26 نزلا مغلقا بالجنوب ونسبة الاشغال لا تتجاوز ال 5 % ربما يكون الخط الجوي الجديد بين باريس وتوزر الذي ستؤمنه الناقلة الفرنسية "ترانزافيا" بدعم من ديوان السياحة والمهنيين في القطاع والذي كان محور تظاهرة احتفالية يوم الإربعاء الفارط، بادرة بعودة الأمل في استعادة السياحة الصحراوية بعضا من بريقها الآفل منذ سنوات والذي ازداد قتامة في الفترة الأخيرة بعد الثورة التونسية وبسبب الأحداث في ليبيا.
وقد سعى القائمون على المبادرة للإعلان عن افتتاح الخط الجديد الذي سيؤمن رحلتين كل أسبوع يومي الثلاثاء والجمعة، قبل الانتخابات لتكون رسالة قوية تطمئن المهنيين في الجنوب بالإيمان دوما بقدرات المنتوج السياحي الصحراوي والعمل على دعمه من جهة وتؤكد للسياح المترددين في القدوم بأن الأوضاع الأمنية مستقرة في تونس حتى في ظل الانشغال بالتحضير للانتخبات،من جهة أخرى. ورغم ذلك فإن التظاهرة لم تكن بالنجاح الذي أريد لها أن تكون عليه وقد لا تلعب دورا كبيرا في تحقيق الأهداف المرسومة لها، كيف ذلك؟
حضور ضعيف
أول ما يمكن تسجيله كمؤشر سلبي هو قدوم الطائرة في رحلتها الافتتاحية دون حشد كبير من منظمي الرحلات ووكالات الأسفار الأجنبية الموكول لهم مهمة بيع الوجهة الصحراوية وجلب السياح إلى تونس في هذه الفترة الحرجة التي يمر بها القطاع السياحي في تونس. من جهة أخرى لم يتجاوز عدد الصحافيين الفرنسيين القادمين على متن الرحلة 10 صحفيين تبين من خلال الحديث مع بعضهم أنهم لا يمثلون مؤسسات إعلامية هامة مختصة في المجال السياحي بما يؤكد أن مساهمتهم في التعريف والترويج للوجهة الصحراوية قد لا يكون بالنجاعة الكافية والمرجوة. عقلية تحتاج إلى مراجعة ولعل ما يثير الإستغراب أكثر أنه مقابل هذا الإقبال المحدود من قبل منظمى الرحلات والصحفيين الفرنسيين نجد حضورا مكثفا ويمكن وصفه بالمبالغ فيه من قبل أعوان وموظفي ديوان السياحة بشكل يذكر بممارسات وعقلية سابقة تصور المرء أنها ستتغير بعد 14 جانفي لأنه لم يعد لها مبرر اليوم في وقت تحتاج فيه السياحة إلى مبادرات وتظاهرات محسوبة ودقيقة النتائج أكثر من تظاهرات تصرف فيها أموال وتحشد لها "الطامة والعامة" دون أثر إيجابي على أرض الواقع. تجدر الإشارة أيضا أن مثل هذه الممارسات كانت تستعمل سابقا لتلميع صورة النظام ولم يكن الهدف منها الترويج للوجهة التونسية وتحقيق عائدات أكبر للقطاع السياحي.لكن اليوم وفي ظل الظروف الإقتصادية الصعبة التي تمر بها تونس فالأجدى صرف الأموال في تظاهرات تكون لها عائدات مضمونة لا من أجل الدعاية فقط.
صعوبات ومشاكل
من جهتهم يعتبر المهنيون في الجنوب ممن تحدثت إليهم "الصباح " أنهم سئموا التظاهرات الرنانة خاوية المحتوى والإعلان عن تدشين خطوط جوية باتجاه الجنوب لدعم السياحة الصحراوية لتتوقف بعد فترة لأنها لم تحقق المردود المطلوب. كما يقول المهنيون بالجهة أن واقع ومردود السياحة الصحراوية في تونس ظل دائما بعيدا عن مستوى مؤهلاته الحقيقية كما ظل الجنوب وجهة عبور لا وجهة إقامة بسبب غياب الإرادة التي سعت دائما للحفاظ على مكتسبات الجهات الساحلية على حساب المناطق الداخلية. وتعمقت مشاكل الوجهة السياحية الصحراوية بعد الثورة وبسبب الأحداث على الحدود الليبية بعد توقف النشاط السياحي بشكل شبه كلي على امتداد الأشهر الماضية مما أدى إلى إغلاق 26 نزلا من مجموع 31 نزلا مصنفا.ولا تتجاو نسبة الإشغال حاليا 5 بالمائة في الوحدات الفندقية المفتوحة. وأمام هذه الأرقام المعبرة عن تردى واقع السياحة الصحراوية اليوم بالإضافة إلى تواصل مخاوف السياح الأجانب من القدوم إلى تونس في انتظار ما ستؤول إليه نتائج الانتخابات مما يعني آليا أن موسم ذروة نشاط السياحة الصحراوية لهذا الموسم لن يكون على ما يرام،المطلوب من القائمين على القطاع السياحي إلى جانب المهنيين التفكير في تظاهرات ومبادرات ترويجية أكثر عمقا وتركيزا لاسترجاع الثقة في الوجهة السياحة التونسية.