استاذ موارد مائية يحذر من زلزال إثيوبيا وتداعياته على ليبيا و السودان    الداخلية: "الإجراء" ضد أحد المحامين جاء بعد معاينة جريمة "هضم جانب موظف عمومي أثناء آدائه لمهامه"    مجلس وزاري مضيق حول مشروع قانون أساسي يتعلق بتنظيم الجمعيات    عاجل: الإذن بالاحتفاظ بالمحامي مهدي زقروبة    المعهد الوطني للاستهلاك: توجه الأسر 5 بالمائة من إنفاقها الشهري إلى أطعمة يقع هدرها    سيدي بوزيد: توقّعات بارتفاع صابة الحبوب بالجهة مقارنة بالموسم الماضي    اصدار بطاقة ايداع في حق سنية الدهماني    موقعا قتلى وجرحى.. "حزب الله" ينشر ملخص عملياته ضد الاحتلال يوم الاثنين    الصحة الفلسطينية: القصف الإسرائيلي على غزة يُخلّف 20 شهيدا    فرنسا.. 23 محاولة لتعطيل مسيرة الشعلة الأولمبية على مدى أربعة أيام    كاس تونس لكرة القدم : برنامج مباريات الدور ثمن النهائي    اتحاد تطاوين - سيف غزال مدربا جديدا    على خلفية حادثة حجب العلم الوطني بالمسبح الاولمبي برادس ... فتح بحث تحقيقي ضد 9 أشخاص    صفاقس: الإذن بفتح بحث تحقيقي في ملابسات وفاة شاب عُثر عليه ميّتا في منزله بطينة (الناطق باسم المحكمة الابتدائية صفاقس 2)    مصدر قضائي: الإذن بإيقاف شخصين من دول إفريقيا جنوب الصحراء من أجل شبهة القتل العمد مع سابقية القصد    مصالح الحرس الديواني تحجز خلال الأربعة أشهر الأولى من سنة 2024 كميات من البضائع المهربة ووسائل النقل قيمتها الجملية 179 مليون دينار    تشكيات من تردي الوضعية البيئية بالبرج الأثري بقليبية ودعوات إلى تدخل السلط لتنظيفه وحمايته من الاعتداءات المتكرّرة    القصرين : عروض الفروسية والرماية بمهرجان الحصان البربري وأيام الإستثمار والتنمية بتالة تستقطب جمهورا غفيرا    وزارة الشؤون الثقافية: الإعداد للدّورة الرّابعة للمجلس الأعلى للتعاون بين الجمهورية التونسية والجمهورية الفرنسية    جراحة التجميل في تونس تستقطب سنويا أكثر من 30 ألف زائر أجنبي    سليانة: تقدم عملية مسح المسالك الفلاحية بنسبة 16 بالمائة    جراحو القلب والشرايين يطلعون على كل التقنيات المبتكرة في مؤتمرهم الدولي بتونس    في معرض الكتاب بالرباط.. احبها بلا ذاكرة تحقق اكبر المبيعات    كرة اليد.. تحديد موعد مباراتي نصف نهائي كأس تونس    وزارة الصحة تنتدب 3000 خطة جديدة خلال السداسي الثاني من 2024    طقس الليلة.. امطار متفرقة ورعدية بعدد من الجهات    ''قطاع التأمين: ''ندعم قانون المسؤولية الطبية.. فلا بد من تأطير قانوني    سعيّد: "أكثر من 2700 شهادة مدلّسة.. ومن دلّسها يتظاهر اليوم بالعفّة"    وزير الفلاحة: مؤشرات إيجابية لتجربة الزراعات الكبرى في الصحراء    سوسة: سائق سيارة تاكسي يعتدي بالفاحشة على قاصر    بنزرت: ضبط ومتابعة الاستعدادات المستوجبة لإنجاح موسم الحصاد    البنك التونسي ينفذ استراتيجيته وينتقل الى السرعة القصوى في المردودية    المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات: الشركة التونسية للبنك تدعم مقاربة الدولة للأمن الغذائي الشامل    معين الشعباني: سنذهب للقاهرة .. كي ندافع عن حظوظنا مثلما يجب    من هو وزير الدفاع الجديد المقرب من فلاديمير بوتين؟    