كلما تحدثنا عن حرية المرأة إلا و أثبتنا أننا ننقص من شأنها و أننا بعيدين كل البعد عن ثقافة المساواة بينها و بين الرجل ... و صار الحديث عن المرأة من قبيل المزايادات السياسية التي يحاول إستغلالها الماكرون من أصحاب السلطة حتى يثبتوا تحضرهم و حسن إختياراتهم ... فجعلوا للمرأة عيدا يحتفلون به مرة كل سنة ... و المرأة تستحق أن نتذكرها كل يوم و نحتفل بها كل حين ... فهي الأم الحنون ...و الأخت الغالية ... و البنت العزيزة ... و الزوجة الوفية ... و خصصوا للنساء وزارة تهتم بشؤونهن ... و صاروا لا يتحدثون إلا عن إنجازاتهم في مجال تحرير المرأة مع عدم إدراكهم للمعنى الحقيقي للحرية ... و نسوا أو تناسوا أن قضية التحرر تشمل كل المجتمع بشقيه ... فلا تحرر للمرأة بدون تحرر الرجل ... و كان عليهم إنشاء وزارة تتولى النظر في شؤون المواطن رجل كان أم إمرأة ... و قد ملت الأذن التونسية كثرة الإستماع لإسطوانة مجلة الأحوال الشخصية و أنها مكسب هام ينم عن حكمة الحاكم و بعد نظره... إن هذه المجلة لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به إذا اشتكى الواقع من غياب الكرامة و العدالة و الحرية بكل معانيها ... إن تحرير المرأة ممارسة يومية و وعي و ثقافة ... و ليست مجرد مرسوما رئاسيا... أو قانونا يملأ رفوف مكتباتنا ... منير عكاشة