زلزال بقوة 5.4 درجات يضرب ولاية كوتاهيا غربي تركيا    صحيفة عبرية: نتنياهو في حالة هستيريا قبل لقاء ترامب    بطولة العالم لبارا ألعاب القوى: وليد كتيلة يتاهل الى نهائي سباق 400 متر لفئة تي 34    موسم الزراعات الكبرى: توفير ضعف الكميات من البذور الممتازة    منوبة: يوم للتلقيح المجاني للكلاب والقطط ضد داء الكلب بدوار هيشر وبلوغ اكثر من 3300 عملية تلقيح منذ بداية سبتمبر الحالي    بنزرت: ضخ وإعادة توجيه اكثر من 70 طنا من الخضر والغلال وما يزيد عن 3 اطنان من السمك في الاسواق    قابس: تقديرات بزيادة تفوق 10 بالمائة في صابة الرّمان..    مستقبل قابس: انهاء العلاقة مع المدرب طارق الجراية بالتراضي    عاجل: النجم الساحلي يخسر خدمات أحد أبرز ركائزه...من هو؟    عاجل/ حادث مرور مروع..وهذه حصيلة الضحايا..    معرض "تدرجات وألوان" من 11 إلى 31 أكتوبر 2025 بفضاء "عين" بالكرم    قرقنة: اعادة الروح لبرج الحصار التاريخي    قبل ما تبدا خدمتك.. هذا الدعاء يجيبلك التوفيق والرزق    يا توانسة حذاري: العادات الصباحية هذه تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب المبكرة    من نابل: مواطنون يتصدون ل3 منحرفين حاولوا سلب طفل تحت التهديد    شنيا يصير لكبدك عند شرب 3 أكواب من القهوة يوميا؟    مسرحية "المهاجران" لحافظ خليفة ضمن مسابقة الأيام المسرحية العربية بالجزائر    بن عروس: برمجة نحو 17 الف هكتار زراعات كبرى للموسم الفلاحي 2026-2025    كأس العرب: تحديد مواعيد مباريات المنتخب الوطني    غزة.. عشرات الشهداء بالقطاع وحماس لم تستلم أي مقترحات لصفقة    ساركوزي: لن أعترف بذنوب لم أرتكبها وسأقاتل حتى النهاية!    عاجل: اصابة نجم ريال مدريد ...من؟    اليوم العالمي للقلب: شنو تاكل باش قلبك ينجو؟    فاروق بوعسكر: لدينا مطالب سحب وكالة جديدة سيقع الإعلان عنها في وقتها    صفاقس: وقفة مساندة للشعب الفلسطيني تنديدا باستمرار العدوان على غزة واستهداف أسطول الصمود    تونس تقيم علاقات دلبوماسية مع جمهورية ترينيداد وتوباغو    فيتنام تغلق مطارات وتُجلي الآلاف مع اقتراب إعصار بوالوي القوي    تونس وترينيداد وتوباغو توقعان إعلانًا مشتركًا لإقامة علاقات دبلوماسية    ما هي كلفة طباعة الورقة النقدية من فئة 50 دينارًا في تونس؟    منوبة: تركيز نقطة بيع للحوم الحمراء المستوردة بالسوق البلدي    النفطي يلتقي غوتيريش ويؤكد تمسك تونس بتعددية الأطراف وبالدور المحوري لمنظمة الأمم المتحدة    ولاية تونس تتحرك: 248 عقار مهدّد بالسقوط تحت الرقابة    اليوم العالمي لمكافحة داء الكلب: التلقيح ينقذ حياتك وحياة حيوانك    - رابطة الأبطال الإفريقية.. فريق الجيش الملكي يعبر للدور التمهيدي الثاني بتغلبه على نادي ريال بانجول الغامبي (2-1)    ما تفوّتش.. برنامج مباريات اليوم مع النقل التلفزي    طقس متقلب.. شوية مطر وشمس في أغلب الجهات    5 سنين حبس وغرامة ب50 مليون لتاجر غلال...شنيا الحكاية؟    انطلاق فعاليات سباق "الترا ميراج الجريد" في نسخته التاسعة بمشاركة 500 عداء من 29 جنسية    زغوان:احتفال جهوي باليوم العالمي للسياحة تحت شعار "السياحة والتحول المستدام"    مصر.. تحالف خليجي يقترب من الاستحواذ على معلم بارز بالقاهرة في "صفقة كبرى"    سيارته تضررت بالكامل.. نجاة أحمد السقا من حادث سير بأعجوبة    مهرجان «دريم سيتي» في دورته العاشرة ... فلسطين مركز الثقل ورفض للإبادة الجماعية في غزة    حجز أكثر من 25 طنّا من المواد الغذائية الفاسدة    نابل...