عاجل : الكشف عن وفاق اجرامي يساعد الأجانب دخول البلاد بطرق غير قانونية    الكرم: القبض على افريقي من جنوب الصحراء يدعو إلى اعتناق المسيحية..وهذه التفاصيل..    مغني الراب سنفارا يكشف الستار : ما وراء تراجع الراب التونسي عالميا    نور شيبة يهاجم برنامج عبد الرزاق الشابي: ''برنامج فاشل لن أحضر كضيف''    5 جامعات تونسية تقتحم تصنيفا عالميا    تفاصيل جديدة بخصوص الكشف عن شكبة إجرامية دولية للاتجار بالمخدرات..#خبر_عاجل    مسؤولة بالستاغ : فاتورة الكهرباء مدعمة بنسبة 60 بالمئة    وفاة أول متلقٍ لكلية خنزير بعد شهرين من الجراحة    نائبة بالبرلمان : '' سيقع قريبا الكشف عن الذراع الإعلامي الضالع في ملف التآمر..''    راس الجدير: ضبط 8 أفارقة بصدد التسلل إلى تونس بمساعدة شخص ليبي..    بطولة ايطاليا: تعادل جوفنتوس مع ساليرنيتانا وخسارة روما أمام أتلانتا    المالوف التونسي في قلب باريس    دربي العاصمة 1 جوان : كل ما تريد أن تعريفه عن التذاكر    مصر: انهيار عقار مأهول بالسكان في الإسكندرية وإنقاذ 9 أشخاص    نتنياهو: نناقش "نفي قادة حماس.."    بين الإلغاء والتأجيل ... هذه الأسباب الحقيقة وراء عدم تنظيم «24 ساعة مسرح دون انقطاع»    دراسة تربط الوزن الزائد لدى الأطفال بالهاتف والتلفزيون..كيف؟    مئات الحرائق بغابات كندا.. وإجلاء آلاف السكان    مفتي الجمهورية... «الأضحية هي شعيرة يجب احترامها، لكنّها مرتبطة بشرط الاستطاعة»    أولا وأخيرا: نطق بلسان الحذاء    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاسلاميون في عهد الرئيس بن علي الخلل , الاختلاف , الخلف ج3


الاختلاف
قبل الخوض في مسالة الاختلاف ملاحظة نسوقها في ختام حديثنا عن الخلل وهي ان ما اقدم عليه الاسلامييون من نقد لانفسهم هو تجسيدا لمبدا شرعي في محاسبة النفس حتى تتجلى سريرتهم ناصعة مؤكدة صدق نواياهم واخلاصهم , فالصادق هو الذي ليس له ما يخفيه عن الاخرين من ذوي القربى او البعيدين ; ظاهره كباطنه ; ينصح في الله لا نفاقا ولا تملقا وهذا الفعل لا يتجنبه الا من يخاف ان تنكشف عورتهم افرادا او جماعة حزبا او حركة
فهذا النقد الذي انجزوه او مارسه البعض منهم علنا و الذي يصل الى درجة الحدة والقساوة مع النفس , هل يقدر غيرهم من ممارسته مع احزابهم او مع مؤسساتهم اومع قاداتهم ؟؟ هل يقدرون حتى ان يفكروا فيه مجرد تفكير ؟
ان حرية التفكير وابداء الراي دون خوف الا من الله تعالى هي ميزة الفرد الاسلامي , وهذه الميزة يمارسها الاسلامييون علنا بينما عند الآخرين لا تزال حلما بعيد المنال هذا مما يمتاز به الاسلامييون عن غيرهم من الاحزاب والجماعات
اختلافنا مع انفسنا في الرؤية او المنهج

الاختلاف بدا في هذه الحركة منذ مطلعها حيث اختار بعض افرادها الانسحاب منذ بداية المشوار وخيروا الاستقلالية على الانتماء, او الانتماء الى رؤية فكرية اخرى داخل المنظومة الاسلامية ,وهذا الاختلاف كان من دون اي تصادم او تخاصم
