"بل الذين كفروا في تكذيب"، ولا زالوا يمارسون التعذيب مقامة بقلم: خلدون الخويلدي روى مصعب بن جبيرعن أخيه بلال قال: قصدت أحد الأقطار العربية، بمناسبة دورة تدريبية، في الألعاب الأولمبية، وككل رياضي كنت أبحث عن الذهبية. كنت أحب الرماية، بعد أخذ كل الحيطة والحماية. وأمارس الركض والجري، وأكره رياضات العري. لم أكن مختصا في السباحة، ولا كان لي وقت للسياحة. غير أني خرجت يوما للتدريب، على العدو وطلبا للتشحيب، فرأيت أن قد غزا المنطقة أفواج من الأجانب، فلم يبق فيها من أهلها سوى بعض ممن رضي بعيشة الأرانب. أولائك جاؤوا للسياحة، والبحث عن أسباب الراحة، وهؤلاء هجروا الزراعة والفلاحة، ورضوا بالكرامة المستباحة، في البيوت وفي كل ساحة، لانتشار اللهو والمجون، الذي أوجدوا له عدة فنون. أصبح هذا البلد يتجنبه الأتقى، ولا يقدم إليه إلّا الأشقى. وعند استنكار الأهالي لهذه العلة، ازداد الطين بلة، فقد خُصِّصت العديد من الفرق والسرايا، تحرس أولائك وتراقب هؤلاء في كل الطرق والثنايا. قال بلال: إذ مرت فرقة عسكرية، خلتها مجموعة رياضية. فأخذت معهم أهرول، ووراء قائدهم أولول. واحد اثنين، يسار يمين. إلى الأمام سر، ثم إلى الوراء در. فوجدتني بين الصفوف، وبالعساكر محفوف، وفي الثكنة من الجوف، ارتعد من الخوف. ولما نودي على كل واحد باسمه، ومجموعته ورقمه، اكتشفوا وجودي، وتجاوزي لحدودي. فشكوا في أمري، وسارعوا الى أسري، وبدأ البحث عن أدق تفاصيل عمري. حررت تقارير من السين والجيم، ولم تغب عنها سوى الاستعاذة من الشيطان الرجيم. حوت أدق التفاصيل، ما فعلت من الفجر إلى الأصيل. سموها بطاقات الإرشادات، وما تستحق أدنى الإشادات. أضافوا للملف صفحات من التضليل، للتدليل والتعليل، أني مندس خائن وعميل، وألحقوها كمًّا هائلا من الفحوصات الطبية والتحاليل. طال الحجز والاستجواب، وتطورت التهمة إلى محاولة للانقلاب! في غرفة لا يدخلها سوى إبليس، وعلتها صورة كبيرة للرئيس. أجلسوني على كرسي، الذي خلته للحظة جوادي أو فرسي، وهؤلاء من حولي حرسي، فتوهمت أني أنا الزعيم، وسأرسله حالا إلى الجحيم. قبل أن يطوف بي أعوان البوليس، ويضعوا رأسي في كيس. في ركن ما رموني، ومن الماء حرموني، ثم بالسوط معلقا أرهقوني، ولما تصبب مني الدم والعرق، أنزلوني إلى حوض الغرق، فلما أن كدت أختنق، جادوا علي بحزمة من الورق، وقالوا أكتب كيف استطعت لأمننا أن تخترق؟ هاك القرطاس والقلم، ونريد وصفا صورة وصوتا بدقة الفلم. فأخذني الأين، بين سؤال كيف وأين، عن زمان اللقاء، ومن حضره من الأصدقاء، وعن تفاصيل الخطة، ومن وراءها من الجماعات المشطة..... أكد لي مصعب، أنّ أخاه جاد ولا يلعب، لما أضاف: وأخيرا أطلب منكم المعذرة، إنه لما خنقتني العبرة، وازداد الاضطهاد وارتفعت النبرة، بمثل يا حقير يا خسيس، من معك؟ سم المرافق والأنيس، وكل من كان لك يوما ما جليس؟ وعندما أُنهر، وإرادتي تُقهر، ولم أعد أبلع ريقي، فإني قد أبلّغ عن نفسي وعن رفيقي، وفي ساعة مسغبة، عن كل ذي متربة، وكل ذي مقربة، وقد أروي كل ما رأيت أو التقيت يوما في طريقي، عمّا حدث ولم يحدث في العالمين الافتراضي والحقيقي. رجاء لا تلوموني ولا تلوموا أحدا، فقد قيل لبلال، إن عادوا فلا تعد، لقول أحد أحد، وهي طبعا أعظم وأشد. فإنه للتجلد والصلد حدود، أمام كي الجلود، واللطم على الخدود، والضرب المشهود، فادعوا معي "قتل أصحاب الأخدود". . مصدر الخبر : بريد الحوار نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=2074&t="بل الذين كفروا في تكذيب"... و لا زالوا يمارسون التعذيب...&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"