موسم سياحي إيجابي ومسالك جديدة نحو السياحة المستدامة    تنشط في تهريب المخدّرات: الإطاحة بشبكة إجراميّة دُوليّة    أستاذ علم الاجتماع علي الذوادي ل«الشّروق»: هكذا انتقلنا من إرهاب الجبال إلى «إرهاب الموانئ»    إيقاف أمّ وابنتها متورطتين في ترويج ''الإكستازي'' في قفصة    تونسي يبرّز في نجوم العلوم: محمد كاهنة من أحسن 7 مخترعين في العالم العربي    مؤتمر علمي للأطباء يركز على ترشيد استهلاك المضادات الحيوية والصحة النفسية    الكاف: قافلة صحية في أمراض القلب والشرايين والأوعية الدموية لفائدة متساكني معتمدية نبر    تنشط بين هاتين الولايتين: تفكيك شبكة لترويج المخدرات..وهذه التفاصيل..#خبر_عاجل    تقلبات جوية اليوم..وأمطار غزيرة بهذه المناطق..#خبر_عاجل    سليانة انطلاق نشاط نادي الفكر والثقافة بسيدي حمادة    شذرات في ذكرى إرتقاء سماحة السيد: علاجُ فقدِك أعمارنا    عاجل : وفاة فنانة مشهورة بعد سقوطها من من شرفة شقتها    هل أغلق الإسلام باب الاجتهاد؟    خطبة الجمعة...الظلم ظلمات    تيك توك يكشف سر قاعدة الأصدقاء السبعة: كيف تبني صداقات متوازنة؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد عودة حركة النهضة هل يمكن الحديث عن اسلام سياسي في تونس؟
نشر في الحوار نت يوم 12 - 06 - 2011

تعيش الساحة السياسية في الآونة الاخيرة جدلا خفيا حول جملة من المسائل سيما تلك المتعلقة بمحاولات "أسلمة" المجتمع من خلال دعوات "التدين" وغيرها من الفتاوى ذات الطابع الاسلامي التي لم تكن مطروحة.


وبعيدا عن التوليفات السياسية للمسالة فقد برزت في الآونة الاخيرة حملات دعائية قادها أيمة وخطباء وشيوخ مساجد على صفحات الفايس بوك وهو ما ولد سؤالا تعلق بمحاولات اعادة ما يعرف اصطلاحا "بالاسلام السياسي" إلى فضاءات كانت دائما خارج الحسابات الدعائية لهذا الطرف او ذاك.
واذ لا يمكن تاكيد سلامة هذا التمشي فان اطرافا سياسية اخرى عملت على ضرورة حياد المساجد عن العمل السياسي وعدم اقحام بيوت الله في هذه الامور.
فماهو مفهوم الاسلام السياسي؟ وهل عاد الاسلام السياسي للبروز مع عودة التيارات السياسية ذات التوجه الاسلامي للعمل العلني؟
الاسلام السياسي ومفاهيم أخرى
حول مفهوم "الاسلام السياسي" ذكر الامين العام لحزب الاصلاح والتنمية محمد القوماني "أن الاسلام السياسي واحد من مصطلحات عديدة اطلقت على ظاهرة عاشتها البلاد الاسلامية العربية خلال العقود الاخيرة كالاصولية الاسلامية والحركات الشمولية وكلها مصطلحات تحيل على ظاهرة معينة تعمقت منذ تأسيس الاخوان المسلمين بمصر حين ساد الاعتقاد بان الاسلام نظام حياة وليس بمسالة شخصية وقد تطورت هذه الرؤية مع المطالبة بحكومة ودولة اسلامية."
واعتبر القوماني أن مصطلح "الاسلام السياسي" لم يعد جامعا واصبح جبة لا تسع متناقضاتها موضحا" أن الاسلام السياسي اصبح يتحرك كما يختصره البعض من طالبان إلى اردوغان رغم شساعة المسافة بينهما التي كانت تشترك في بعض الاصول في البدايات لكنها تختلف في الرؤية العقائدية وفي الرؤية السياسية."
الدولة المدنية
وعن امكانيات الحديث عن مفهوم الاسلام السياسي في تونس قال القوماني "نستطيع الحديث عن هذا المفهوم في تونس خاصة وان حركة النهضة تعتبر نفسها حركة سياسية ذات مرجعية اسلامية وان مصطلح الاسلام السياسي يشملها لان الحركة نفسها تنطلق من أن الاسلام نظام للحياة ولا تعتقد أن هذا النظام لا يتنافى مع الدولة المدنية الديمقراطية."
وخلص القوماني إلى أن النهضة معنية بتوضيح كثير من المسائل حتى تقدر أن تلائم بين مرجعيتها الاسلامية وحرصها على أن تصنف كحركة سياسية مدنية" مصنفا بعض الحركات الاخرى سيما تلك التي لم تتحصل على تأشيرتها القانونية على غرار حزب التحرير وغيره .
