كشف تقرير حديث في أمريكا عن استمرار نمو ظاهرة كراهية الإسلام المعروفة بالإسلاموفوبيا في الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال العامين 2009-2010. وتوصل التقرير الذي أعده مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير" ومركز بيركلي للأعراق والجنس التابع لجامعة كاليفورنيا حمل عنوان "الكراهية نفسها، الهدف الجديد" وصدر في 23 يونيو 2011 إلى نتائج مقلقة من نمو ظاهرة الإسلاموفوبيا إذ بلغت نسبة المقابلات التي أجريت في التقرير نسبة 6.4 وفقاً لمقياس اعتمد على الرقم (1) كأفضل وضع للمسلمين و(10) لأسوأ الأوضاع الممكنة للمسلمين. وأبدى كوري سايلور المدير التشريعي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) في مقابلة مع سي إن إن الأمريكية 23 يونيو الحالي قلقه من أن يتجه الخوف من الإسلام ليصبح التيار الرئيسي في أمريكا، غير أنه عاد ليؤكد أن الالتزام بالقيم الأمريكية القائمة على التعدد منعت ذلك مستشهدا باشمئزاز الأمريكيين في أوائل سبتمبر 2010 تجاه مقترح حرق القرآن في ولاية فلوريدا. وتظهر استطلاعات الرأي باستمرار أن عدداً كبيراً من الأمريكان يحملون وجهات نظر مغرضة تجاه المسلمين، وعلى سبيل المثال في أواخر نوفمبر تشرين الثاني 2010 وجد معهد الأبحاث العامة أن 45% من الأمريكيين يرون أن الإسلام على خلاف مع القيم الأمريكية، فيما أظهر استطلاع لمجلة تايم الأمريكية الواسعة الانتشار في آب 2010 أن 28% من الناخبين لا يعتقدون أن المسلمين مؤهلين لأن يكونوا في المحكمة العليا بأمريكا وأن ما يقرب من ثلث البلاد يعتقدون أنه ينبغي منع معتنقي الإسلام من الترشح لمنصب الرئيس. وأشار كوري إلى أن التقرير ركز على تقديم توصيات للمسلمين الأمريكان نظراً للعبء الأساسي الملقى على عاتقهم لدحر المواقف المناهضة للمسلمين. الانفتاح على الآخرين التقرير وجه مجموعة من النصائح والملاحظات للمسلمين الأمريكيين وللمؤسسات الإسلامية العاملة في أمريكا، وتتمحور النقطة الأساسية فيها حول عمل الأشياء الإيجابية وإن كانت صغيرة لكن ينبغي أن تكون ثابتة ومستمرة. وفيما يتعلق بتوصيات الأفراد المسلمين دعا التقرير إلى أن يكون المسلم مثالياً لتمثل التقاليد الإسلامية من الصبر والتعقل وتجنب الرد على من يسعون لتشويه الإسلام بالتي هي أحسن وتمثل التعاليم الدينية وسيرة الرسول "ص" بالأفعال وليس بالأقوال وإيصال الفهم الصحيح لمن لا يفهم الإسلام. "كن جاراً منفتحاً" نصيحة أخرى تدعو لإظهار قيم الإسلام وعدم الشعور بالخجل، حيث أن تمثيل الإسلام على أرض الواقع هي الطريقة المثلى لدحر المخاوف من الإسلام، وقد استنجت منظمة كير مع دراسة لمركز غالوب أن "العلاقات الشخصية للمسلمين سوف تساعد على تليين النظرة السيئة ولكنها ليست كافية للقضاء عليها". ويعتبر "النشاط في الحياة الاجتماعية" ضرورة للوصول إلى الفعالية، ومن المهم في هذا الإطار الاندماج في المجتمع المحيط والمشاركة في الفعاليات المجتمعية كإشراك الأطفال في المدارس العامة والتبرع بالكتب والأشرطة المتعلقة بالإسلام وكتابة مقالات توضح فيها حقيقة الإسلام. التفاعل مع السياسة ويدعو التقرير إلى "النشاط في الحياة السياسية" من خلال حضور اجتماعات مجلس المدينة والتصويت في الانتخابات والمشاركة في الحملات الانتخابية والترشح لبعض المناصب السياسية وتوجيه الشباب نحو العمل السياسي والتفاعل في المواقع الإلكترونية للشرح عن