كلمة الوتر معناها الشئ المنفرد بخلاف كلمة الشفع فمعناها الشئ التالى لغيره و منه قوله تعالى : ( و الفجر ٭ و ليالٍ عشر ٭ و الشفع و الوتر ) .
صلاة الوتر سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء .. يرى الإمام أبو حنيفة أن صلاة الوتر واجبة بمعنى أن ترك هذه الصلاة يؤاخذ عليها الإنسان و قد وردت أحاديث متعددة فى فضل صلاة الوتر و من هذه الأحاديث ما رواه أصحاب السنن عن على ابن أبى طالب رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال : " يا أهل القرآن أوتروا فان الله وِترٌ يحب الوِتر " / يا أهل القرآن أى يا أمة الإسلام / أوتروا أى صلوا صلاة الوِتر .
قد أجمع العلماء على أن وقت صلاة الوتر بعد صلاة العشاء و أنه يمتد ٳلى الفجر و تصح صلاة الوتر فى أى وقت من الليل بعد صلاة العشاء فقد جاء فى الصحيحين أن عائشة رضى الله عنها سُئلت : متى كان النبى صلى الله عليه و سلم يصلى الوِتْر ؟ قالت : كان يصليها أول الليل و وسطه و آخره " .
صلاة الوتر عند جمهور الفقهاء ركعة مستقلة تسبقها ركعتان أو أكثر رو قد وردت فى ذلك أحاديث متعددة منها ما جاء فى الصحيحين عن ابن عمر رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه و سلم قال : " صلاة الليل مثنى مثنى فاذا أردت أن تنصرف فاركع ركعة توتر لك ما صليت " و عن أم سلمة رضى الله عنها قالت : كان النبى صلى الله عليه و سلم يوتر بثلاث عشرة ركعة فلما كبر و ضعف أوتر بسبع " .
الأحناف قالوا : الوتر ثلاث ركعات بتسليمة واحدة فى آخرها و يجب أن يقرأ فى كل ركعة منه الفاتحة و ما تيسر من القرآن / المالكية قالوا : ٳن الوتر ركعة واحدة و وصلها بالشفع مكروه .
القنوت فى الوتر مشروع و محله قبل الركوع من الركعة الأخيرة أو بعد الرفع من الركوع و القنوت له صيغ متعددة منها ما جاء فى مسند الإمام أحمد و فى سنن أبى داود عن الحسن بن على رضى الله عنه قال : علمنى رسول الله صلى الله عليه و سلم كلمات أقولها فى الوتر و هى : " اللهم اهدنى فيمن هديت و عافنى فيمن عافيت و تولنى فيمن توليت و بارك لى فيما أعطيت و قنى شر ما قضيت فانك تقضى و لا يُقضى عليك و ٳنه لا يذل من واليت و لا يعز من عاديت تباركت ربنا و تعاليت و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم " .
الشافعية قالوا : القنوت يكون فى النصف الثانى من شهر رمضان و يكون فى الركعة الأخيرة بعد الرفع من الركوع ٳلا أنهم يرون أن القنوت يكون فى جميع أيام السنة فى الركعة الثانية من صلاة الصبح بعد القيام من الركوع و يكون جهراً من الإمام و المأمومون يؤمنون على دعائه / الأحناف قالوا : القنوت يكون فى جميع أيام السنة و يكون قبل الركوع فى الركعة الأخيرة / الحنابلة قالوا : القنوت يكون فى جميع أيام السنة و يكون فى الركعة الأخيرة بعد الرفع من الركوع / المالكية قالوا : لا قنوت فى الوتر و ٳنما هو مندوب فى صلاة الصبح فقط قبل الركوع .
ذهب جمهور العلماء ٳلى مشروعية قضاء صلاة الوتر لمن لم يؤدها من الليل ففى الحديث الشريف : " ٳذا أصبح أحدكم و لم يوتر فليوتر " و أرجح الأقوال أن يكون قضاء صلاة الوتر قبل صلاة الصبح .