تصور مسيحي
ومن جهته نزل المفكر والباحث حبيب بوعجيلة المسالة ضمن سياق الفكر الاوروبي الذي ينطلق من المنظور والتصور المسيحي.
وبين بوعجيلة انه من الواجب ان نتحدث عن حركات سياسية تنطلق من مرجعيات اسلامية وان الاختلاف بينها هو في كيفية استقاء هذه المرجعية ويمكن أن نجد حركات اخرى تقيم فهما معينا للاسلام وكل خروج عنه هو كفر وظلالة وهذه الحركات يمكن اقحامها في الحركات الدينية غير السياسية والمدنية وهي التي يجب مطالبتها بتوضيح العلاقة بين الديني والسياسي.
وعن تقييمه لمصطلح الاسلام السياسي في تونس ضرب بوعجيلة مثل حركة النهضة وقال في هذا الاطار" أن حركة النهضة مثلا تؤكد أنها حزب مدني وسياسي رغم مرجعيتها الاسلامية التي لم تمنعها من تبني القيم الديمقراطية والحداثة والمواطنة."
واعتبر المفكر والاكاديمي المختص في تاريخ الافكار والثقافات سامي براهم بان مصطلح الاسلام السياسي يوحي بمحاولات البعض بعزل الاسلام عن الشان العام .
اضفاء القداسة
واضاف براهم أن الحديث عن الاسلام السياسي باعتباره تحريف للاسلام وتوظيف للدين انما هو كلام غير موضوعي وغير علمي ويعكس رغبة البعض في مصادرة حق الذين ينتمون إلى المرجعية الاسلامية من الاداء في الشان العام لصالح اداء اخر لا يقل قداسة .
وطالب الباحث سامي براهم بعدم اضفاء القداسة على الاداء في الشان العام مهما كانت المرجعية وقال أن المطلوب تحرير الشان العام من كل القداسات مهما اختلفت.
توظيف الدين
ومن جهته بين المنسق العام للحركة الشعبية من اجل ديمقراطية مباشرة محمد فاتح الكافي انه لا يجب اعتماد الاسلام في الشان السياسي لان السياسة عنصر من عناصر النضال التي لا تحتمل توظيف الدين في السياسي وان الخلط بين المقدس والوضعي من شانه أن يدخل تشويشا على الدين ويرفع عنه الحصانة.
مجموعة الاتقياء
واعتبر الأمين العام للمؤسسة العربية للديمقراطية محسن مرزوق انه يفضل اعتماد مفهوم الأحزاب التي توظف الدين سياسيا عوضا عن مفهوم الاسلام السياسي .
واوضح مرزوق أن هناك اطرافا ومجموعات سياسية تعتمد الدين لاغراض وتنصب نفسها مجموعة من الاتقياء ويسودها الاعتقاد بانها ستكون مفيدة للشعب اكثر من البقية .
واعتبر مرزوق أن اعتماد هذا المبدا يقوم على محاولة الحصول على الاسبقية السياسية على حساب خصومهم وهنا لا بد من التاكيد على أن السياسة والدين مجالات عمل مختلفة خاصة وان احزاب المرجعية الدينية تعتمد في كثير من الاحيان مبدا التاثيم من اجل مكاسب سياسية .
وخلص مرزوق إلى القول بان استعمال المقدس داخل الحياة السياسية التي تقوم على الغش في كثير من الاحيان من شانها أن تدخل حالة من الانفصام لدى هؤلاء.
ترشيد الحياة السياسية
ومن جانبه صنف رئيس الهيئة التاسيسية لحزب العمل الوطني الديمقراطي عبد الرزاق الهمامي أن الاسلام السياسي تشكيلة سياسية وتعبيرة عن مكونة اجتماعية تعتبر أن مرجعيتها في العمل السياسي هو الدين.
واعتبر الهمامي أن حركة النهضة صيغة من صيغ الاسلام السياسي في تونس داعيا في هذا الاطار إلى ترشيد الحياة السياسية بانتهاج الطابع المدني للعمل السياسي وذلك من اجل الفصل بين المقدس والمشترك وحتى لا يزايد احد عن الهوية.
رد النهضة
وفي رده على جملة الاسئلة اعتبر عضو الهيئة العليا للجنة المؤتمر لحركة النهضة مراد العبيدي أن النهضة حزب سياسي له مرجعية اسلامية ولا تحتكر العمل السياسي ولا الاسلامي ولا تطرح نفسها كدار افتاء أو متحدث باسم الدين.
واكد العبيدي أن الحركة تتعاطى الفعل السياسي دون أي خلفية من شانها أن تعطل هذا الفعل وذلك بالعودة إلى قواعد العمل المضبوطة التي تلتزم فيها الحركة بالتداول على السلطة والنظام الجمهوري والمساواة ومجلة الاحوال الشخصية.
وخلص العبيدي إلى القول بان الاسلامي يمكن أن يتعاطى السياسة مثله مثل أي شخص اخر شريك في العمل السياسي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.