بقلم الكاتب الصحفي : رضا سالم الصامت هكذا قال الشاعر الراحل نزار قباني : يا تونس الخضراء جئتك عاشقا *** وعلى جبيني وردة وكتاب تونس الخضراء ، على الجبين " كتاب " تخلصت من الاستعمار، واستعادت حريتها و سيادتها، مثلما تخلصت من حكم الديكتاتورية فكان يوم 14 يناير 2011 يوما مظفرا و تاريخيا ، تتويجا رائعا لكفاح شعب أبي آمن بالحرية والعزة والكرامة. الشعب التونسي من خلال ملحمة ،أكد للعالم انه موجود، وأنه وفاء دائم لدماء الشهداء وتضحيات المقاومين والمناضلين، فيه التونسيون صنعوا مآثر الشعب وأمجاده الناصعة، معتزين بتاريخه النضالي وبذاكرته المجيدة، التي تنهل منها الأجيال الحاضرة معاني التعلق بتونس والولاء لها دون سواها. ولقد كان الاستقلال ثمرة كفاح شعبي طويل، انطلقت شرارته الأولى منذ أن وطأت أقدام الاستعمار أرض تونس في جبال خمير، فتصدى لجيوشه منذ اللحظة الأولى وطنيون أحرار في جبل ماكنة، بكل ما لديهم من سلاح وشجاعة. وكان صمودهم ملحمة متواصلة عبر سائر الجهات، لم تتوقف على امتداد سنوات، قدم فيها الشعب التونسي أغلى التضحيات وأروع البطولات. وإنها لملحمة غذاها وعي وطني جذوره نابعة من حركة الإصلاح التونسية، شاركت فيها مختلف فئات الشعب وكل القوى الوطنية، وتمازجت فيها النخب بالجماهير، واضطلع فيها الحزب الحر الدستوري التونسي بدور قيادي رائد في جميع المراحل، إلى جانب المنظمات الوطنية العتيدة والوطنيون الأبرار من كل المشارب. وإذ يستحضر الشعب التونسي اليوم بعميق الإجلال تضحيات الأجيال المتلاحقة من الشهداء الأبرار والمقاومين والمناضلين، مترحمين على أرواحهم الزكية، فإنه يعبر عن عظيم تقديره لزعماء الكفاح وقادته، وإكباره لما تحلّوا به من وطنية صادقة وإقدام على البذل والتضحية وتحمل الاضطهاد وعذاب المنافي والسجون، فكانوا خير تعبير عن ضمير الشعب والوطن، وفي مقدمة الجميع الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، رائد الحركة الوطنية وأول رئيس للجمهورية التونسية. وقد أكد الشعب التونسي أن الوفاء لإنجازات السابقين، إنما يكون بإثرائها وتعزيزها بما أن الاستقلال أمانة تتوارثها الأجيال المتعاقبة. و من رموز النهضة الحديثة في تونس أحمد بن أبي الضياف وخير الدين باشا والبشير صفر وسالم بوحاجب و الطاهر الحداد و عبد العزيز الثعالبي والحبيب بورقيبة وغيرهم. تعززت قيم الجمهورية بترسيخ مبادئ الديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان وقيم التضامن والتسامح والاعتدال والوسطية ونبذ كل أشكال العنف والتطرف. وتدعمت هذه القيم بإضفاء الصبغة الدستورية على المبادئ المتعلقة بالأحوال الشخصية بما جعل حقوق المرأة جزء أساسيا من حقوق الإنسان. وتتسم سياسة تونس الخارجية بالاعتدال والانفتاح، مع التمسّك بالمبادئ الثابتة التي قامت عليها والمتمثلة أساسا في التعلق بالشرعية الدولية وميثاق الأممالمتحدة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والاحترام المتبادل وحسن الجوار والعمل على فضّ النزاعات عن طريق الحوار والوسائل السلمية ورفض العنف وكل أشكال التطرّف ومناصرة قضايا الحق والعدل وتكريس علاقات التعاون والشراكة على أساس تكافؤ المصالح والعمل على ترسيخ التضامن بين الشعوب والدول وإضفاء بعد إنساني على العلاقات الدولية والمساهمة الفاعلة في جهود خدمة السلم والأمن العالميين وتحقيق الاستقرار والتنمية الشاملة لكل شعوب الأرض... هذا و قد تحققت عدة إنجازات مكّنت تونس من توفير ما يحتاج إليه قطاع المعلومات والاتصالات من مهندسين وتقنيين سامين وكذلك من تلبية الاحتياجات في مجال التكوين المستمر والرسكلة. ومن ناحية أخرى، تمثّل مدينة تكنولوجيا المواصلات، المقامة على مقربة من تونس العاصمة، فضاء يتطوّر فيه، بتكامل وتناسق، التعليم والبحث والتكوين والصناعة في محيط إبداعي، يساعد على إذكاء جذوة الخلق والابتكار والتحكّم في التكنولوجيا المتطوّرة. و مثلما انطلقت الشرارة الأولى لثورة الفقراء و البطالين من سيدي بوزيد ، و كل مواطن و مواطنة تونسية ، خرجوا للشارع بصدور عارية متحدين و متحدين الرصاص و هم يطالبون بالحرية و الكرامة و تغيير النظام " نظام بن علي البوليسي و على جبين كل واحد منهم " وردة " فكانت ثورة الكرامة ، ثورة " الياسمين " كما يحلو للبعض تسميتها 14 يناير 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي الذي أغرق البلاد في الفساد ،جاءت ليكمل الشعب التونسي الأبي مشوار كفاحه ضد الفساد الذي ذهب عم البلاد و هاهي تونس الخضراء تسترجع قواها و تقف من جديد على قدميها، مما يزيدها بهاء و جلالا و تعود هويتها العربية الإسلامية الحقة . رضا سالم الصامت كاتب صحفي و مستشار اعلامي مصدر الخبر : بريد الحوار نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=22992&t=تونس، و على الجبين " وردة " و " كتاب "&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"