و الاختلاف الذي كان يمكن ان يغير وجهة الحركة برز مع تجميد بعض القيادات لمواقعهم داخل الجماعة احتجاجا على المنهج-المواجهة- لكن هذا الاختلاف لم يحقق اي شي على الساحة الا سلامة اصحابه من شدة المتابعة واعتبارهم اطرافا فيما حصل , في حين كان بامكان هذا الاختلاف الذي سببه المنهج لو وجد شجاعة كافية وتحد صارم لقرارات التنظيم ان يحدث مسارا جديدا داخل الجماعة او يخفف من حدة ما حصل , لكن شيئا من هذا لم يحصل
ثم تتالت الاختلافات من داخل السجن وفي المهجر عندما تجلت العديد من الحقائق , وكل هذه الاختلافات كانت في اطار حق ابداء الراي في كنف الاحترام والمحبة اذا استثنينا بعض الردود غير المسؤولة من قلة لا وزن لها ولا اعتبار
لكن نظرة عامة للهيكلة التنظيمية وللتركيبة الفكرية-رؤى في المنهج- للافراد او القيادات نلمح ان هذه الحركة منذ البداية كانت تحمل في طياتها اسباب تفككها , وان ما تتحدث عنه من وحدة وقوة هو رهين لحظة لقاء مباشر بين جميع افرادها على اثره قد تختار كل طائفة طريقها.
اي لسلك السلفي طريق السلفية والجهادي طريق الجهاديةو اصحاب الدعوة طريق الدعوة واصحاب السياسة طريق السياسة واصحاب الجمعيات طريق الجمعيات , وبهذا التفرق قد يحقق كل طرف نسبة من اهدافه ان لم نقل كلها , وان تعطل فريق قد ينجح الاخر , وان فشل البعض في ايجاد علاقة مع السلطة قد ينجح الاخر , وان تعرض فريقا للرفض قد يحضى الاخر بالقبول
اما ان يكون الجميع في سلة واحدة اي جماعة واحدة فهذا لا يحول دون انكشاف هذا الاختلاف
اختلافنا مع الاخر

هناك اطراف الاختلاف معها عقائدي ' اي انا اؤمن بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا وبالاسلام شرعة هو يكفر بالله من اساسه- اليسار الملحد - .فلا يجوز ان نسوي بينه وبين من ننتمي واياه لنفس الدين , فعلينا ان نكون واضحين في تعاملنا مع الاخر , ومن اي منطلق يجب ان نتعامل معه , لكن نحن نمارس مزجا وعدم انضباط في التعامل تحكمه ردة الفعل تجاه المواقف السياسية لا العقائدية
اختلافنا مع السلطة

في الحقيقة اذا استثنينا المواقف السياسية لا تجد اي اختلاف عميق بيننا وبين السلطة اي الحزب الحاكم , فلم توجد دراسات او نصوص تبرز لنا ماهي نقاط اختلاف كل طرف مع الاخر , فالجميع حدد العلاقة من خلال الفعل السياسي – للسلطة- ورد الفعل -الحركة- ورد الفعل هو حالة غير طبيعية لا يمكن من خلالها تثبيت الاختلاف او الحكم بالاختلاف من اساسه
ثم نحن لم نحدد بعد نقطة الالتقاء والفصل بين السلطة وحزب التجمع. السلطة ليس كلها من اتباع التجمع ففيها من غير انتماءه-من دون تغيير ايديولوجيته- من اليسار الى التجمع من اجل تحقيق مآرب شخصية
فالحديث عن اختلافات يستدعي تحديد جميع نقاط الاختلاف الفكرية و الثقافيةو الاجتماعية .و وجود اختلاف في الموقف السياسي لطرف تجاه الاخر لا يعني ان الاختلاف ثابت في كل النواحي الاخرى . بل قد توجد في الجوانب الاخرى العديد من نقاط الالتقاء قد تصل الى درجة التوحد احيانا فلماذا نعدمه ونعدم الكل من اجل اختلاف في الموقف السياسي . في حين ان السياسي هو القابل للتنازل والتغيرات بينما الفكري مثلا اي الايديولوجي لا يقبل التنازلات لان اي مس به يغير ه بالكامل
اذا اول اسباب الاختلاف بين السلطة و الحركة هو مسار ردود الفعل السياسية, وردود الفعل هذه يجب الا تحجب نقاط الالتقاء , لكن هذا ما حصل وللاسف من الطرفين.
