ورقات تونسية - كتب حكيم غانمي: مخجل أن يتغيب الأمن فجأة وينعدم بموجب هذا الأمن والأمان.. ومؤلم أكثر أن تحترق مقرات منشآت وإدارات عمومية أمام العام والخاص ولا من متحرك من ذوي أهل الإختصاص الإداري والقانوني.. والمؤلم أكثر أن تتجند كل الأصوات من هنا وهناك.. للإقرار بأن ما حصل من إحتجاجات وحرق ونهب وتكسير وتهشيم.. هو من قبيل ردة الفعل لمناصري تيار الشعبية بسيدي بوزيد أو لمناصري رئيسها كقائمة أقرت الهيئة العليا للانتخابات بإسقاطها.. وما يحز في النفس أكثر ان الوضع الأمني بسيدي بوزيد الذي تحول ليلة الخميس 26 أكتوبر 2011 إلى إنخرام وفوضى عارمة ساهمت في اتاحة الفرصة للبعض لحرق ونهب المقرات الإدارية العمومية.. ودون تفاصيل أخرى نعلمها جميعنا من وحي أحداث سيدي بوزيد الأخيرة.. وجدت نفسي مقتنعا لنشر التوضيحات التالية: من البداية وجب عليّ توضيح أني لست بمتحزب وأعتز بأني من المستقلين عن كل التيارات والأحزاب بما يفسره أني مع تيار الحق أكتب دائما ولا أرنو غلى حسابات خاصة بمنطوق أني لم أكن لا من المترشحين لإنتخابات التأسيسي لا حزبيا ولا كمستقل.. ومن أوضّح أن تعاملي مع الأحداث الأخيرة التي جدت بربوع سيدي بوزيد كان تعاملا عقلانيا ومن باب الغيرة على ولايتي وإن كنت أع تبرها صراحة أن أشبار كل تونس هي عزيزة عليّ كما على كل تونسي غيور دون شك.. أسوق هذه الملاحظة الأولى لأتعمق في صلب الموضوع.. وحتى لا أفهم على كوني أدافع عن هذا او ذاك.. وفي تقديري الخاص أرى ان تيار العريضة الشعبية للمترشح الهاشمي الحامدي كان سببا رئيسيا فيما آلت إليه الأوضاع حال الإعلان عن اسقاط بعض قوائمها ببعض الجهات.. وهنا ألوم علنا هيئة الجندوبي وربما معها الحكومة المؤقتة باعثة اللجان المستقلة وممولتها.. ألومها على مبدأ قبول ترشح الحامدي كمستقل ان صحّ فعلا ما تدعيه لاحقا طبعا.. من كون الحامدي لا يشرف تمثيل التونسيين لأسباب عدة.. ومن هنا توجب التأكيد على أن هيئة الانتخابات هي السبب الأول فيما حصل بسيدي بوزيد خاصة بالرجوع لفرضية ان الأحداث هناك كانت بسبب قرار اسقاط قائمة تيار العريضة بالجهة.. والصواب انها كانت تمنع الحامدي كمترشح من الأول.. النقطة الاخرى في نظري انه كان على وسائل الاعلام التلفزية خاصة أن تفسح المجال للرد على ما يقوله كل ممثل لحزب ما.. لأن الإهانات والتي قرأت من تعاليق وتصاريح البعض في حق من اختار تيار العريضة الشعبية قد تكون سببا مقنعا في غضب واحتجاج الناس ممن اختاروا بحرية من يمثلهم.. والحال ينطبق على الجميع ولكل حرية اختياراته.. وهو في نظري السبب المهم في اندلاع احداث الفوضى و الشغب بالجهة.. من جهة أخرى ومن خلال الإستماع إلى الكثير من الأهالي بمختلف ربوع سيدي بوزيد نبين وأن الكثير من المحتجين لا علاقة لهم بأي حزب ولا حتى بتيار العريضة.. مما يفسر تفاعلهم لرد غاعتبار الجهة واهاليها وللرد عما يقال حول بعض التصاريح التي فهمت بأنها مسيئة ومحتقرة لهم كأبناء سيدي بوزيد و حتى ابناء بعض الجهات الأخرى ممن اختاروا تيار العريضة.. والمهم أكثر هو أن الكل من وسائل إعلام وأحزاب ورأي عام حصر الإحتجاجات والحدث في ظاهرة على أنه مساندة للحامدي.. والحقيقة أنه ليس كذلك باعتبار أننا نلاحظ الكثير من الألوان التي التقت لتحتج عن تهميش الجهة حتى في أوج الثورة وبعد عرسها الانتخابي الرائع.. بقي لي الإشارة إلى أن الوضع بسيدي بوزيد خلال يوم 28 أكتوبر 2011 ذ ّكرنا بنفس ما حصل أيام ثورة 14 جانفي.. وهو انسحاب للامن والجيش يراقب مع تأمينه لحراسة مشددة على الولاية فقط.. في حين بقيت البلدية والمحكمة وبقية المنشآت العمومية بلا حراسة.. مما سهّل عملية حصول الحرق والنهب والوضع بتنا نعلمه جيدا.. من خلال التقارير الرسمية الواردة على الجميع هنا وهناك.. والمؤلم حقا هو لماذا لا تأمن حراسة من لدن الجيش على البلدية والمؤسسات العمومية بسيدي بوزيد كما نظيراتها بتونس الكبرى على الاقل كما عاينت؟؟؟.. ومن هنا تدخل بنا التأويلات خبر كان الذي لا حدود له..