بالرغم من أنّ الأزمة التي تسببت بها مباراة لكرة القدم بين مصر والجزائر أفصحت عن مدى زعزعة العلاقات العربية وأوضحت هشاشة العلاقة السياسية بين تلك الدول إلّا أنّها كان لها ناحية عادت بالإيجابية على البعض، إذ برز نجل الرئيس المصري علاء مبارك وسطع نجمه خصوصا بعد تعليقاته المثيرة للجدل التي أفصح عنها خلال مقابلاته التلفزيونية. وتشير صحيفة "لوس أنجليس تايمز" الأميركية أنّ شعبية علاء أخذت تتصاعد مع توتر العلاقات المصرية - الجزائرية. تعلق اليوم صحيفة "لوس أنجليس تايمز" الأميركية في تقرير نشرته بصدر موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت على ما اعتبرتها واحدة من أهم الظواهر التي ترتبت على صراع كرة القدم، الذي تفجر أخيرًا بين مصر والجزائر عقب اللقاءين الذين خاضهما منتخبي كلا البلدين في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، حيث قالت إنّه إذا كان من مواطن مصري قد استفاد من تلك الأزمة، فإنّه النجل الأكبر للرئيس مبارك، علاء مبارك، الذي أخذت شعبيته بين مواطنيه منحنًى تصاعديًا عقب تصريحاته المثيرة (التي أدلى بها في مداخلات تلفزيونية) ضد المسؤولين والمشجعين الجزائريين. وتشير الصحيفة في مستهل حديثها إلى أنّ علاء، المعروف أنّ نشاطاته تنحصر في إطار كونه رجل أعمال ولا يطمح لأيّ تطلعات سياسية، كان برفقة شقيقه الأصغر، جمال، الذي يعد واحدًا من أبرز أعضاء الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، في العاصمة السودانية (الخرطوم) لمؤازرة منتخب بلادهما في مواجهته الفاصلة أمام منتخب الجزائر لتحديد الفريق المترشح إلى نهائيات كأس العالم، المزمع إقامتها العام المقبل بجنوب أفريقيا. وتمضي الصحيفة لتُسجل أنّ علاء سبق شقيقه، وبادر بالتعبير فورًا عن مشاعر غضبه على الملأ، حيث أعرب عن إحباطه مما وصفها بالاعتداءات التي تعرض لها وغيره من الجماهير المصرية على يد الجزائريين عقب اللقاء. وتلفت الصحيفة في هذا السياق إلى المداخلة التلفزيونية التي أجراها علاء مع محطة "دريم" الفضائية الخاصة بعد يوم واحد فقط من المباراة، والتي قال فيها إنّ الجزائريين الذين شاهدهم في الخرطوم كانوا مرتزقة مارسوا الإرهاب ضد المشجعين المصريين، مضيفًا أنّ أيّ شخص يقوم بالاعتداء على مواطن مصري يجب "أن يُضرَب على رأسه". وهنا، تشير الصحيفة إلى أنّ الآلاف من مستخدمي الإنترنت المصريين هللوا بعد ذلك بأقلّ من أربعة وعشرين ساعة لعلاء مبارك على مدوناتهم الإلكترونية. كما حرصت الصحيفة على إبراز وجهة نظر الصحافة المعارضة في مصر حول هذا الشأن، لتشير إلى المقال الذي كتبه الصحافي المعارض إبراهيم عيسى، رئيس تحرير صحيفة الدستور المستقلة تحت عنوان "12 سببًا وراء حبّ المصريين لعلاء مبارك"، والذي قال فيه إنّ مشاعر المصريين تجاه علاء كانت أكثر دفئًا عما كانت عليه تجاه جمال، مُرجعًا في ذات الوقت أسباب ولع المصريين بعلاء إلى بساطته وحقيقة عدم سعيه للشهرة. كما تَعرِض الصحيفة للانتقاد الذي وجّهه علاء لفضائية الجزيرة الإخبارية، بقوله إنّ المحطة القطرية تعمدت لعب دور في تصعيد حدة المواجهة بين مصر والجزائر. كما وجه علاء انتقاداته لسفير الجزائر بالقاهرة، عبد القادر حجار، الذي صرح بأنّ بلاده لم تقترف ما يستدعي تقديم الاعتذار عليه للمصريين. ورغم أنّ كثيرين يعتقدون أنّ علاء مبارك يحاول اغتنام تلك الفرصة لتعزيز وضعيته، والقيام ربما بدور أكبر في الحياة الاجتماعية والسياسية بمصر، غير أنّه نفى مثل هذه الادعاءات والتخمينات، قائلًا إنّه غير مؤهل لكي يشغل منصب رئيس الجمهورية وأنّه تفاعل مع الأزمة الأخيرة مثلما كان سيفعل أي مواطن مصري عادي. وتنوه الصحيفة في الختام بأنّ الأزمة التي نشبت بين مصر والجزائر على خلفية المصادمات الكروية الأخيرة دفعت بمصر إلى استدعاء سفيرها بالجزائر.