ونعلنها من البداية ان الطرف الذي يصر على ان تنحصر العلاقة بين السلطة والحركة في زاوية الاختلاف السياسي هو الذي يدرك ان نقاط الالتقاء بين الطرفين اكثر بكثير من نقاط الاختلاف , فدخل بين الطرفين ليفرق مستغلا لموقف الطرفين تجاه بعضهما المبني على رد الفعل السياسي , لان هذا الطرف يدرك بحكم بعدنظره ودهائه - وهذا ما نفتقده نحن - نقاط الالتقاء فسعى لقطع الطريق امام اي تقارب بين الطرفين
فكيف ينطلي علينا مثل هذا المخطط ؟ و نجعل من علاقتنا ان اساسها الاختلاف. في حين انه لم تقع ولا جلسة واحدة بين الطرفين ليبسط كل افكاره ومبادئه – والسلطة تتحمل الوزر في هذه المسالة والمسؤولية الاكبر - قد تتحد افكارنا ورؤانا في الجانب الاجتماعي مثلا او الاخلاقي او الثقافي لماذا نعدمه بسبب خلاف سياسي قائم على رد الفعل؟؟
اذا لا ارى ان نحدد علاقتنا بالطرف الاخر من خلال ردود الفعل السياسية , نحن نحتاج ان يطلع كل منا على افكار الاخر , فما نلتقي عليه ونتفق فيه اصولا هو الذي يجب ان نبني على اساسه العلاقة بيننا
لكن حصر الاختلاف في دائرة الفعل ورد الفعل السياسية بصراحة يشير الى ان هناك جهة مشبوهة تريد ان تكون العلاقة بين السلط و والاسلاميين تقوم على التصادم والتناحر , اي تقوم على ثنائية دنيئة مشبعة بروح الكراهية والاستئصال , هذه الثنائية هي : ان تونس لا تستوعب حزب السلطة والاسلاميين معا , فوجود احدهما على الساحة يحتم وجود الطرف الاخر في السجن او الموت . من صنع هذه الثنائية وغذاها ؟. هذا ما يجب ان يتجلى وان يكون هو المدخل للتعامل . بعد ذلك ليصدر كل طرف حكمه على الاخر , لان الاختلاف الذي حجب كل نقاط الالتقاء هو مصطنع نعم مصطنع , من الذي صنعه او يعمل على اثباته؟؟؟؟
لابد لنا جميعا ان ندرك من هو هذا الطرف ونسعى جاهدين ان لا ننساق وراء مخططاته التي ترمي الى بث الفرقة والتقاتل بين الاسلاميين والسلطة , ويسعى الى تركيز واظهار ان العلاقة بين السلطة والاسلاميين لا تكون الا عبر هذه الثنائية
بالعودة الى فكر التجمع والحزب الدستوري من قبل و بعض رموز السلطة وفكر الحركة ندرك ان اول ما يجمعنا هو اننا ابناء دين واحد , وهذه اول ارضية تجمعنا وهي اول حقيقة . اما الحقيقة الثانية هي ان الطرف الذي يشعل نار الفتنة بين الاسلاميين والتجمعيين او السلطة هو طرف ثالث له عداء للدين , ايديولوجيته تقوم على معاداة كل مظاهر الدين والتدين , والذي عرف بمثل هذه الممارسة في تونس هو التيار الحاقد الرافض لكل تقارب التيار الذي يدبر المكر والدسائس مستندا الى دهائه وغفلة الاخرين . معتمدا على تقلباته – لا دين له الا المصلحة- بينما غيره ثابت الدين عقيدته اساسها الثبات والرسوخ , هذا التيار دخل في صراع مع فكر الحزب الدستوري ورموزها القديمة والحديثة من قبل , ثم مع تغير السلطة نجده يشارك بل ينتمي للتجمع الذي هو يسير على نفس الفكر الدستوري , اي انتماء هؤلاء للتجمع ليس لان التجمع غير فكره وانما لان ابناء التجمع او الدساترة ليست فيهم صفات الحقد والانتقام والتشفي والاستئصال. عجز اليسار عن مواجهة الاسلاميين فالتحق بالتجمع لينفذه مآربه و بغية تغذية روح الفتنة والانتقام والاستئصال , وللاسف وجد اذانا صاغية من طرف السلطة التي انطلت عليها الفكرة فاعتمدت بعض رموزه كيد ومنهج في ادارة الصراع او فصل الاختلاف مع الاسلاميين . لقد نجح اليسار في ان يجعل السلطة تتعامل معم الاسلاميين على الطريقة التي عججز هو عن تطبيقها خارج السلطة , فنجح في ان يبين للسلطة ان الخطر الا ساسي هو الاسلاميون فحصل ما حصل وذلك بسبب شدة دهاء السيار وبسبب غفلة السلطة وتوغل اليسار في فكرها وبسبب العمى السياسي للاسلاميين
نعم نحن وقعنا ضحية او نتيجة هذا الدهاء وهذه الغفلة وهذا العمى
اذا اعود واقول ان الاصل لو ابصرنا جيدا , يؤكد انه لا اختلاف بيننا وبين السلطة وان ما يجمعنا اكثر بكثير مما يفرقنا او يضعنا موقع الخلاف

الخلف او البديل

قبل الولوج في هذا المحور نسجل حقيقة وهي ان اكبر خطوة نجاح في وجه اعداء الدين والتقارب -اي الاستئصاليين- هو السلوك العام الذي اعتمده الاسلامييون افرادا او جماعة و هو عدم الانسياق الى دوامة العنف ومزيد من رد الفعل . فهذا يدل على ان العديد منا ادرك مصدر الخطر الحقيقي , وان معدن هؤلاء الاخوة حب الوطن والثبات على الحق , وان منطق رد الفعل يجب الا يحكم علاقتنا بالسلطة ويستمر للابد . نعم هذا اكبر مكسب لتونس باياد اسلامية وقد ادرك الجميع القاصي والداني ان هذا الموقف نابع من قناعة وطبع , وليس هو وليد الخوف من السلطة وسجونها ونظرة بسيطة في انحاء الارض يمينا اوشمالا من الجوار او من الابعد , يتبين ان الاسلاميين في تونس تحكمهم بطولة الثقة في فكرهم لا بطولة الموت ونشر ثقافة الموت التي هي اسهل ما يكون في يومنا هذا . وهي في متناول الاطفال فما بالك بالتنظيمات والجماعات , نعم هذا ما يجب ان تدركه السلطة جيدا , وان مثل هذا الموقف في الحقيقة يجعل السلطة تثق اكثر فاكثر في معدن ابنائها من الاسلاميين وان تجسد كل بوادر الخير تجاههم لانهم هم الضامن لهذا المسار . وبمثل هذا السلوك يفتخر كل تونسي ان ابناء جلدته لا يريدون الا الخير لبلدهم وان كان ذلك على حساب تجرعهم للام والجراحات وان الاعتراف بالخطا فضيلة وتصحيح المسار واجب
واقولها بكل صراحة للسلطة ان تعي ذلك جيدا والله العظيم ان تمسك نفسك عن رد الفعل وتجنب العنف والعمل السري, اصعب بكثير من ممارسة العنف ورد الفعل الطائش , الذي اصبح اليوم في متناول كل من سعى اليه في زمن سادت فيه ثقافة صناعة الموت حتى عند الاسلاميين لما ضاق بهم الافق
