لم تستجد حتى مساء الاربعاء، معلومات أكيدة عن قضية الرهائن الإسبان الذين اختطفوا مساء الأحد الماضي بينما كانوا في طريقهم إلى نواكشوط ضمن قافلة خيرية إسبانية. فلم تعرف الجهة الخاطفة ولم يحدد مكان الخاطفين والرهائن ولم يعرف على وجه الحقيقة أي شيء عن القضية رغم جهود الأمن الموريتاني ورغم البحث المضني الذي بذلته قوات مكافحة الإرهاب ورغم تحركات الحكومة الإسبانية في جميع الاتجاهات والتي من بينها تشكيل لجنة أزمة سامية الأعضاء. وآخر خبر يشاع هو ما نقل عن مصدر امني موريتاني رفيع قوله صباح الاربعاء من ان الرهائن يوجدون الآن بيد تنظيم القاعدة شمال مالي، مشيرا الى ان "مرتزقة افارقة، غيني ونيجيريان، قاموا باختطاف المجموعة وتسليمها للقاعدة خدمة للتنظيم". وظهرت الاربعاء الانعكاسات الأولى لهذه القضية على الساحة الموريتانية حيث أقال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز قائد أركان الدرك الوطني، العقيد أحمد ولد بكرن، وعين مكانه العقيد جيغا جينغ وهو من أصل زنجي. والملاحظ أن معظم المعلومات الخاصة بهذه القضية مجرد شائعات مستمدة في غالبها من تسريبات أمنية واستخبارية صادرة عن جهات أمنية موريتانية قررت التخفي وعدم الإفصاح. ومن الأخبار التي أشيعت وجرى تداولها أن مصدرا أمنيا في نواكشوط رفض الإفصاح عن اسمه، أكد أن السلطات العسكرية والأمنية الموريتانية حددت مكان وجود الخاطفين ورهائنهم، مضيفا أن اعتقالهم بات مسألة وقت. وانتظر الجميع أن يعلن عن اعتقال الخاطفين لكن أي شيء من ذلك لم يحدث. ونقل عن مصادر أوروبية قولها إن مكان الخاطفين قد تم تحديده على بعد 150 كلم شمال مدينة أقجوجت مرة وشمال مدينة نواكشوط مرة أخرى. وتحدثت مواقع الكترونية موريتانية عن وجودهم مرة قرب فديرك ومرة قرب ازويرات وحتى قرب شنقيط، لكن مصدرا إعلاميا موريتانيا ذهب أبعد من ذلك حيث أكد استنادا إلى "مصادر مطلعة" أن السلطات الاسبانية تجري مفاوضات مع الخاطفين في منطقة آقوينيت بشمال موريتانيا". وأضاف أن الخاطفين كانوا قد وصلوا إلى "آقوينيت" يوم الاثنين ورفضوا في البداية التفاوض مع السلطات الاسبانية، لكنهم تراجعوا عن ذلك وقبلوه في النهاية. غير أن خبرا آخر فند كل هذه المعلومات، وهو هذه المرة منقول على لسان الرئيس محمد ولد عبد العزيز مفاده أنه قال لوزير اسباني زائر مساء الاربعاء، "إن موريتانيا لا تعرف أي شيء عن مكان الخاطفين والرهائن وأن ما تناقلته وسائل الإعلام لا أساس له من الصحة". أما الجهة المسؤولة عن الاختطاف فلم تتضح بعد وإن كان الأسلوب وتأخير الإعلان عن تبني العملية يشيران لتنظيم القاعدة ولفرع مختار بلمختار بالذات صاحب الخبرة والتجربة في المجال والذي يتوفر على خلايا نائمة داخل موريتانيا، حسب تقارير إعلامية. ووسط الغموض وتضارب الانباء نُقل عن مسئول موريتاني كبير قوله الأربعاء إن الرهائن الاسبان نقلوا إلى مالي. ونقلت وكالة الانباء الألمانية عن المسؤول الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته قوله إن الخاطفين يتعاونون مع فرع تنظيم القاعدة في شمال إفريقيا. وأوضح المسؤول إن عصابات تهريب المخدرات والمهاجرين أنتقلت إلى خطف الأشخاص كمصدر للدخل. في الصحراء الإفريقية في الساحل وأنهم يعملون لحساب القاعدة. ويذكر أن الساحل الموريتاني والصحراء الغربية هي معبر شهير للمهاجرين الأفارقة الذين يحاولون الوصول إلى أسبانيا. وقالت الحكومة الأسبانية إنها لا تستطيع تأكيد التقارير التي تقول بأن عمال الإغاثة (رجلان وإمرأة) تم تحديد مكانهم. ولكن في بيان صدر الأربعاء قالت وزارة الخارجية إن الحكومة تعمل على "تحديد الموقع الحقيقي للمخطوفين" دون الإدلاء بأي تفاصيل أخرى. وقالت الوزارة إن أسبانيا على إتصال "على كافة المستويات" مع سلطات موريتانيا والدول الأخرى في المنطقة.