الإسلام. وحث التقرير على عمل تقارير عن الممارسات العنصرية تجاه المسلمين ورصد حالات العنف وإيصالها للمنظمات المعنية إضافة لعمل تقارير فيديو ونشرها على المحطات المتلفزة، مع الاهتمام برصد أي تعليقات أو برامج إعلامية تسعى لتشويه صورة الإسلام وتسجيلها وإرسالها لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير" حتى تستطيع عمل حملات مضادة. ومن بين الوسائل أيضاً استخدام وسائل التواصل المتنوعة والمواقع الاجتماعية في الإنترنت لإيصال مفهوم الإسلام الصحيح ولقياس مدى الزيادة والنقصان في التخوف من الإسلام، والاعتماد على المواهب والإبداع في الطرح ورصد الحالات التي تعمل على زرع العنصرية والتمييز ضد الإسلام وإرسالها لمنظمة "كير". كما يقترح التقرير استخدام الشخصيات العامة البارزة والناشطين السياسيين في تحسين صورة الإسلام ورصد أي حالات انتهاك من قبل الشخصيات العامة والتمييز العنصري. وفيما يتعلق بالتوصيات للمؤسسات والمعاهد الإسلامية في أمريكا دعا التقرير لعمل بدائل إيجابية تبدد من المخاوف حول الإسلام كتنظيم الفعاليات التي تعمل على إلغاء النظرة السيئة عن الإسلام وتشكيل جماعات مجتمعية لتعزيز التفاهم المتبادل بين المجتمعات. ويرى التقرير ضرورة "الاستثمار في تنمية المجتمع" وذلك من خلال تطوير الكليات الإسلامية التي تخرج المسلمين الذين يعتقدون أن القيم الإسلامية تتماشى مع التعددية الدستوري في البلاد وعمل منهجية متكاملة لبرامج تثقيف الأمريكان المهتمين بالإسلام لتعزيز الوفاق في المساجد وعلى أساس وطني. ويحفظ التقرير على عرض أعمال المسلمين المحليين وتشجيعهم في احتفالات عامة تتيح للآخرين معرفة الأعمال الجيدة التي يقوم بها المسلمين، إلى جانب فضح أغراض المروجين لمصطلح الإسلاموفوبيا وأساليب تمويلاتهم. خدمة المجتمع ويقول المدير التنفيذي لمنظمة كير نهاد عوض "أعتقد أننا فعلاً بحاجة لخدمة المجتمع"، وينوه التقرير إلى ضرورة تشجيع العمل التطوعي القائم على أسس إسلامية واستمراره بدل أن يكون في أيام الأزمات وتحفيز العمل نحو التطوع من خلال الخطب والمؤسسات والجمعيات والاستفادة من الموارد المتاحة في المجتمع. وأوصى التقرير بعقد "لقاءات مفتوحة" بالمراكز الإسلامية أو المساجد والهادفة لتعريف الناس بالمسلمين وتعزيز التواصل مع الآخرين والتنوع في الأساليب لجذب واستضافة عدد من المتكلمين. وتقيم "كير" ورش عمل للمسلمين لتعريفهم بالحقوق والواجبات، وهي تقدم عروض لتدريب المهتمين في تحسين أثرهم داخل مجتمعاتهم. وتعتبر منظمة "كير" من أهم المنظمات الإسلامية العاملة في أمريكا ولها دور بارز في إعادة تغيير الصورة الذهنية حول الإسلام بالفهم الوسطي المعتدل إلى جانب قيادتها لحملات توعوية وإعلامية مستمرة لمواجهة التمييز العنصري وما يتعلق بالإسلاموفوبيا وقد تأسست في العام 1994م. ويرأس المنظمة السناتور لاري شو وهو عضو في مجلس الشيوخ عن ولاية نورث كارولينا، ويعتبر نهاد عوض المدير التنفيذي للمنظمة ومن أبرز الوجوه الأمريكية ولديه حضور واسع في الإعلام الأمريكي، ولدى مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير" مكاتب في أكثر من 32 مدينة في 20 ولاية واحدة منها في كندا، ومقرها الرئيسي في واشنطن دي سي العاصمة. ويعمل في المنظمة من المتطوعين أكثر من 60 موظفاً وأكثر من 300 متطوع في اللجان التنفيذية، ولديها أكثر من 200 مستشار لمساعدة المسلمين لحل مشاكلهم بشكل يومي.