والله ان اختيارنا للتقارب والتصالح على ارضية الاسلام و الوطن ايمانا منا بحبنا للجميع وان اختلفنا في بوم من الايام . واعترافنا بالخلل ليس من باب الخوف كما تراه بعض الاطراف او من باب التملق وانبطاح كما يراه البعض الاخر , انما هو ايمانا منا نتعبد الله تعالى به , وهذا اكبر امتحان نجح فيه العديد من ابناء الحركة الذين دمرتهم السجون التي هي مبعث الياس . لكن اخواننا ما سلكوا طريق الياس وانما طريق الاعتراف بالخطا ومد اليد للتصالح. وان نكوت جميعا في خدمة بلدنا الذي نحبه ونفديه بكل ما نملك , كل من زاويته من دون ان نزاحم السلطة في سلطتها ولا التجمع في جماهريته
نقر للسلطة بالشرعية ولا نزاحم اهل السلطة في سلطتهم , نريد ان نستعيد صفتنا كمواطنين لنا كامل حقوق المواطنة بعيدا عن التتبعات والملاحقات
ان مواصلة تعامل السلطة مع الاسلاميين من خلال الثنائية القائمة على اساس : اما انا او انت , هي غير صائبة . ان سادت هي فترة حكم الرئيس بن علي في العشرينية الماضية فليكن الحكم في العشرينية القادمة اساسه انا وانت معا . فكما تعاملت السلطة مع الوجوه اليسارية ومنحتهم اعلى المناصب , لم لا تجرب وتفتح الباب اما الخبرات الاسلامية ,و هي اي السلطة في اوج قوته ولا يزاحمها على المواقع احدا .
لماذا لا تكون هذه العشرينية وبلادنا خالية سجونها ممن يسجد لله تعالى , تكون المواطنة فيها حقا للجميع من دون استثناء , وان لا يعامل الاسلاميون من خلال ماضيهم او من خلال الثنائية المقيتة او على اساس انهم مواطنين من درجة ثانية او ثالثة ا رابعة
نحن اخطانا وان تفاوتت ادوارنا فيما حصل . يجب الا يحكمنا الخلاف للابد , لابد ان يات اليوم الذي يفرح فيه الجميع بانسجامنا كتونسيين مسلمين , وقد بدات ملامح هذا اليوم تظهر من خلال معالجة السلطة لبعض القضايا التي تعرض لها الاسلاميون والامر كله الان بيد السلطة فهي صاحبة الارادة فبعد ما تعرض الاسلاميون لما تعرضوا له من سجون وملاحقة وموت وبعدا عن الوطن , هل هذا مصيرهم الى الابد وحالهم طيلة حكم الرئيس بن علي ؟؟
هل العلاقة مع الاسلامين في العشرينية القادمة -والتي بدات مع ترشيح الرئيس بن علي لولاية جديدة- هي نفسها الماضية؟؟؟
ان الاسلاميين اليوم يحتاجون الى كلمة من السلطة تزيل مخاوفهم وتبعث فيهم روح التفاؤل و الامل في الحياة , صحيح هناك خطوات من طرف السلطة وممارسات توحي بشيئ من التحول لكنها غير كافية من طرف حزب كبير يملك بكل زمام الحكم يشهد القريب والبعيد له بالقوة مالذي يخيفه؟
ام هي ارادة ثابتة لا يحيد عنها ؟ اي التعامل مع الاسلاميين في فترة الرئاسة الجديدة هذه بنفس ما كان عليه الامر قبلها . انا استبعد هذا من خلال تصديقي لاقوال رموز السلطة وعلى راسهم رئيس الدولة ومن اقترب منه من اهل وغيرهم و وتصريح الرئيس انه رئيس لكل تونسيين.فالاسلاميون هم جزء من تركيبة المجتمع ,
