أكد المحامي العام لمحافظة حماة السورية أنه استقال من منصبه احتجاجا على حملة قمع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية، إذ أن قوات الامن قتلت 72 محتجا وناشطا خلال احتجازهم في السجن المركزي بالمحافظة عشية الحملة العسكرية على المدينة في 31 يوليو، كما أن 420 شخصا اخرين قتلوا في العملية ودفنوا في مقابر جماعية بمتنزهات عامة. وقال المحامي العام في تسجيل مصور بثه نشطاء أمس الأربعاء على موقع اليوتيوب: "أنا القاضي عدنان محمد البكور المحامي العام سابقا لمحافظة حماة.. اصرح لكم بأنني استقلت من منصبي احتجاجا على ممارسات النظام الوحشية بحق المتظاهرين السلميين." فيما قال محام مستقل ان الشخص الذي ظهر في التسجيل هو البكور. وقال البكور "ان ما يبثه التلفزيون السوري من انني تم اختطافي من قبل جماعات مسلحة هو عار عن الصحة.. انني بحماية الاهالي من الثوار حاليا وأنا بصحة في هذا اليوم الاربعاء 31 اغسطس وقد حاول الشبيحة اختطافي اليوم من حي الحميدية بحماة الا انهم فشلوا في ذلك .. وسأدلي بتصريحات على الهواء مباشرة فور خروجي من سوريا قريبا." واذا تأكدت استقالة البكور فانها ستكون أول انشقاق لمسؤول سوري على مستوى عال منذ تفجر الانتفاضة التي مضى عليها خمسة أشهر ضد حكم الرئيس بشار الاسد. وكانت وكالة الانباء العربية السورية الرسمية (سانا) قالت يوم الاثنين إن البكور خطف اثناء توجهه الي عمله في سيارة على طريق زراعي الي قصر العدالة في حماة. واضافت الوكالة ان سبعة رجال مسلحين في شاحنة صغيرة مكشوفة من نوع تويوتا اعترضوا سيارة البكور وخطفوه مع سائقه وحرسه الشخصي اثناء مروره في قرية كرناز. واضاف البكور ان السجناء الاثنين والسبعين دفوا في قرية الخالدية في ريف حماة قرب فرع للمخابرات العسكرية قال انه حاول ان يمارس ضغوطا عليه لكتابة تقرير بأن الاشخاص الاربعمائة والعشرين الاخرين الذين قتلوا في الهجوم على المدينة قتلتهم مجموعات مسلحة تلقي السلطات باللائمة عليهم في معظم اعمال القتل في ارجاء البلاد. وقال البكور ان وزير الداخلية محمد شعار أشرف بنفسه على الهجوم على حماة الذي استمر حوالي 10 أيام. وذكر البكور -الذي ظهر مرتديا بذلة رمادية وهو جالس الى طاولة وامامه جهاز كمبيوتر محمول- اسماء 13 عضوا بالمخابرات العسكرية والشرطة السرية في محافظة حماة قال انهم "ارتكبوا مجازر ضد المدنيين العزل." واضاف قائلا "هذه حقيقة ما جرى ويجري في حماة" مختتما بيانه بالاية القرانية "ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون". وفي تقرير بثته في وقت مبكر من يوم الخميس قالت سانا ان القنوات التلفزيونية الاخبارية التي اذاعت التسجيل المصور الذي ظهر فيه البكور "قدمت دليلا جديدا على افلاسها المهني" لانها تجاهلت بيانات رسمية سورية في وقت سابق عن اختطاف البكور. ونقلت الوكالة عن أنس ناعم محافظ حماة قوله "المحامي العام بكور اجبر من قبل خاطفيه على تقديم معلومات كاذبة لطالما سعت تلك القنوات الفضائية لترويجها حول تصفية مواطنين بحماة وذلك ضمن أهداف الحملة الاعلامية ضد سورية مما يشير الى أن تلك القنوات أصبحت شريكا في الجرائم التي ترتكبها المجموعات الارهابية ضد المواطنين الابرياء في سوريا." وعين الاسد ناعم بعد أن عزل المحافظ السابق في اعقاب احتجاجات ضخمة مطالبة بالديمقراطية في حماة. ميدانيا، قال سكان ان القوات السورية داهمت منازل في مدينة حماة يوم الخميس لليوم الثاني وذلك بعد ساعات من اعلان المحامي العام للمحافظة في تسجيل مصور نشر على موقع (يوتيوب) استقالته احتجاجا على القمع الدموي للمظاهرات في الشوارع. المداهمات مستمرة وقال سكان في حماة ان قوات الامن ومسلحين موالين للحكومة ممن يعرفون بالشبيحة داهموا منازل خلال الليل في منطقتي الصابونية والمرابط بعد ان القى جنود تعززهم الدبابات القبض على عشرات من الاشخاص في حيين اخرين بالمدينة مساء الاربعاء . وقال ناشط محلي يدعى حيدر لرويترز بالهاتف "السكان يردون بالهتاف (الله أكبر) من النوافذ واسطح المباني. الليلة هناك المزيد من المداهمات العشوائية على عكس ما فعل الجيش امس عندما دخل منازل معينة للبحث عن نشطاء مشتبه بهم وفقا لقائمة مسبقة." وشنت القوات السورية عملية عسكرية استمرت 10 أيام في حماة في بداية اغسطس وألقت القبض على مئات الاشخاص. وفشلت خمسة اشهر من الاحتجاجات في الاطاحة بالرئيس بشار الاسد الذي ورث الحكم عن ابيه ويحظى بولاء صفوة قواته المسلحة التي تضم في معظمها اعضاء من الاقلية العلوية التي ينتمي اليها. لكن ما يشجع المتظاهرين سقوط الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي وتزايد الضغوط الدولية على سوريا بما في ذلك حظر يعتزم الاتحاد الاوروبي فرضه على صناعة النفط السورية من شأنه ان يعطل مصدرا حيويا للدخل