الورقة الأولى : لا لمصادرة الحريات لو وقع طرد طالبة من كلية الآداب بسبب لباسها القصير لثارت ثائرة كل المنظمات "الحقوقية" و لَهاج كل المتكلمين باسم "الديمقراطية" و لَكيلت أشنع الشتائم لإطار الكلية و لألصقت به أبشع التهم و لنُعِت العميد و الأساتذة بالظلاميين و المتخلفين المعادين للحريات ... لماذا نعتبر "تعرية" المرأة حرية و "سترها" تخلفا ... لماذا لا نقيس الحريات بنفس الميزان ؟ لماذا لا نُعامل الناس بنفس المكيال ؟ لماذا كل هذا التشنج و العداء في التعامل مع حريات المتديين؟ ما ضر عميد كلية الآداب لو تدخل لفائدة المنقبات مراعاة لهن و للظرف الذي تمر به البلاد ؟ أنا - شخصيا - لا أعتقد بوجوب إرتداء النقاب و لكني أحترم المنقبات و يُؤلمني كثيرا أن تُصادر حرياتهن ... لماذا يُفهم المجتمع المدني في تونس على أنه مجموعة من القوى و المنظمات المعادية لكل مظاهر التدين ؟ لماذا تُدافع بعض المنظمات الحقوقية في أروبا عن "النقاب" بينما تُدينه نظيراتها في تونس؟ هل وجدتم الآن تفسيرا لنتائج الإنتخابات؟
الورقة الثانية : نظام رئاسي أم برلماني ؟ قبل الإنتخابات: كانت معظم القوى السياسية تُنادي بنظام برلماني يحول دون عودة إستبداد الفرد بعد الإنتخابات: تمسكت "النهضة" بإختيارها للنظام البرلماني ... أما بقية الأحزاب فأصبحت تُفضل نظاما رئاسيا يحد من صلاحيات حكومة "النهضة" و لو إختارت النهضة النظام الرئاسي لإنحازت بقية الأحزاب إلى النظام البرلماني و لسخرت كل أساتذة القانون للترويج لهذا النظام فهم لا يهمهم شكل نظام الحكم بقدر إهتمامهم بموقع "النهضة" ... و كل الأنظمة مناسبة بشرط أن تكون خالية من حزب "النهضة" إذا لم يكن لك في الخير اسم فارفع لك في الشر علما الورقة الثالثة : نعيق الغربان لن يعيق شدو البلابل الذين يعتقدون أنهم يحتكرون الديمقراطية و الحرية و الحداثة و العدالة و الوطنية يعيشون حالة من الإحباط و الحزن على ضياع الديمقراطية. لأن الديمقراطية عندهم تُساوي فقط فوزهم في الإنتخابات ... و هزيمتهم تعني التشكيك في إختيارات الشعب و الطعن في قدرة منافسيهم على قيادة البلاد و تخويف الناس من نوايا الفائزين حتى و إن كانت برامجهم مُطَمْئِنَة. إنهم يُصبحون على رثاء الحريات و يمسون على تأبين المرأة و ينعون الديمقراطية التي تركت مكانها لديكتاتورية الأغلبية – حسب رأيهم طبعا. هؤلاء هم أعداء الديمقراطية بلا منازع.
الورقة الرابعة : مفهوم جديد للديمقراطية الديموقراطية في تونس تعني أحقية الأقلية في الحكم على حساب الأغلبية ... فالمهزومون في الإنتخابات هم الأسياد و أصحاب الأغلبية هم المقزمون ... في تونس فقط , تُكرس وسائل الإعلام مبدأ إقصاء الأغلبية و فسح المجال للأقلية. تلك هي الديمقراطية التي تريد القنوات التجمعية و الصهيوبنفسجية و "الموردوخية" تسويقها. رغم ذلك ... سيتواصل سير القافلة