ذكرت مصادر مطلعة أنّ الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة سيوجه دعوة للرئيس السوداني عمر البشير للقيام بزيارة الجزائر قريبا، مشيرة إلى أنّ احتفالا شعبيا سينظم بالمناسبة احتفاء بالرئيس السوداني على حسن تنظيم المباراة الفاصلة بين الجزائر ومصر، وكذا على الاستقبال الجيد الذي حظي به المنتخب الجزائري والأنصار في السودان. وأوضحت أنّه من المنتظر تنظيم جولة في سيارة مكشوفة للرئيس السوداني رفقة نظيره الجزائري، لتحية الجماهير التي ستنتظر عمر البشير من أجل شكره على الاستقبال الذي خص به منتخب الجزائر وأنصاره، وكذا الطريقة المحترمة التي تعاملت بها السودان مع ما حدث بعد المباراة، وتكذيبها اتهام الأنصار الجزائريين بالاعتداء على مصريين. وأضافت المصادر ذاتها أنّ زيارة البشير ستكون أيضا مناسبة لبحث إمكانية تطوير العلاقات بين البلدين في شتى المجالات، سواء فيما يتعلق بالمجال الاقتصادي، وكذا بحث إمكانية قيام الجزائر بدور في حل أزمة دارفور. في المقابل واصلت السلطات الجزائرية تجاهلها للجدل الواقع في مصر، حتى بعد الخطاب الذي ألقاه الرئيس المصري حسني مبارك أمام مجلس الشعب، وذكر وزير في الحكومة (فضل عدم ذكر اسمه) أنّ الجزائر لن تجر إلى هذا الجدل، لأنها تدرك خلفياته، وأنّ أيّ رد فعل رسمي من الجزائر سيزيد في تأجيج الجدل، وأن هذا الذي تريده السلطة المصرية. وعلى جانب علمت "القدس العربي" أنّ هناك مبادرة يقودها محامون وحقوقيون جزائريون تهدف إلى مقاضاة نجل الرئيس المصري الأصغر علاء مبارك الذي دعا إلى ضرب الجزائريين، وكذا ضد الإعلاميين الذين حرضوا على قتل الجزائريين، باعتبارها جريمة يعاقب عليها القانون، وسترفع الشكوى أمام القضاء المصري في وقت أول، ثم أمام القضاء الدولي في حالة تمت عرقلة الشكوى. أمّا الصحف الجزائرية فقررت التصدي للحملة التي يقوم بها الإعلام المصري، إذ قالت صحيفة "الوطن" (خاصة صادرة بالفرنسية) أنّ عصبة مبارك تستفز الجزائر، مشددة على أنّ ما يحدث هو حملة مبكرة لانتخابات الرئاسة التي ستجرى في مصر عام 2011. واعتبرت أنّ الهجمة الشرسة التي يشنّها النظام المصري والإعلام الدائر في فلكه، له علاقة مباشرة بمخطط توريث الحكم لجمال مبارك، وأنّ انتصار المنتخب الجزائري على نظيره المصري في موقعة أم درمان نسف هذا المخطط، وأخلط حسابات النظام المصري. ومن جهتها اعتبرت جريدة "الخبر" (خاصة) أنّ الإعلام المصري تحول إلى أضحوكة للإعلام العربي والدولي، موضحة أنّ هذا الإعلام الذي فشل في جر الفضائيات ووسائل الإعلام العربية الأخرى إلى معركته، راح يهاجم قطر والسعودية والسودان وأوروبا بالتواطؤ مع الجزائر. أما جريدة "لوسوار دالجيري" فقد أكدت على أنّ مبارك بخطابه زاد في تأجيج الأزمة، في الوقت الذي كان من المفروض أن يلجم إعلام بلده الذي تطاول على الجزائر حكومة وشعبا، ونعتهما بشتى الأوصاف القبيحة والبذيئة، وذكرت أنّ ما يحدث محاولة لإلهاء الشعب المصري، وتحويل أنظاره عن الهزيمة والإقصاء من المونديال. وذكرت أنّ كل خطط الرئيس مبارك في توريث الحكم لنجله جمال سقطت في الماء بسبب "محاربو الصحراء"، وأنّ النظام المصري لم يجد سوى تجييش الجماهير حول عدو خارجي، اختار أن يكون هذه المرة الجزائر. في المقابل تواصلت عودة الجزائريين المقيمين في القاهرة، وقد التقت "القدس العربي" بعدد منهم في مطار هواري بومدين في العاصمة، وقد نزل معظمهم من الطائرة والدموع في أعينهم، مؤكدين على أنّهم تعرضوا لأبشع أنواع الإهانات حتى لما وصلوا مطار القاهرة من جانب رجال أمن مصريين. وقد سجل الأمن الجزائري خلال اليومين الماضيين كل شهادات الجزائريين العائدين من القاهرة، خاصة فيما يتعلق بما تعرضوا له من إساءة وإهانة سواء من المواطنين المصريين أو من رجال الأمن. كما التقت "القدس العربي" عددا من المصريين الذين غادروا الجزائر، وقد رافقتهم حراسة أمنية إلى غاية وصولهم إلى المطار، وقد رفض هؤلاء الحديث عن الأسباب التي جعلتهم يغادرون، إذ أكد أحدهم على أنّه لا يستطيع الكلام لأنّ ما سيقوله لن يعجب، بينما أكد آخرون أنهم سيعودون إلى مصر من أجل قضاء عطلة العيد. واعتبرت سيدة مصرية كانت رفقة زوجها وأولادها أنّ الأمور هدأت بعد مباراة السودان، وأنّ التعصب الذي كان انتهى، أما زوجها فقال إنّ التعصب الذي سبق جعل بعض أصحاب المحلات يرفضون أن يبيعوا لنا شيئا، مشددا على أنّ العائلات الجزائرية هي التي تكفلت بهم في تلك الفترة.