المعهد يوميا. سعيدة بوهلال