من هو قادر على ان يسكب الرحمة على شعبه سكبا لماذاتصدر قطرة قطرة حتى يخيل لمن يسودهم الياس , ان الامر على حاله . ان عمر البشر قصير وان طال ونحن من البشر
لماذا نفتح المجال كي يدب الياس . وينتشر بدل التفاؤل الايمان بقول من قال : لا يصلح ولا يصلح ان مجرد الحديث عن التغيير هو سراب , بل يتهمون الدعاة اليه بالمنبطحين والمنهزمين وغير الواقعيين
سلطة الرئيس بن علي تجاوزت العشرين من العمر او اكثر و اصغر ابناء الحركة الاسلامية تجاوز الاربعين قضى معظمها او جزءا منها في السجون او الغربة , الا يحق لهم ان ترسم السعادة على محياهم فيما بقي لهم من العمر . الماضي الاليم قد يتغير بمجرد قرار رحيم الى حاضر ومستقبل ناصع يسوده الوئام والحب بين الجميع
ماذا سنورث لابنائنا واجيالنا القادمة-سلطة وشعبا - روح الياس ام روح التسامح والوئام. ان الالام قد تتحول الى سعادة بمجرد قرار سياسي فهي لا تحتاج الى سنوات
الامر كله بيد السلطة وان ما يجمعنا من نقاط التقاء يجب الا تحجبه الخلافات السياسية التي صدرت منا جميعا ونحن في اوج المراهقة السياسية , فاستغلها البعض احسن استغلال ليشيد للكره والبغض والتخاصم . ان ما يوحد الاسلاميين مع ابناء التجمع او السلطة من نقاط قدتكون كثيرة فهي رهينة لقاء مصارحة بين الطرفين , فهناك العديد من الصادقين من رجالات السلطة الذين قد يقومون بهذا الدور , اما الاسلاميون فمع ايهم تحدثت السلطة سيكون خيرا لايماني ان احدهم اي الاسلاميون ان لم يعبر عن راي الكل فهو حتما يعبر عن راي الاغلبية
الاسلاميون يحتاجون الا كلمة الى اشارة خضراء من السلطة تزيل الياس وتنشر التفاءل , بكلمة قد يتخلى الاسلاميون عن العديد من رؤاهم لصالح السلطة . وما تقوم به السلطة لا حاجة الى تكراره من طرف الاسلاميين ما دام الجميع يعملون في دائرة الاسلام
نعم ان الاسلام يجمعنا على ارض بلدنا تونس فلماذا الاختلاف ؟ ان كانت السياسة او المواقف السياسية هي التي تفرق وتجلب العداوة وسوء التفاهم فملعون ابو السياسة كما يقولون , فلندعها في سبيل ان نعمل مع السلطة او باشارة منها ما يفيدنا جميعا في مجالات اخرى لا يتطرق اليها الاختلاف ,
وفي الانتظار ما على الاسلاميين الا ان يلتزموا سبيل الصبر و النصح والتعاون . يبق القرار بيد السلطة وبالتحديد بيد رئيس الجمهورية لانه رئيسنا جميعا والخييرين القاربين منه من الاهل او غيرهم من الناصحين
نسال الله تعالى ا ن يجعل العمل خالصا لوجه الكريم وفي سبيله محبة لكل التونسيين , ونساله ان يغفر لنا خطايانا و ان يجمع قلوبنا على الخير.

والله الموفق

بوعبدالله بوعبدالله


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.