موجة جديدة من القوة الدافعة الثورية المضافة والمطلوبة لثورة 25 يناير بهدف الخروج من حالة الركود والقصور الذاتي التي أصابت ثورتنا المباركة ، مليون أو أكثر لا أملك تقديراً دقيقاً للمتظاهرين في ميدان التحرير ، لكن الدقيق كل الدقة هي حالة الوعي واليقظة والنضج التي يتمتع بها شعبنا العظيم صاحب الثورة الملهمة ، والدقة كل الدقة هي أجواء استشعار المسئولية والشعور بالخطر على الثورة والمكاسب والطموحات ، راهن البعض على شغل الرأي العام وشق الصف الوطني والمزيد من الاشتباك الخشن والدخول لمربعات جديدة من التصنيف والفرز والاستقطاب ، وراهن البعض على المزيد من خلط الأوراق وتعكير الأجواء أملاً في تأجيل أو إرباك الاختبار الديمقراطي الحقيقي والوحيد في حياة المصريين ، ويراهن البعض على التسويف وإطالة فترة حكم المجلس العسكري لاعتبارات محلية وإقليمية ودولية في مقدمتها إيقاف القطار الإسلامي القادم من عمق هوى وهوية الشعب المصري فضلاً عن تأمين الكيان الصهيوني الخاسر الأكبر من ثورتنا المصرية الملهمة ، في هذه الأجواء والأهداف والخلفيات جاءت مليونية حماية الديمقراطية لتصل عدة رسائل في اتجاهات عدة منها : ** رسالة الشعب إلى نفسه ... باستمرار يقظة الحس الثوري والضمير الوطني ، رسالة الوعي الفكري برفض وثيقة السلمي و رفع شعار أن الشعب يعلو ولا يعلى عليه ورسالة اللياقة الثورية والحركية بسرعة تلبية النداء والحضور للميدان ** رسالة إلى بقايا النظام.... شبكات الفساد والإفساد ، فضلاً عن بقايا التنظيمات الفكرية المندثرة والتنظيمات المتهالكة أن محاولات الوقيعة وشق الصف أصبحت من مخلفات التاريخ ** رسالة إلى منصة الحكم المصري ..... بجناحيه المدني – حكومة شرف – والعسكري انه بعيداً عن الشخصنة سيبقى شعر المرحلة ومعيار التعامل هو "الإعزاز على قدر الإنجاز" ** رسالة إلى التيارات السياسية والألوان الفكرية ..... أن هذه الحشود لا تمثل انتصاراً لفصيل ما ولا هزيمة لفصيل آخر ، لكنها انتصاراً لمصر كلها بهذا الحضور وهذه اليقظة ** رسالة إلى إدارة المشروع الصهيوني .... أن الثورة ما زالت مصرية خالصة وأن كافة الأبواب مغلقة أمام محاولات الاختراق والتدخل ولو تحت مظلة دعم الديمقراطية والتداول السلمي خلاصة المسألة .... مليونية حماية الديمقراطية هي موجة مضافة لدفع عجلة الثورة التي توقفت قليلاً ، يتبعها موجات جديدة ومتتالية ، عاقلة وراشدة ونافذة ، حتى تصل الرسالة لمن يهمه الأمر ، أن الشعب يعلو ولا يعلى عليه. محمد السروجي مدير مركز النهضة للتدريب والتنمية