تونس في 29 جويلية 2011 بيان فوجئ مشاهدو القناة الأولى للتلفزيون التونسي في الأيام الأخيرة بإقصاء الصحفي عماد بربورة من تقديم نشرة الثامنة مساء. وجاء هذا الإبعاد على إثر جملة الأسئلة "المحرجة" التي كان طرحها على السيد توفيق الديماسي مدير الأمن العمومي في نشرة سابقة بعد حادثة الاعتداء على مواطنين وصحافيين في اعتصام القصبة 3 يوم الجمعة 15 جويلية الجاري. وأرجع الصحفي المذكور هذا الاعتداء إلى تعليمات من خارج التلفزيون التونسي في تأكيد لمخاوف كان عبّر عنها مركز تونس لحرية الصحافة من عودة أساليب النظام السابق في التحكم في دواليب الإعلام وإعاقته عن لعب أدوار حرة وشفافة. وكانت قبل ذلك قد اشتكت الزميلة بثينة قويعة الصحفية في الإذاعة الوطنية من منعها من حضور دورة تدريبية حول الصحافة الإستقصائيّة دارت بالصين بين 06 و26 جويلية الجاري رغم إختيارها بالإجماع من قبل مجلس تحرير الإذاعة الوطنيبّة.ويبدو أنّ تدخّلا مباشرا من رئيس مؤسسة الإذاعات العموميّة هو الذي كرّس خيار إقصاءها المتواصل منذ 15 سنة. إن مركز تونس لحرية الصحافة إذ يجدد رفضه لمثل هذه الانتهاكات فهو يذكّر بمايلي: -لقد عانى الصحافيون التونسيون طويلا من مثل هذه الممارسات التي كانت أداة لقمعهم ومعاقبتهم في سبيل إخضاعهم لإرادة الأجهزة المهيمنة على قطاع الإعلام خدمة للنظام السابق. وإعادة إنتاج مثل هذه الأساليب لا تندرج إلا في إطار إعادة إحياء سلوكيات أضرت بالإعلام التونسي. -إن بوادر تكرار مثل هذه الانتهاكات مازالت جلية في الخطاب الرسمي وفي طرق تعامل الكادر الإداري للمؤسسات الإعلامية العمومية مع الفعل الصحفي الحر وهو ما يتطلب إرادة سياسية حقيقية للقطع معها وتحرير الإعلام من كلّ تدخلات تضر بالقطاع وترهنه لجهات لا علاقة لها بالمهنة. -إن تنديد الصحافيين التونسيين بمثل هذه الانتهاكات وتضامنهم في سبيل منع تكرارها هو الطريق الأضمن لمحاربتها وتعبيد الطريق أمام إعلام حر ومستقل يتلازم مع خيار الشعب التونسي في حماية ثورته من كلّ التفاف أو تراجع. مركز تونس لحرية الصحافة الرئيس محمود الذوادي