رياض حجلاوي الاتحاد العام التونسي للشغل منظمة عمالية تونسية ارتبط تاريخها بمؤسسيها الشهيد فرحات حشاد والمرحوم الفاضل بن عاشور وغيرهم من زعماء الحركة الوطنية تأسست في 20 جانفي/كانون الثاني 1946، خلال المؤتمر الذي انعقد بالمدرسة الخلدونية. وقد ضم أول مكتب لها الزعيم فرحات حشاد كاتبا عاما والشيخ محمد الفاضل بن عاشور رئيسا عرف الشهيد فرحات حشاد بقربه والتحامه بشعبه التونسي وهو يرزح تحت الاحتلال وقد قال الشهيد كلمته المشهورة أحبك يا شعب واستشهد من أجل هذا الحب الصادق لشعبه الواعد تتاول على المنظمة الشغيلة العديد من الأمناء العامين واتسمت فترة الأمين العام الحبيب عاشور بالتقلبات الاجتماعية وكان أشدها سنة 1978 التي سقط فيها العديد من العمال شهداء على يد البوليس بعد استيلاء بن علي على السلطة ضعف إشعاع مركزية المنظمة جراء السياسات التي انتهجتها السلطة الجديدة تجاه الاتحاد باحتواء قياداته وقمع التحركات العمالية هذا الاحتواء له العديد من الشكال بين الترغيب والترهيب وصل حد سجن الأمين العام إسماعيل السحباني الذي انتخب سنتي 1993 و1999، على راسة الاتحاد لكنه انتهى سنة 2000 بالسجن حيث وجهت إليه تهم بالفساد. وقد عوضه على رأس الاتحاد في 21 سبتمبر 2000 السيد عبد السلام جراد وقد أعيد انتخابه في المؤتمر المنعقد في جربة سنة 2002 كما انتخب مرة أخرى سنة 2006. وتميزت هذه الفترة في عمومها بتراجع العمل النقابي. هذه الحقبة الطويلة من تاريخ الاتحاد كانت أغلبها في مواجهة دولة الاستبداد وأشدها حقبة استبداد المخلوع الذي عمل على ضرب كل مؤسسات المجتمع المدني اليوم بعد هذه الثورة العظيمة لشعبنا العظيم في تونس تؤسس لمرحلة جديدة عنوانها دولة الحريات والقانون والمساوات مؤسسات المجتمع المدني ومن ضمنها الاتحاد ستكون ضمانة لقوة هذا المجتمع إذا كانت مؤسسات منتخبة دون وصاية ولا احتواء ولا ترهيب السيد عبد السلام جراد هو الذي خلف السيد السحباني والآن يتهم بالفساد والمؤسف أنه يستعمل أشكالا للدفاع على تبرئته غير سليمة وهو الدعوة لإضرابات في العديد من القطاعات رغم أن الحكومة لم تشكل بعد. نقدر أن القضاء في هذه الفترة ليست عليه ضغوط لخدمة مصالح سياسية وإذا كان السيد عبد السلام جراد بريئا من هذه التهم فليواجه القضاء بشجاعة ويترك المنظمة تبني مؤسساتها لمواجهة استحقاقات المرحلة المقبلة