أخيرا رضخت الإدارة السورية لللإرادة العربية وتحت ضغط من الانتفاضات الشعبية والغضب الجارف في أمتنا الإسلامية . فبينما كانت طبول المعارضة السورية تهتف بجوار حائط الجامعة العربية مساء أمس بالقاهرة : " ما أحلى عيشة الحرية " كان القرار من الإدارة السورية بوقف الطبول الداعية لأعمال العنف ضد المدنيين وأبناء الشعب السوري الذي خرج ليعبر عن رأيه ضد الفساد والطغيان .وقررت الإدارة السورية معها سحب معدات الشرطة والجيش من شوارع حمص وحماة وغيرها من المدن التي جرى فيها الدم العربي مسفوحا على يد قوات الأمن السورية وليس قوات أجنبية . وكأن إراقة دماء الشعوب أصبحت لعبة في أيدي السفهاء ، مع أن نداءات العقل والحرية كانت تنادي : لا تؤتوا السفهاء أسلحتكم .. وأيضا لا تؤتوا السفهاء أموالكم .. فها نحن رأينا العبث بأموال الشعوب والتفنن في سرقتها تنتشر من المحيط إلى الخليج . وما حديث الأسباب في الربيع العربي عنا ببعيد . لقد رضخت سوريا للإرادة العربية باجتماع وزراء العرب الطارئ في القاهرة مساء أمس والذي قرر أنه في حالة انعقاد دائم إذا لم تستجب سوريا استجابة كاملة لقرارات المجلس . إنني أحيي الإدارة السورية سعة الأفق والتي جاءت للأسف متأخرة وهذه المرونة في التعامل مع نصائح حكماء العرب ، ولا داعي للإستمرار في المذبحة .. فالذين قتلوا بسلاح إخوانهم كثر ، ولا نرضى لبلادنا أن تدخلها قوات أجنبية لتقدم الحرية للمكبلين .. إنها يا سادة إذا فعلت ذلك فإنما كمن يدس السم في العسل .. فليعلم ذلك الطغاة والمفسدون .