ببادرة نوعيّة من حزب التحالف الوطني للسلم والنماء، ومشاركة كل من حزب الإصلاح والتنمية، وحركة الوحدة الشعبيّة وحزب ونس الكرامة وحزب الأمانة، وحزب تجمع قوى 17فبراير الليبي، وبحضور إعلامي لافت وملحوظ، أدى جمع من ممثلي الأحزاب المذكورة ومثقفين وممثلين عن المجتمع المدني إلى جانب عدد من أهالي مدينة بن قردان، زيارة ميدانيّة أثثتها ندوة صحفيّة للأطراف السياسيّة السابق ذكرها، عند النقطة الصفر من معبر رأس جدير الحدودي تحت شعار "نداء راس جدير-ذهيبة"، في مشهد رمزيّ يحمل أكثر من دلالة ورسالة إلى كلا الشعبين الشقيقين التونسي والليبي من أجل تكريس روح الإخاء ودعم المصالح المشتركة بين الطرفين لاسيما بعد ثورتيهما المباركتين. ويأتي ذلك على خلفيّة ما شهده المعبر خلال الفترة الأخيرة من انفلات أمني وتجاوزات من بعض الأطراف من الجانب الليبي أدّى إلى إغلاقه بصفة جزئيّة أمام حركة العبور العادية في الاتجاهين وهو ما كانت له آثار سلبيّة على المستوى الاقتصادي بالخصوص على اعتبار متانة الروابط التجاريّة والاقتصاديّة بين الجارين الشقيقين وخاصة على مستوى مدينة بن قردان الحدوديّة. وقد أكّد في الأثناء السيّد محافظ الشرطة الحدوديّة من الجانب التونسي، على أنّ المعبر لم يتمّ إغلاقه في الواقع أمام جميع حالات العبور مؤكدا أنّ القرار شمل فقط الحالات العاديّة التي تحتمل الانتظار إلى حين مزيد ضبط الأمور الفنيّة واللوجستيّة للمعبر من الجانب الليبي. كما التحق بالموكب الذي ضمّ عددا من الإعلاميين والصحفيين، مجموعة من الثوّار والضبّاط الليبيين التابعين لوزارة الداخلية الليبيّة، الذين رحّبوا بالمبادرة وتسلّموا عددا من باقات الورود من المجموعة المنظمة في مشهد تفاعليّ معبّر يترجم العلاقة التاريخيّة التي تربط الشعبين الشقيقين. وقد افتتح السيّد محمّد القوماني الندوة الصحفية بكلمة عبّر فيها عن أهميّة المرحلة التي يمر بها شعبا تونس وليبيا وثورتهما وجسامة التحديات المطروحة أمامهما في الإطار ما يدفع نحو مزيد تدعيم العلاقات الثنائيّة بين الشعبين وتجاوز كلّ أشكال الخلافات والحوادث العرضيّة التي لا يمكن أن تؤثر بشكل في متانة الروابط الأخوية والتاريخيّة والجغرافيّة للبلدين. وتناول السيّد اسكندر الرقيق رئيس المكتب السياسي لحزب التحالف، من جانبه الكلمة فعبّر من خلالها عن ضرورة تمسّك الطرفين التونسي والليبي بعلاقة حسن الجوار القائمة على أواصر الأخوّة والمصالح المشتركة بين ليبيا وتونس وذلك لمزيد دعم البلدين في عملية البناء والتأسيس بعد انجاز ثورتيهما التاريخيتين. وأكّد الرقيق على أنّ هذه المعاني السامية هي الدافع الرئيس لبادرة نداء رأس جدير ذهيبة. ودعا في كلمته باقي الأحزاب السياسيّة ومكوّنات المجتمع المدني في البلدين إلى دعم البادرة والعمل على مزيد إرساء وترسيخ تقاليد العلاقات بين الشعبين عن طريق الدعم المادي والإعلامي والاقتصادي من أجل شراكة فعليّة وحقيقيّة تقطع مع كلّ أشكال الهيمنة والتبعيّة والانفلات والاستغلال، تكريسا لاقتصاد وطني قوّي ومتين يعمل على تعبئة كلّ القوى الحيّة من أجل دفع عجلة التنمية المستديمة. كما نبّه من ناحيته إلى ضرورة الإسراع في إرساء أسس العدالة الانتقالية ومبدأ الشفافية ودعم القوى السياسية في البلدين تحقيقا للمسار الديمقراطي في الجارتين بعد نجاح ثورتيهما وتحسبا لأية محاولات للشدّ والرجوع إلى الوراء.. كما تسلّم الكلمة السيّد عبد الحميد بودبرة الناطق الرسمي باسم حزب تجمع قوى 17 فبراير، وعبّر في كلمته عن اعتزاز الشعب الليبي والثورة المباركة بالأشقاء التونسيين وشدّد على توخي الحذر وعدم الوقوع في الفتنة التي تريد استرجاع الأنظمة الدكتاتوريّة البائدة في كلا البلدين. كما دعا كلّ الأطراف المسؤولة إلى العمل على مزيد دعم العلاقات الثنائيّة بين الأشقاء التونسيين والليبيين سيما في معبر رأس جدير الذي يعدّ نقطة لقاء الأشقاء. وتعهّد من جانبه على بذل حزبه كلّ المجهودات الممكنة من أجل تطوير روابط الأخوّة والمحبّة والمصالح الاستراتيجيّة المشتركة بين الشعبين. وقد عبّر في ختام الندوة الطرف الليبي على المعبر من ثوّار وأمنيين ليبيين، عن تواصل بذل كل الجهود والطاقات لتعزيز التعامل بين الجانبين والإسراع في إعادة فتح المعبر في غضون أيّام أمام الحركة العادية في كنف الأمن والنظام.