أيها الشعب التونسي العظيم ياشباب تونس يا من قمت بأعظم ثورة في التاريخ المعاصر، يامن دحرت اكبر طاغية عرفته بلادنا فولى ذليلا شريدا ، يامن فدبت حريتك بدمائك التي سالت زكية ، يا من اصبحت قدوة ومنارة للمستضعفين في الارض يسيرون على خطاكم ويهتدون بشعاع هذا النور الذي شرف كم به الله فاشرقتم به على الكون وكنتم نبراسا. أنا لم اعد افهمكم ! ان المكر السيء الذي يحيكه أعداء الوطن وأذنابهم بالليل والنهار، كيف ينطلي عليكم فاستكنتم ووضعتم لامة الحرب عنكم وكان الامر لم يعد يعنيكم ،والحال ان البلد تحترق من شمالها الى جنوبها حيث تحاك الدسائس والمؤامرات سرا وعلانية بالليل والنهار. اين تلك العزائم الصادقة التي لا تخورولاتنثني، ان ثورتكم على الظلم لم تضع أوزارها بعد ، فكيف سولت لكم أنفسكم وكان الامر لم يعد يعنيكم فغادرتم ساحة النضال ، والحال ان الفتنة تأكل الاخضر واليابس، عجبا لصمتكم ومؤسسات البلد تحترق والحرمات تستباح و... ألستم من زكيتم الأيادي المتوضئة لتقود البلد الى العزة والكرامة، وانتم واثقون من اختياركم ؟ فلماذا لاتنصرونهم ؟ أيها الشباب ان البلد أمانة في أعناقكم، وكل ذرة من تراب فيه هي ملك لكم وللأجيال من بعدكم ، فهلا هببتم هبة رجل واحد لتذودوا عنه ، لتجعلوا كيد الكائدين في نحورهم، ( اذا قيل من فتى خلت أني عنيت فلم أكسل ولم أتبلد ). أيها الشيوخ يا من خارت قواكم لتراكم السنين على ظهوركم اين سلاح الدعاء والقربى الى الله، هل فترت عزائمكم مثلما فترت قواكم، الا ليس لكم عذر وقد استدبرتم من أمركم اكثر مما انتم مقبلون عليه (...لولا صغار رضع وشيوخ ركع...) هذه استغاثة ابعث بها لكم أعذارا لله وقد وهن عظمي وخارت قواي ولكنه جهد المقل (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ). صدق الله العظيم الطاهر الحصني - فرنسا