ونحن على أبواب جولات متتالية من الانتخابات "البرلمانية والشورية والرئاسية" في ظل أجواء يغلب عليها وفرة التحديات وندرة الفرص ، تطرح العديد من التساؤلات عن مدى نجاح التجرية الديمقراطية الحقيقية الأولى في حياة المصريين بعد ثورة 25 يناير ، على مستوى السلامة والأمن ، النزاهة والشفافية ، الخريطة السياسية لتشكيلة المجالس القادمة ، الأدوار والمهام المتوقعة والمنشودة ، العائد الفعلي على حياة المصريين في تحول البرامج والسياسات والرؤى والاستراتيجيات من المربعات الفكرية والكلامية التي سئمها المصريون طوال العقود الماضية إلى خدمات حقيقية وملموسة في التعليم والصحة ومستوى المعيشة بما يليق بهذا الشعب الصابر الصامد وثورته الرائعة الفرص المتاحة
** جاهزية المناخ العام، خاصةً مساحة الحريات غير المسبوقة؛ ما يتيح سهولة ومرونة التشكيل والحركة والخدمات. ** الإقبال الشعبي المتوقع في المشاركة الساسية والتصويت الانتخابي "راجع تجربة استفتاء 19 مارس الماضي " ** الانتشار الجماهيري للأفراد والأحزاب السياسية في عرض البرامج والأفكار والتجنيد وزيادة العضوية وتفعيل القواعد و الكوادر الحزبية ** التنسيق والتعاون المتوقع في المساحات المشتركة بين التيارات السياسية والتحالفات والتكتلات والائتلافات ** الرقابة الشعبية المتوقعة على الأحزاب ومؤسسات الدولة وسلطاتها؛ ما يعد حافزًا للعمل والتقدم أو مهددًا بالتقادم والتآكل وربما الزوال. ** نقاء ونزاهة الانتخابات لتكون أول انتخابات حقيقية في التاريخ المصري وبالتالي أو اختبار حقيقي لثقل الأفراد والأحزاب والكيانات ** حالة الفرز المتوقعة لتنقية الخريطة السياسية المصرية من الأحزاب والكيانات الهامشية القديمة والجديدة لتستقر الخريطة بالقوى ذات الثقل النسبي
التحديات والتهديدات ** الرصيد السلبي للأداء السابق "الأحزاب القديمة"، خاصةً رصيد الانحياز لنظام الحكم المستبد الفاسد. ** كثرة الانقسامات والانشقاقات داخل الأحزاب بسبب الترشح سواء على مقاعد الفئات أو الترتيب على القائمة ** مناخ عدم الاستقرار السياسي الذي تمر به البلاد، وغلبة مناخ الارتباك والاشتباك. ** ضعف ثقافة الانتماء السياسي والعمل الحزبي، وبصفة عامة ثقافة العمل المشترك. ** الصعوبات المادية والبشرية التي تواجه الأفراد والأحزاب خاصة الشبابية ** كثرة التجمعات والمجالس والائتلافات "كيانات كثيرة لكنها ضعيفة وغير فاعلة". ** التدخل الخارجي في التمويل المالي تحت لافتات ديمقراطية لكنها في جميع الأحوال تهدد السيادة الوطنية والهوية المصرية ** أشواق المصريين وطموحاتهم التي ستمثل عبئًا ثقيلاً على كل مكونات المشهد السياسي، وستمثل فرزًا مستمرًّا لها. خلاصة الطرح ... رغم ندرة الفرص ووفرة التحديات إلا أنها المخرج الوحيد للتحول الديمقراطي المنشود ، لأن الواقع الحالي يؤكد أن طول الفترة الانتقالية يعرض البلاد والعباد للمزيد من المخاطر الداخلية والخارجية ، المخرج هو الدخول إلى الاختبار الديمقراطي القادم وقبول النتائج التي ستكون في جميع الأحوال تعبر عن خيار المصريين وإرادتهم المنزوعة من زمن. محمد السروجي مدير مركز النهضة للتدريب والتنمية