قال رئيس الوزراء التونسي للحكومة المؤقتة الباجي قائد السبسي ان العلاقات الكويتية التونسية عريقة ومتجددة ومطلوب حاليا أن تفعل، مشيرا إلى أن الكويت كانت دائما تساند تونس وتونس تساند الكويت في كثير من القضايا، واعتبر أن العلاقات الكويتية التونسية من ثوابت السياسة الخارجية التونسية. وكشف السبسي في تصريح صحافي أمس لدى مغادرته الكويت أن زيارته تأتي في إطار جولة الحكومة التونسية المؤقتة على البلدان العربية التي اعترفت بثورة تونس وباركتها مؤكدا على أن الكويت من البلدان العربية السباقة التي باركت الثورة في تونس وفهمت الرسالة دون تحريف. وأوضح أن ما يجري من اضطرابات في الدول العربية الأخرى «لا ناقة ولا جمل لتونس فيها» حيث رأت تونس من الضروري أن تؤكد هذا وتوضح الصورة للاخوة العرب وأن تتقدم بالشكر إلى الاخوة بالكويت على تفهمهم للأحداث. وذكر السبسي انه قام برفقة الوفد المصاحب له بزيارة البلدان التي آزرت تونس اثناء الثورة وهي قطر والإمارات والكويت مشيرا الى انها كانت من الدول التي أوفدت موفديها لمباركتنا ونحن منحنا لأصحاب الحق حقهم بتوجيه الشكر لهم. واثنى على موقف صاحب السمو مباركته للثورة التونسية. وأوضح أن الزيارة كانت لتوجيه الشكر للكويت وليست لطرح ملفات رسمية بخصوص الاستثمار مستدركا أن علاقة الكويت بتونس دائمة وسوف يتم طرح العديد من الملفات لاحقا. وأكد على العلاقات العريقة التي تجمعه مع صاحب السمو المبنية على التقدير والاحترام المتبادل وعلى معرفة الواقع، مشيرا إلى أن هناك استشرافا للمستقبل يهم الوضع العربي العام. وقال: «لا وجود لدولة معزولة عن العالم في القرن ال 21»، معربا عن سعادته للترحيب الذي لقيه الوفد التونسي من الحكومة الكويتية، مشيرا إلى أن المحادثات التي تمت كان فيها تجاوب وتناغم. وتابع: «نحن نفكر في تحقيق الوئام وتقريب وجهات النظر لأن الوضع في العالم العربي صعب حاليا وكل شعب له متطلباته». ولخص زيارته إلى الدول الخليجية الثلاث بقوله: «أتينا لنقول من أحسن إلينا أحسنت ونرد التحية بأحسن منها». ونفى بشدة أن يكون الهدف من زيارته للبلدان الخليجية طلب الإعانات لتونس قائلا: «تونس لن تطلب الإعانة من احد». من جهة أخرى أوضح السبسي أن مرافقته لوزير المالية ولوزير الدفاع ليست لها خلفية سياسية أو اقتصادية، معتبرا الوزيرين من أهم الشخصيات التي تضمها الحكومة المؤقتة فكانت مرافقتهما في هذه الجولة تقديرا لهما. الخطة التنموية وأكد السبسي أن الحكومة التونسية المؤقتة وضعت خطة تنموية اقتصادية واجتماعية لإعادة التوازن الذي كان مفقودا، مشيرا الى أن الخطة تم درسها ومناقشتها وتمويلها بمجهودات ذاتية. ورحب بكل دولة ترغب في الاستثمار في تونس. وقال أن تونس ليس لها أي تحفظ في التعاون مع الكويت بخصوص الخبرات التونسية لافتا إلى أن «الضوء الأخضر مفتوح» لكل الدول العربية للتعاون في هذا المجال. العلاقات التونسية السعودية وأوضح السبسي أن علاقة تونس بالسعودية طيبة تاريخيا وستظل كذلك، مشيرا إلى أن الظروف شاءت أن يحتمي الرئيس المخلوع بالسعودية. وتابع «هناك إجراءات دولية وقضائية تخضع لها كل الدول في علاقاتها الحضارية وتونس انتهجت هذا النهج لأنه من واجبها وحقها لكن السؤال هل ستستجيب السعودية؟ هذا يرجع إليها كدولة. وعن مدى عرقلة فلول النظام للثورة في تونس قال السبسي: «لا اعتقد ذلك فالمرور من اللون الأسود إلى الأبيض ليس بالسهل ولابد أن نسير بخطى ثابتة وعلى نسق تصاعدي». واضاف: «ليس بحوزتنا عصا سحرية ونحن غير قادرين على تغيير عقدين في يومين».نحن سائرون في الطريق الصحيح ووظيفتنا أن نواجه المضاد ولابد أن يعي الجميع أنه في الفترات الانتقالية بين عهدين عهد الكبت وعهد فك الكبت ليس بالسهل التعامل معها ونزع الحرية من القيود أسهل بكثير من المحافظة عليها». وأضاف: لطالما رددت هذه العبارة «صون الحرية من شطط أنصارها أصعب بكثير من مقاومة أعدائها». أرصدة الرئيس المخلوع وعن مدى التعاون الكويتي - التونسي بخصوص أرصدة الرئيس المخلوع قال السبسي: «حدث عن البحر ولا حرج في هذا الموضوع» مشيرا إلى أن الحكومة التونسية الانتقالية وجهت مطالب عامة للكويت تدخل في نطاق السياسة والأعراف الدولية والأحكام التي تصدر. وأكد السبسي أن الدولة التونسية لم تتسلم أي أموال أو أصول خاصة بالرئيس المخلوع سواء من الدول العربية أو غيرها. أزمة ليبية وأوضح أن ما يحدث في ليبيا حاليا يعتبر شأنا داخليا، مشيرا إلى أن تونس استقبلت نحو 600 ألف لاجئ من ليبيا من مختلف الجنسيات منذ بداية الثورة. وأضاف أن بحوزة تونس حاليا حوالي 100 ألف لاجئ ليبي اغلبهم يقطنون لدى عائلات تونسية لافتا أن احتضان الشعب الليبي لا يشكل مشكلة بالنسبة لتونس بحكم تشابه النسيج الاجتماعي بين الشعبين. ولفت إلى أن الحرب على الحدود تشكل ظروفا صعبة لكلا البلدين ومن واجب تونس التعامل مع هذا الواقع بحذر وحزم. ونفى عدم التعاون التونسي مع المجلس الانتقالي الليبي موضحا ان هناك تفاهم مع الثوار الليبيين، مشيرا إلى أن الاعتراف التونسي بالمجلس الانتقالي الليبي ليس من مصلحة ليبيا حاليا لان ذلك سيئول إلى غلق الحدود وإجراءات أخرى معقدة. الانتخابات التونسية وذكر السبسي أن الانتخابات التشريعية في تونس ستجرى في موعدها المحدد بتاريخ 23 أكتوبر القادم دون توترات، لافتا إلى أن كل الترتيبات لنجاح الانتخابات تحت السيطرة. وأكد أن الانتخابات ستكون شفافة ونزيهة، لافتا إلى انه تكونت لجنة مستقلة ستكون مشرفة على سير الانتخابات. وعزا تأخير الانتخابات الى شهر اكتوبر الى توفير كل الترتيبات اللازمة لكي تكون انتخابات ديموقراطية لأول مرة في تاريخ تونس.