حقق الثوار مكاسب في المعارك الدائرة في مصراته المحاصرة بعد سيطرتهم على جزء من الشارع الرئيسي في المدينة الذي بات ميداناً لحرب شوارع. وبينما لم ترد تقارير عن القتال في الجبهة الشرقية يوم امس، قصفت قوات حلف شمال الأطلسي مواقع عسكرية تابعة لمعمر القذافي على ما اعلنه التلفزيون الليبي الذي ظهر فيه سيف الاسلام القذافي الذي عبر عن تفاؤله بالنصر. وبخصوص المعارك بين الثوار وكتائب القذافي الذي باتت تتركز على مصراته، قال ناطق باسم المعارضة الليبية ان المعارضين قاتلوا قوات حكومية للسيطرة على شارع رئيسي وحققوا بعض المكاسب. وأضاف الناطق، الذي عرّف نفسه باسم رضا، ان قوات موالية للقذافي قصفت عدة مناطق في المدينة الساحلية أول أمس الثلاثاء لكن لا يجري قصف المدينة الان. وقال لوكالة «رويترز» إن «القتال ما زال مستمرا في شارع طرابلس»، مشيرا الى الشارع الرئيسي الذي يصل الى وسط الضواحي الجنوبية في مصراته. وأضاف أن المعارضين «يسيطرون الان على نصف الشارع والنصف الاخر يسيطر عليه جنود القذافي وقناصته».
قصف عشوائي وقال رضا: «كان هناك قصف عشوائي لعدد من المناطق في مصراته أمس. الوضع هادئ الان ولكن القصف قد يستأنف في أي لحظة». وأضاف أن المنطقة القريبة من الميناء وهي منطقة يسيطر عليها المعارضون تمثل شريان حياة للمدنيين المحاصرين ولامدادات الغذاء والدواء المطلوبة بشدة تتسم بالهدوء كذلك والسفن قادرة على الرسو. وتابع القول: «وصلت سفينة تركية تحمل مساعدات انسانية الى هناك منذ نحو 30 دقيقة ووصلت سفينتان قطريتان أمس ونقلتا نحو 1500 عامل افريقي» في اشارة الى العمال المهاجرين الذين يحاولون الفرار من مصراته. ومصراته ثالث أكبر مدينة ليبية واخر معقل رئيسي للمعارضين في غرب البلاد ومحاصرة منذ أكثر من سبعة أسابيع. ولم يتم التحقق بشكل مستقل من مزاعم المعارضين بانهم حققوا مكاسب على الارض في الايام القليلة الماضية على الرغم من تعرضهم أحيانا لقصف مكثف من القوات الحكومية.
قصف جوي وفي سياق العمليات العسكرية، قال التلفزيون الليبي ان طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو) شنت ضربات جوية على بنية الاتصالات ومحطات اذاعية وتلفزيونية في عدد من المدن الليبية. وأوضحت قناة الليبية أن بنية الاتصالات ومحطات الاذاعة والتلفزيون في عدد من المدن الليبية كانت هدفا لقصف الطائرات الحربية للتحالف. ويقول مسؤولون غربيون ان «الناتو» يقصف فقط أهدافا عسكرية بما يتماشى مع تفويض الاممالمتحدة بفرض منطقة حظر جوي وحماية المدنيين الليبيين من قوات العقيد القذافي.
تعهد بالنصر في الأثناء، أعلن سيف الإسلام القذافي، نجل العقيد الليبي معمر القذافي، في مقابلة تلفزيونية الليلة قبل الماضية ان «الوضع يتغير كل يوم لصالحنا»، مؤكدا ان نظام والده سينتصر على الثورة التي اندلعت ضده منذ شهرين. وقال سيف الاسلام خلال مقابلة مع تلفزيون «الليبية» الرسمي :«انا متفائل جدا... سننتصر... الوضع يتغير كل يوم لصالحنا». وبعد شهر من بدء التدخل الدولي في 19 مارس وعدم وجود اي بارقة امل بقرب انتهاء النزاع، بدأت أصوات تتعالى مطالبة بإرسال قوات برية أجنبية الى ليبيا. وأكد سيف الإسلام ان «ليبيا ليست مصر وتونس»، البلدان اللذان أطاحت انتفاضتان شعبيتان برئيسيهما في غضون شهر واحد قبل انتقال شرارة الثورة الى ليبيا. وأضاف ان «ليبيا لن تعود كما كانت! الجماهيرية الأولى انتهت، ولكن ليبيا ستعود مزدهرة»، مضيفا :«هناك مسودة للدستور جاهزة، لقد شارك فيها أعضاء من المجلس الانتقالي (الذي شكله الثوار الليبيون)، ستعرض على الشعب وتنتظر موافقة الشعب عليها». واذ أكد نجل العقيد الليبي ان القوات الموالية لوالده لا تقتل المدنيين بل متمردين مسلحين، تعهد بعدم الانتقام من احد وبالعفو عمن يسلم سلاحه.
لا انتقام وقال سيف الاسلام: «لن ننتقم من احد، ولن نقتل احدا، وسنعفو عن الجميع، ولكن من يقابلنا بالسلاح سنقابله بالسلاح، ومن يرد ان يتجاوز الخطوط الحمراء (معمر القذافي ووحدة ليبيا وامنها ودينها الاسلامي) فليدبر رأسه». وشن سيف الاسلام هجوما عنيفا على اعضاء المجلس الوطني الانتقالي الذي شكله الثوار في معقلهم في بنغازي (شرق) لتمثيلهم، وقال :«انهم يسعون خلف السلطة وثروة البترول». واضاف :«ما يجري في ليبيا فتنة، ومن يدير هذه الفتنة لديهم اجندة خاصة: هم إما طلاب سلطة او تجار كبار أخذوا قروضا بالملايين يريدون ان يتهربوا من دفعها، او هم تجار كبار لا يريدون استقرار البلاد ويريدون الفوضى».