طرابلس- (ا ف ب): اكد رئيس المجلس العسكري للثوار الليبيين في طرابلس عبد الحكيم بلحاج لوكالة فرانس برس أن الثوار ليست لديهم "أي أجندة خاصة تخيف لا غرب ولا شرق"، مشددا على أن ليبيا لن تتحول إلى عراق ثان. وقال بلحاج في مقابلة أجريت معه في مكتبه في منطقة سوق الجمعة وسط شرق طرابلس ليل الثلاثاء الاربعاء "اؤكد أن الثوار ليست لديهم أي أجندة خاصة تخيف لا غرب ولا شرق". واضاف "لم نرتبط في يوم من الايام مع تنظيم القاعدة بوحدة فكرية، كل ما في الامر اننا وجدنا في ساحة واحدة في وقت واحد وهذا لا يعني ان نكون على ارتباط فكري". وبينت وثائق تابعة لجهاز استخبارات القذافي واطلعت عليها فرانس برس ان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي اي) اعتقلت عبد الحكيم بلحاج في بانكوك في 2004 ورحلته قسرا الى ليبيا حيث سجن في سجن ابو سليم الشهير لسبع سنوات. واكد بلحاج في وقت لاحق انه تعرض اثناء اعتقاله للاستجواب على ايدي ضباط استخبارات بريطانيين. وتضمنت الوثائق التي حصلت عليها منظمة هيومن رايتس واتش من ارشيف الاستخبارات الليبية تفاصيل عن الاعتقال السري لبلحاج في 2004. وروت مذكرة للسي آي اي موجهة الى السلطات الليبية تفاصيل حول رحلة "عبدالله الصديق" وزوجته الحامل من كوالالمبور إلى بانكوك حيث قالت الولاياتالمتحدة انها "ستسيطر" على الزوجين وتسلمهما. والصديق هو الاسم الحركي لعبد الحكيم بلحاج، وتم التعريف عنه باعتباره عضوا في الجماعة الاسلامية المقاتلة. وقال بلحاج لفرانس برس "نحن ممتنون لكل من وقف معنا والى جانب قضيتنا، وقد تمثل هذا الدعم قي القرار الدولي 1973 ومعناه الوقوف في صف العدالة بوجه حاكم شمولي دكتاتوري". ونص القرار الصادر في آذار/ مارس على فرض حظر جوي على ليبيا بهدف "حماية المدنيين الليبيين". وعن المخاوف من امكانية وقوع اعمال عنف في ليبيا كما يحصل في العراق بعد التخلص من نظام صدام حسين، شدد بلحاج على انه "لا مجال للمقارنة بين العراق وليبيا، سواء كان اجتماعيا او غيره، ففي ليبيا لا توجد ولاءات اجنبية ولا احزاب واتنيات عرقية ولا خصومة سياسية". كما راى انه "لا وجه مقارنة من زاوية التدخل العسكرية (...) نحن قمنا بثورة تحرير لها علاقة بتحقيق اهداف شعب عانى لاربعة عقود"، مشيرا بذلك الى التدخل العسكري المباشر للقوات الاميركية التي اجتاحت العراق عام 2003 ومن المفترض ان تنسحب منه نهاية 2011. وذكر بلحاج أن "الوضع الأمني في طرابلس يشهد استقرارا واستتبابا". وتابع "لا اظن ان كتائب القذافي لديها القدرة على الضرب وهي لن تعود الى لعب دور يزعزع الامن، ربما تكون هناك بعض الاعمال الجبانة وهذا امر متوقع لكننا وضعنا خططا امنية عدة تشمل تامين منافذها والمنشآت المهمة فيها". وعادت الشرطة إلى شوارع طرابلس مؤخرا، فيما لا يزال الثوار يقيمون حواجز في انحاء العاصمة ويشرفون على مداهمات. وذكر بلحاج أن "الخطة التي وضعت للسيطرة على العاصمة كان لها علاقة بثلاث جبهات او ثلاثة محاور". واوضح "الدور الاول كان للثوار حيث اوصلنا اليهم الكثير من كميات من السلاح من الجبهة الشرقية عبر البحر وعبر الجبل الغربي، اما الدور الثاني فهو للثوار الذين كانوا يقيمون على مشارف العاصمة في الجبل وفي المدن المتاخمة". وتابع ان "الدور الثالث هو بمثابة الغطاء الجوي الذي لعبه الناتو (حلف شمال الاطلسي)، وهذه العوامل مجتمعة الى جانب تشتت كتائب القذافي وضعفها مكنت الثوار من دخول العاصمة وتنفيذ الخطط التي وضعت لها". واعتبر ان "ما حدث كان مطمئنا بقدر ما كان مفاجئا".